ما بين سلك والربيع، وكَشْف الواقع المريع

ما بين سلك والربيع، وكَشْف الواقع المريع

إسماعيل جبريل تيسو

ومع كل يوم تشرق فيه الشمس على انتهاكات ميليشيا الجنجويد الإرهابية، وجرائمها التي ترتكبها في حق الأبرياء والعزل من أهلنا في ولاية الجزيرة، يزداد تحرك وميض نار التباعد والاختلافات، من تحت رماد الخلافات التي بدأت تدب في جسد العلاقة ما بين مليشيا الدعم السريع، وتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية ” تقدم”، فما بُني على باطل فهو باطل.
فلم يجف المداد الذي كُتبت به البيانات المتضاربة، داخل أروقة حزب الأمة القومي، وفوق طاولة المكتب القيادي للتجمع الاتحادي بشأن الموقف من انتهاكات ميليشيا الدعم السريع في ولاية الجزيرة، حتى بدأت رياح الاتهامات والاتهامات المتبادلة، تتجه بعنف لتهدد سفينة استقرار الأوضاع السياسية داخل الحزبين الكبيرين، واللذين يشكلان ساقين مهمين تقف عليهما تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية.
ويبدو أن تراشق البيانات داخل الحزبين الكبيرين، وما سبقه من تغريدات لبعض قيادات ” تقدم ” على منصات التواصل الاجتماعي، قد فجّر كوامن الغيظ داخل منظومة ميليشيا الدعم السريع، فسارع الناشط عبد المنعم الربيع أحد المتحدثين باسم الغُرف الإعلامية للميليشيا المتمردة إلى شنّ هجوم لاذع على خالد سلك بسبب تغريدته التي أدان فيها انتهاكات ميليشيا الدعم السريع وجرائمها التي ارتكبتها في حق ( أهله ) بولاية الجزيرة.
وإذا اختلف اللصان ظهر المسروق، فقد أظهر هجوم الربيع ( الساخن) على خالد سلك، حقيقة دامغة بأن المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير، هم من كانوا وراء إشعال فتيل هذه الحرب!، قالها الربيع بالحرف الواحد ” إنتو سبب البلاوي والأزمة دي، وكنتوا متخيلين الحرب دي تنتهي بعد أربع أو خمس ساعات، وتجوا راجعين وتحكموا تاني، لكن طلعتو ما عندكم أخلاق،” وزاد الربيع في تعليقه الساخن على تغريدة خالد سلك: ” بدل تتهم الدعم السريع كان تتهم الجيش، كان تقول دا مخطط من الاستخبارات العسكرية، كان تقول ديل الحركات المسلحة ارتدوا لبس الدعم السريع وهاجموا المواطنين في قرى ولاية الجزيرة”!!.
انتهى تعليق الناشط عبد المنعم الربيع على تغريدة خالد سلك، ولكن متى تنتهي هذه الصفاقة، وعدم الأخلاق، ومحاولة تغبيش الوعي؟، لقد ظهر وبما لا يدع مجالاً للشك، شكل التنسيق القائم بين (الدعامة ) وحاضنتهم السياسية (القحاتة ) في التخطيط لهذه الحرب وإشعالها، وكيفية إدارتها، والغرف التي تحركها من خلال اطلاق الفزّاعات، ونشر الشائعات، لإخفاء الجرائم والانتهاكات التي ظلت ترتكبها ميليشيا الدعم السريع في حق المواطنين، والأيام حبلى بكشف الكثير المثير، ويمكرون ويمكر الله، والله خير الماكرين.