منظومة الصناعات الدفاعية..والزمان مسغبة والحرب مهلكة
حاجب الدهشة
علم الدين عمر
منظومة الصناعات الدفاعية..والزمان مسغبة والحرب مهلكة..
..وحين أحكمت حلقات المؤامرة علي السودان وجد الناس أن مؤسسة القوات المسلحة السودانية هي العاصم المنيع من سقوط الدولة في كل مساراتها الإجتماعية والسياسية والإقتصادية ولذلك كانت منظومة الصناعات الدفاعية وإستثمارات المؤسسة العسكرية أول هدف مباشر للمجموعة السياسية التي حاولت سرقة الثورة السودانية في أول أمرها ..وجري حينها إغراق الساحة بمعلومات مضللة ومفخخة حول هذه المنظومة وقالوا أن أكثر من ثمانين بالمائة من جملة الإقتصاد السوداني تحت قبضتها وخارج سيطرة وزارة المالية علي المال العام ..وكادت هذه الحملة الشرسة أن تؤتي أكلها في تغبيش وعي الشعب السوداني وهز ثقته في المنظومة والقائمين عليها لولا أن تكشفت الحقائق عقب تمرد مليشيا الدعم السريع وجناحها السياسي من الذين داعبتهم أحلام حكم السودان (سلفقة) ..وأكتشف السودانيون أن السودان أصبح بفضل هذه المنظومة ثالث أكبر قوة عسكرية في أفريقيا وأنتقلت قواته إلي جانب تاريخها الطويل في التنظيم والتدريب والإنضباط وثبات العقيدة لواحدة من أفضل القوات تجهيزاً علي مستوي العتاد العسكري الذي تم توطين صناعته بداءاً من الدبابة الصينية (T96) التي أعيد إنتاجها وتطوير طريقة تلقيمها وآلية توجيه قذائفها بالليزر وتزويدها بمناظير الرؤية الليلية وتعديل تلقيمها بمدفع 125 ملم ..الأمر الذي أذهل المتعاملين مع معرض إيديكس بأبوظبي في دورته السادسة في فبراير من العام 2023 م وفتح عيون العالم علي ما وصلت إليه التقنية السودانية في مجال الأسلحة والعتاد العسكري إذ أخبرني أحد الزملاء الذين شهدوا فعاليات ذلك المعرض أنه تلمس الدهشة في عيون رواده من العسكريين العرب حيث شاركت المنظومة بأكثر من مائة أربعة وأربعين منتجاً عسكرياً بدأت بالطيران وتسليحه والمدرعات والمركبات القتالية الخفيفة والثقيلة وأجهزة الإتصالات والمسيرات والمواد المتفجرة والدافعة والأسلحة والذخائر وخدمات الصيانة والتأهيل ..وقد تجلي كل ذلك خلال معركة الكرامة التي خاضها الجيش السوداني معتمداً علي نفسه بشكل كامل لأكثر من عام ..أذهلت المنظومة الدنيا وهي تقود التشوين وعمليات الإمداد بيد وتمسك بخط التصنيع والإنفتاح الإقتصادي باليد الأخري ..عصمت منظومة الصناعات الدفاعية بتشكيلاتها المتقدمة عسكرياً ومدنياً الدولة السودانية من الإنهيار من خلال تمزيقها لفواتير التشوين العسكري والإحتياجات الحربية ومن خلال دعمها للأعمال المدنية خلال الفترة الماضية..وأثبتت أنها منظومة إستراتيجية متطورة ومتقدمة و بفضلها وربيباتها من المؤسسات الإقتصادية ذات العلاقة بالجيش تجاوز السودان بعد عام ونصف من الحرب الشاملة خطر الإنهيار الإقتصادي الكامل ..إذ صمدت شركة زادنا العالمية في مواجهة عواصف الإستهداف الممنهج وهاهي مشاريعها تناح علي ربوع وسهول السودان وصحاريه القاحلة فتحيلها لقمح ووعد وتمني ..بينما نهضت جياد التي دمروا مدينتها الصناعية التي شادها الشعب السوداني بالأسي ومر الذكريات وبنت مجدها الحديث علي أنقاض مؤامرتهم المفضوحة ..إنها منظومة الصناعات الدفاعية ومنظومة القوات المسلحة السودانية..وكدأب الجيوش الكبيرة في كل الدنيا وعلي مر التاريخ تحافظ علي تركيز قيمة العملة والميزان التفضيلية للإقتصاد السوداني وتوازن بين مطلوبات السوق وحوجة البلاد من السلع الإستراتيجية دون إفراط ولا تفريط ..والزمان مسغبة .. والحرب مهلكة ..