صعاليك في كمبالا
خلف الاسوار
سهير عبدالرحيم
صعاليك في كمبالا
معجم المعاني الجامع في اللغه العربية يعرف كلمة صعلوك بأن لها مدلولات عدة فهي تاتي من الاسم صعلوك والجمع صعاليك كما أن الصُّعْلُوكُ هو ذاك الفقير الذي لا يملك شيئًا و إن صَعاليك العرب كانوا هم لصُوصُهم وفُتَّاكُهم والصُّعْلُوكُ متسكِّع يعيش على الهامش، محتال، متشرِّد
أما في السودان فنحن لدينا دائما معنى هو ماركة مسجله اسمها صنع في السودان، فالصعلوك هو لاغيره السفيه العاطل قليل المروءة عديم الرجولة المتسكع في الشوارع لايلوي على شيء غير مزيد من المشاكل لأسرته وحيه ومجتمعه و وطنه .
المجتمعون الآن في كمبالا لمناقشة وضع مؤساساتتا العسكرية والأمنية ينطبق عليهم الوصف أعلاه ، هم أشبه بذلك الرجل في القرية والذي تداهم عصابة مسلحة قريته لتقتل وتنهب وتغتصب فيحتمي هو في منزله ويغلق الباب على نفسه تاركاً رجال القرية يدافعون وحدهم .
ثم تتوغل العصابة إلى داخل القرية شيئآ فشيئاً و ذلك الصعلوك مازال مختبئا في عقر داره يدعي أنه لا بسمع صوت الرصاص ولا إستغاثات النساء ولا حتى صراخ الأطفال .
فتقتل العصابة الرجال و تنتهك إعراض النساء و تيتم الأطفال و تهين الشيوخ ، و تقترب رويدا رويدا من منزله ، فلا يحمل بندقيه ولايخرج ليقاتلهم رجلا لرجل ولكنه يهرب بجوازه الأجنبي و يتسور الحائط هربا إلى خارج البلاد .
هذا الصعلوك عصي عليه أن يفهم ان تلك العصابة قد دخلت بيته وأغتصبت زوجته لانه لا يعرف ماذا يعني الشرف ولا يهمه ان أطلقت رصاصة فوق راس والده الشيخ و أمه المسنه فهو لايعلم معنى الرجولة والمروءة ولايعنيه تدنيس منزله و سحل اخوته واهانة اطفاله لانه خالي من معاني النخوة والشهامة .
ذلك الصعلوك نفسه الذي لم يخرج ليحمي القرية كما الرجال ولم يقف وسط داره ليدافع عن شرفه وعرضه ولم يقاتل ليحفظ عرض بناته وأخواته غادر إلى دولة أجنبية ليجتمع مع آخرين يجمعهم نفس الغرض الملوث وتوحدهم ذات المصالح والأخلاق الدنيئة ليدعموا تلك العصابة المسلحة المغتصبة و ليمنعوا عن رجال القرية السلاح .
خارج السور:
أذا نزعت عنكم الوطنية والغيرة على شرفكم فحاولوا الاختباء عوضاً عن عقد ورشة دولية لتثبتوا لكل العالم انكم صعاليك..