الجنرال ياسر العطا.. اختطاف شقيقه “مجدي” وفجيعة “كيكل”

بقلم : ايمن كبوش

  • المليشيا هاجمت منزل والدته وإخوته.
  • الجنرال ياسر العطا… اختطاف شقيقه (مجدي) وفجيعة ( كيكل ).
  • العطا لم ير الخرطوم منذ انطلاق الرصاصة الأولى.
  • صبر على أهوال الحرب وتجاسر على أحزانه الخاصة وفاجأ المتمردين.

جمعتني باسرة عمنا الراحل (عبد الرحمن حسن العطا) علاقة قوية وممتدة من البنك العقاري الى حجر العسل وما جاورها، وهي مثال للاسرة السودانية المنفتحة والمتواضعة، وقد وضح ذلك جليا من خلال مناسباتهم العديدة افراحا واتراحا يضيق امامها الميدان الواسع الشاسع المجاور منزلهم بمربع 22 ابو اسعد (البنك العقاري).
والاخ الجنرال ياسر عطا الذي عرفته منذ ان كان مقدما يقاتل في احراش الجنوب، ثم عقيدا وعميدا وملحقا عسكريا في سفارتنا بجيبوتي، لم يكن له تداخل كبير في المنطقة اسوة بالاخوين (مجدي وبشير)، بحكم سفره المتواصل وحتى عندما استقر في العاصمة بعد ان ترقى الى رتبة اللواء، كان نادر الظهور ولكنه ظل محتفظا ببشاشته الودودة التي لا تُحدّث عن ذلك المقاتل الشرس الذي خبر الحروب و(دواس) الاحراش.
على الذين مازالوا يتسآءلون ويكررون اسئلة فقدت جدواها، مفادها (من اطلق الرصاصة الاولى في حرب الخرطوم ؟! ) ادراك ان الرجل الثالث في التراتيبية العسكرية وعضو مجلس السيادة، لم ير الخرطوم مطلقا منذ انطلاق اول رصاصة في منزل القائد العام فجر 14 ابريل لا في المدينة الرياضية كما يدعي البعض، فكيف يكون الجيش قد جهز نفسه لخوض الحرب وكل هيئته العسكرية واركانه، من القائد العام وحتى المفتش مبارك كوتي، خارج القيادة وغرفة التحكم والسيطرة ؟
# منذ ذلك التاريخ الكالح ظل الجنرال العطا بام درمان، بداية من المهندسين، الاقرب لمنزله، وانتهاء بمنطقة وادي سيدنا العسكرية بكرري، لم يكن ذلك بسبب تخطيط او تنسيق مع هيئة قيادة الجيش، بل ان عملية الغدر الجبانة جاءت ساعة صفرها والجيش في حالة استعداد لم يتجاوز نسبة 30% وقوة العاصمة كلها لا تزيد عن 7 آلاف اغلبها من الفنيين والحراسات والطباخين، والبرهان آمنا مطمئنا في منزله وكذلك شمس الدين الكباشي وياسر العطا وابراهيم جابر ومحمد عثمان حسين وبقية العقد النضيد من الجنرالات الذين دفعوا الكلفة لاحقا من قدرتهم على الثبات والاحتمال، احتملوا الصدمة الاولى بصبر وجلد وانتقلوا الى المراحل التالية بتوفيق كبير من رب العالمين، ما كان مخططا لهذه البلاد لم يتحقق منه الا الذي نراه اليوم لكي يكون لنا، كدولة، وكشعب، عبرة ودرسا واعتبار.
اعود للجنرال العطا، واقول ان من هاجموا منزل والدته واخوته ثم اختطفوا شقيقه (مجدي) كانوا يتوهمون بأن ذلك سوف يرعبه لكي يتراجع عن المدافعة ومن ثم الهجوم، فكانت المفاجأة لهم في بسالته وشجاعته، متجاوزا لمخاوفه الشخصية على شقيقه لانه يعرف ان مجدي مثله وكل شباب السودان ولن يكون استثناءا امام هؤلاء الاوباش الاوغاد، الى فجيعته في احد افراد اسرته و(نسابته) من آل البنا، ذلك النهاب (ابو عاقلة كيكل)، ولكن ليس امام العطا من خيار سوى ان يقاتله للقضاء عليه ثأرا لاهل الجزيرة، متجاوزا رابطة الدم والنسب مدفوعا بشرف الجندية وقسم الولاء للوطن والقوات المسلحة السودانية.
السطور اعلاه، تشكل قلادة على عنق الجنرال العطا الذي قدم كتابه بيمينه في منطقة ام درمان، وتمتد الاشادة لتشمل كل القادة، خاصة المنسيين في اروقة الاعلام وعلى رأسهم اللواء طيار (طلال علي الريح) ابن استاذنا الكبير الدكتور علي الريح الذي ظل مرابطا في ميدان المعركة رغم الظروف الصعبة التي عاشتها اسرته الصغيرة اثناء خروجها من حي المطار، واصابة ابنه (مهتدي) في عينيه، لم يتزحزح الجنرال طلال قائد سرب الطيران السوداني المقاتل من مكانه، وكذلك فعل البطل اللواء محمد عباس محمد اللبيب واللواء ابراهيم عثمان وآخرين كثر على درجة عالية من الاستعداد لفداء الوطن بارواحهم لانهم رجال لا تورثهم الارض رموسا ويكتبون سوانح النهايات بالدماء فلن ينساهم التاريخ.