مصر (عارفة)!

مصر (عارفة)!

بقلم بكرى المدنى

قال لي صديقي ونحن وسط سوق المدينة -خلاص جهزت كل شيء وح امشي تهريب لمصر !

ضحكت مليئا -ضحكت جدا -ضحكت حتى استغرب صديقي واستفسرني فقلت له ما :- مافيش حاجة اسمها تهريب الى مصر

مصر عارفة كل حاجة بس عاملة مش شايفة

لو مصر مش عاوزة حد يتجاوز حدودها ولا الجن الازرق يقدر يدخل أراضيها بر أو جو أو بحر

مصر تتعامل مع السودانيين منذ بداية الحرب بمواقف كبيرة تغض الطرف فيها حتى عند الأخطاء وتجاوز الإجراءات وتتحمل عبء كبير وهي تستقبل شعب كامل على أرضها

مصر تختلف، مصر غير، ومصر دعوة للدخول منذ قديم (بسلام آمنين )

ذلك على المستوى الشعبي أما على المستوى فالموقف المصري الذي لم يعلن بعد وربما لن يعلن ابدا هو الذي بسببه لا تزال الدولة السودانية قائمة ولولاه لما قامت لها قائمة اصلا!

أيام السيولة الانتقالية الأولى ذهب وفد من النشطاء الى مصر لإخبار الأجهزة الخاصة أن بعض القيادات السودانية للنظام السابق وصلت لمصر وتقيم في القاهرة وكان لسان حال الرجل الذي استقبلهم ينتظر مغادرتهم بعد لقاء المجاملة وهو يقول:- إحنا اللي زرعنا رأفت الهجان في تل ابيب لا يمكن نكون مش عارفين مين في القاهرة!

مصر منذ التغيير وطوال الحرب الجارية تقف مع مؤسسة القوات المسلحة وتعتبر أن الجيش السوداني فرع من الجيش المصري الأم

تقف مصر مع الجيش السوداني رغم حملات التشويش والتشويه التى تصور هذا الجيش الوطنى كجيش حزبي لجماعة الإخوان المسلمين ولكن لأن مصر تعرف وتعرف أكثر من غيرها ظل موقفها ثابتا من الجيش السوداني ومن دعمه كأكبر مؤسسة في البلد

كثر استبشروا بزيارة الرئيس البرهان الأخيرة للقاهرة وذلك لعلمهم بعظمة الدور المصري وضرورة تواصله لأن له وحده الكلمة الفصل فيما يجري بالسودان

اولى بشارات زيارة الرئيس البرهان لمصر تأكيد الرئيس السيسي على معاملة السودانيين معاملة المواطنين المصريين-رفعت الأقلام وجفت الصحف

اقرأ أيضا