السودان يتهم الإمارات بتورطها في تجنيد المرتزقة ويطالب مجلس الأمن بتحقيق دولي عاجل

اتهمت جمهورية السودان، في رسالة رسمية وجهتها إلى مجلس الأمن الدولي، قوى إقليمية – وفي مقدمتها الإمارات العربية المتحدة – بالضلوع في تجنيد وتمويل ونقل مرتزقة يقاتلون إلى جانب قوات الدعم السريع، مؤكدة أن بحوزتها أدلة مادية دامغة تشمل جوازات سفر وبطاقات هوية تحمل تأشيرات دخول إماراتية وأخرى للخروج من مطار بوصاصو في الصومال.رسالة رسمية إلى مجلس الأمنوجاء في الرسالة، التي حملت الرمز الأممي S/2025/555، أن القوات المسلحة السودانية تمكنت مؤخرًا من أسر عدد من المرتزقة الأجانب المشاركين في القتال إلى جانب قوات الدعم السريع. وأشارت التحقيقات الأولية إلى أن هؤلاء دخلوا المنطقة عبر قنوات رسمية مرتبطة بالإمارات والصومال، ما يثبت – بحسب الخرطوم – تورط أطراف إقليمية في انتهاك صارخ للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن المتعلقة بمكافحة المرتزقة وحماية السلم والأمن الدوليين.مطالب السودانودعت حكومة السودان مجلس الأمن إلى اتخاذ خطوات عملية عاجلة تشمل: 1. فتح تحقيق دولي في الدور الذي تلعبه بعض الدول في تسهيل عبور المرتزقة وتمويلهم. 2. إدانة رسمية لأي طرف يثبت تورطه في دعم المرتزقة أو انتهاك سيادة السودان. 3. فرض عقوبات محددة على الأفراد والكيانات والدول المتورطة في دعم الجماعات المتمردة. 4. إلزام جميع الدول الأعضاء بالامتناع عن أي عمل يطيل أمد النزاع أو يهدد استقرار السودان. تحذير من تهديد إقليمي ودوليوأكدت الخرطوم في رسالتها أن استمرار تدفق المرتزقة والسلاح إلى قوات الدعم السريع لا يهدد السودان وحده، بل يشكل خطرًا مباشرًا على الأمن والسلم الإقليمي والدولي، محذرة من أن “الدور التخريبي” لبعض الدول يقوّض كل الجهود الرامية لإنهاء الحرب وإحلال السلام.خلفية النزاعويأتي هذا التصعيد الدبلوماسي بينما يواصل السودان حربًا مدمرة منذ أكثر من عامين بين الجيش وقوات الدعم السريع، أسفرت عن مئات آلاف القتلى وملايين النازحين، وسط اتهامات دولية متزايدة باستخدام المرتزقة والسلاح الأجنبي لتغذية الصراع.خطوة دبلوماسية تصعيديةيرى مراقبون أن الرسالة السودانية إلى مجلس الأمن تمثل أعلى مستوى من الاتهام الرسمي حتى الآن ضد الإمارات فيما يتعلق بالصراع السوداني، وقد تفتح الباب أمام نقاشات جديدة في أروقة الأمم المتحدة بشأن فرض عقوبات على أطراف إقليمية متهمة بتغذية الحرب زر الذهاب إلى الأعلى