الجيش الإسرائيلي يشيد مواقع له في غزة مع السيطرة على مساحات واسعة
reuters_tickers تم نشر هذا المحتوى على 07 أبريل 2025 – 21:05 5دقائق من نضال المغربي وحاتم خالد القاهرة/غزة (رويترز) – شوهدت القوات الإسرائيلية يوم الاثنين وهي تمهد أراضي وتشيد أبراج مراقبة ضمن مناطق من قطاع غزة سيطرت عليها في الأيام القليلة الماضية في عملية عسكرية تقول الأمم المتحدة إن الجيش سيطر خلالها بالفعل على ثلثي مساحة القطاع أو أخلاها من السكان. وأصدر الجيش أوامر متكررة بالإخلاء لمئات الآلاف من الفلسطينيين في المناطق الجنوبية والوسطى والشمالية منذ استئناف عملياته في غزة في 18 مارس آذار، مما أجبرهم على النزوح إلى منطقة ضيقة المساحة على شاطئ البحر. وقالت زكية سامي (60 عاما)، وهي أم لستة أطفال من مدينة غزة، أنها شاهدت الدبابات تنتشر بمناطق مرتفعة في أثناء فرارها من منزلها بعد أن أمر الجيش عائلتها بمغادرة حي الشجاعية. وقالت لرويترز عبر تطبيق للدردشة “سيطروا على تلة المنطار اللي كنا ناخد أولادنا ليلعبوا هناك، وهلقيت متمركزين عليها ومن هناك بيقدروا يقصفوا أي بيت بدهم إياه في الشجاعية”. وأضافت “غزة في الأساس مكان صغير والإسرائيليين قاعدين بيقلصوا مساحتها أكتر وأكتر، إحنا قاعدين بيخنقونا في وقت لا فيه أكل والقنابل بتتساقط فوق روسنا”. وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن إجمالي المساحة التي استولت عليها إسرائيل أو أصدرت أوامر بإخلائها بلغ 65 بالمئة من قطاع غزة. وفي رفح وحدها أوضحت لجنة الإنقاذ الدولية أن 140 ألف شخص نزحوا خلال الأسبوعين الماضيين. وقُتل صحفي فلسطيني يوم الاثنين وأصيب تسعة آخرون، بعضهم في حالة حرجة، عندما أصابت غارة جوية إسرائيلية خيمة تستخدمها وسائل الإعلام داخل مجمع ناصر الطبي في خان يونس. وأظهرت لقطات مصورة أشخاصا يحاولون إخماد النيران التي اندلعت في الخيمة خلال الساعات الأولى من صباح يوم الاثنين. وانتشرت على نطاق واسع صور تظهر صحفيا تشتعل فيه النيران وشخصا آخر يحاول إنقاذه. وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أنه استهدف حسن إصليح ووصفه بأنه “إرهابي يتخفى في العمل الصحفي” وعضو في كتيبة خان يونس التابعة لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس). وأوضح مسعفون أن إصليح، وهو صحفي فلسطيني معروف في غزة ويتابعه مئات الألوف على مواقع التواصل، أصيب بجروح بالغة في الغارة. وأعلنت إسرائيل الأسبوع الماضي عزمها إقامة “منطقة أمنية” على أطراف قطاع غزة، وذلك بعد شهر من انهيار وقف إطلاق النار. ولم توضح ما هي خطتها طويلة الأمد للمنطقة التي سيطرت عليها مجددا لكن الفلسطينيين يخشون من أنها تهدف إلى احتلالها بصورة دائمة. وقال سكان إن هناك مؤشرات متزايدة على أن الجيش يعد نفسه لإقامة طويلة إذ يشيد أبراج مراقبة في الشجاعية شمالا وفي الجنوب في أنحاء منطقة بين مدينتي خان يونس ورفح كانت في السابقة مستوطنة إسرائيلية تدعى موراج. وأظهرت لقطات متداولة على مواقع التواصل رافعة كبيرة تحميها مدافع رشاشة وكاميرات مراقبة، إضافة إلى معدات حفر تعمل بالقرب من الشجاعية. وأصدر الجيش خلال الليل أوامر إخلاء لعدة مناطق في دير البلح والزوايدة وسط قطاع غزة، وهما منطقتان نزح إليهما مئات الآلاف. وفي دير البلح حمل السكان رجلا مصابا ولفوه ببطانية بعد انتشاله من بين أنقاض منزل دمرته غارة إسرائيلية. وقال أحد الجيران ويدعى عماد حسن “صحينا الساعة اتنين في الليل على صوت زلزال.. زلزال في المنطقة وشهداء لسه للحين ضايلة تحت الأنقاض.. وجيراننا شهداء… مربع كامل بأكمله”. وأضاف “ترامب شو بدو يساوي لنتنياهو؟! هيقوله دمر بزيادة”. وأصدرت منظمة “كسر الصمت” الحقوقية الإسرائيلية يوم الاثنين تقريرا روى فيه جنود إسرائيليون تفاصيل عن الأساليب القاسية التي انتهجتها القوات لفتح ما وصفوها بأنها “منطقة قتل” في أنحاء قطاع غزة من خلال تدمير أراض زراعية وإخلاء أحياء سكنية بأكملها في القطاع.