الأمم المتحدة تكشف خطوط إمداد الدعم السريع وتقرير مسرّب يثير تساؤلات حول الإمارات

نيويورك 16 أبريل 2025 – كشفت تقارير للأمم المتحدة عن تفاصيل الخدمات اللوجستية المعقدة التي تدعم قوات الدعم السريع في السودان، بما في ذلك طرق إمداد عبر تشاد وليبيا وجسر جوي عبر نيالا، بينما اثارت وثيقة أممية اخرى تساؤلات جديدة حول الدور المزعوم لدولة الإمارات العربية المتحدة في الحرب بالسودان.ويفيد تقرير لفريق خبراء الأمم المتحدة ينتظر نشره قريباً، – حصلت “سودان تربيون” على نسخته-  أن التحقيقات ركزت على مطار أم جرس في تشاد في الفترة ما بين مايو وأكتوبر 2024.وحدد الفريق طرقاً برية من أم جرس إلى إقليم دارفور، لكنه ذكر أنه “لم يتمكن من تأكيد عمليات نقل عتاد عسكري” من المطار وقت كتابة التقرير.وأظهر التقرير أن هذه الطرق واجهت محاولات تعطيل من قوات متحالفة مع الجيش السوداني، الذي أطلق حملة “جبهة الصحراء” بدءاً من يونيو 2024 مستهدفاً مراكز إمداد قوات الدعم السريع.ورداً على ذلك، يشير التقرير إلى أن الدعم السريع عدلت خططها عبر تطبيق اللامركزية في التخزين وإنشاء مركز قيادة لوجستي جديد في “بئر مرقي” بشمال دارفور، وُصف بأنه محور للإمدادات القادمة من شرق تشاد وجنوب ليبيا.وذكر أسماء قادة، من بينهم عبد الله تجاني شقب، مكلفون بإدارة الخدمات اللوجستية عبر الحدود.كما فصّل تقرير الخبراء تغيير في حصول الدعم السريع على الدعم الخارجي عبر رصد نشاط لقوات الدعم السريع في مطار نيالا بجنوب دارفور بين سبتمبر ونوفمبر 2024، شمل رحلات ليلية.ويشير التقرير إلى أن استخدام نيالا يمكن أن يوفر توصيل إمدادات أسرع، متجاوزاً الطرق البرية التي يتم اعتراض الشاحنات فيها.وما يشير إلى تنفيذ القوات المسلحة السودانية غارات جوية على مطار نيالا في نوفمبر 2024، نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية أمس الثلاثاء، “نمطاً متسقاً” لرحلات شحن جوي، يرجح ان تكون بطائرات من طراز إليوشن Il-76TD، انطلقت من قواعد إماراتية إلى تشاد.وشكلت هذه الرحلات ما أسماه الخبراء “جسراً جوياً إقليمياً جديداً” محتملاً.وأشارت الوثيقة المسربة إلى اختفاء الطائرات من شاشات الرادار، مما يثير “تساؤلات حول عمليات سرية محتملة”، حسبما ذكرت الغارديان.كما تم ربط بعض الرحلات بعمليات نقل أسلحة غير مشروعة سابقة.ومع ذلك، أكد الخبراء ضمن ذلك التقرير المسرب أنهم لم يتمكنوا من تأكيد محتوى الشحنات من ام جرس المتجهة إلى دافور وافتقروا إلى أدلة مستوفية للمعايير تثبت عمليات نقل أسلحة، معتبرين أنه “من السابق لأوانه استنتاج أن هذه الرحلات كانت جزءاً من شبكة لنقل الأسلحة”، وفقاً للغارديان.وتتزامن هذه المعلومات مع مؤتمر حول السلام في السودان استضافته بريطانيا يوم الثلاثاء، حيث أثار حضور الإمارات انتقادات نقلتها صحيفة الغارديان.كما تأتي في أعقاب رفع السودان دعوى أمام محكمة العدل الدولية يتهم فيها أبو ظبي بالتواطؤ في الإبادة الجماعية من خلال دعم قوات الدعم السريع.وتنفي الإمارات باستمرار تزويد أي طرف من أطراف النزاع في السودان بالأسلحة، ووصفت قضية محكمة العدل الدولية بأنها لا أساس لها من الصحة.وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى تعقيد العمليات اللوجستية لقوات الدعم السريع التي تعتمد على طرق خارجية وتواجه تصدي القوات المسلحة السودانية لها، بينما تستمر التساؤلات حول الدعم الخارجي، لا سيما في أعقاب نشاط الطيران الموثق من الإمارات والمفصل في وثيقة الغارديان المسربة، رغم أنها ذكرت أن الدليل المباشر على نقل الأسلحة ظل غائباً.