( فشل مشاورات القاهرة).. التفاصيل الكاملة!!

تقرير_ محمد جمال قندول

على نحو مفاجئ، فشلت المباحثات التشاورية بين حكومة السودان والولايات المتحدة الأمريكية، التي كان مقررًا لها أن تُعقد في القاهرة أمس “الأربعاء”.

وتأتي التطورات الجديدة، في أعقاب مغادرة المبعوث الأمريكي توم بيرييلو من القاهرة إلى “جنيف”، بعد أن وصل مصر قادمًا من سويسرا خلال الأيام الماضية، بهدف قيادة وفد حكومته للتشاور مع السودان فيما يخص إنفاذ مقررات اتفاق جدة وبحث سبل السلام.

فرض أجندة

وقال رئيس وفد التفاوض وزير المعادن محمد بشير أبو نمو، إنّهم جاهزون لأية مباحثات تفضي لتنفيذ مخرجات جدة، غير أنّ الأمر يتوقف على الولايات المتحدة الأمريكية.

وكشف أبو نمو لـ”الكرامة”، أنّ واشنطن سعت لربط مفاوضات جنيف بجولة القاهرة، لافتًا أنّ المبعوث الأمريكي وصل القاهرة لمقابلة وزير خارجيته وتنويره بما جرى في جنيف ويريد التعامل معنا بمنهجه، وحينما وصل مصر أجرى ترتيبات برنامج ومواعيد دون أي تشاور معنا.

وأثنى أبو نمو بالدور الكبير التي ظلت تلعبه مصر في الأزمة السودانية، مؤكدًا أنّ دورها مقدر، فيما تساءل عما يقصده المبعوث الأمريكي بخرق البروتوكول؟

وثمّنت حكومة السودان، الجهود التي ظلت تبذلها جمهورية مصر العربية منذ اندلاع حرب ميليشيا آل دقلو الإرهابية، ولا سيما استضافتها للسودانيين، كذلك جهودها لتحقيق السلام ومبادرتها لاستضافة الاجتماع التشاوري مع الولايات المتحدة الأمريكية الذي لم يُعقد لظروف تتعلق بوفد الولايات المتحدة الأمريكية.

وأكدت الحكومة السودانية في بيان رسمي امس ، وصول اثنيْن من أعضاء الوفد الحكومي إلى القاهرة يوم الاثنين الماضي، فيما ينتظران هنالك التحاق الوفد بهما وذلك تأكيدًا على جدية الحكومة ورغبتها الصادقة في استمرار التشاور السابق الذي ابتدرته مع الولايات المتحدة الأمريكية بمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية في الفترة من 9 وحتى 10 أغسطس الجاري.

وكشفت مصادر متطابقة لـ”الكرامة”، عن أنّ أسباب فشل المشاورات مع الجانب الأمريكي، يعود لطريقة تعامل المبعوث الأمريكي مع الحكومة السودانية، حيث أنّه طلب أن تبدأ المباحثات يوم الثلاثاء الماضي، بينما فرض أجندة “جنيف” على السودان، غير أنّ الحكومة رفضت فرض أيّة أجندةٍ خلاف إنفاذ مخرجات جدة، كما رفضت طريقة تعامل المبعوث الأمريكي “العنجهيّة”.

وأشارت إلى أنّ الوفد أرسل اثنيْن من أعضائه هما: مفوض العون الإنساني سلوى آدم بنية وسفير السودان لدى الرياض دفع الله الحاج علي.

المناورة

في المقابل، يقول الكاتب الصحفي والمحلل السياسي الهندي عز الدين: إنّ بيان الحكومة يلقي باللوم على المبعوث الأمريكي ووفد الولايات المتحدة الأمريكية لتسببهم في إفشال جولة القاهرة التي كان مقررًا انعقادها بمصر.

ويضيف الهندي في معرض تعليقه، أنّ الحكومة برّأت ساحتها قائلةً إنّها كانت جادةً في إرسال وفدها، بل وبالفعل وصل اثنيْن من وفدها المفاوض إلى القاهرة، وتابع: بينما يبدو بأنّ بيرييلو حضر لمصر لبرنامج مقابلات رفقة وزير الخارجية الأمريكي مع قيادات الدولة المصرية، فيما لم تكن المشاورات مع وفد السودان بندًا أساسيًا في برنامج رحلته لمصر.

ويرى عز الدين، أنّ أمريكا غير جادة في تحقيق سلام عادل وشامل ينهي مستقبل الميليشيا المتمردة بالبلاد، لافتًا إلى أنّها تناور وتسعى لفرض شروطها على القيادة السودانية من اجل الوصول لوقف دائم لإطلاق النار، مع استمرار وجود قوات التمرد داخل المدن والقرى بـ”الخرطوم، والجزيرة، وسنار ودارفور”، جازمًا بأنّه وضعٌ لن يقبله الشعب السوداني، كما لا يمكن لقيادة الجيش وحكومة السودان أن توافقا عليه.

ويشير محدّثي، إلى أنّ الإدارة الأمريكية إذا كانت جادةً بوقف الحرب في السودان فإنّ المطلوب منها ممارسة الضغوط على دولة “الإمارات” وقيادة الميليشيا لمغادرة كل المناطق الحضرية والتجمع في معسكرات محددة، لأنّ منازل المدنيين ومؤسسات الخدمة العامة ليست مكاسب عسكرية.