الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة ل( الكرامة): عازمون على تنظيف البلاد من الجنجويد ومشايعيهم من الخونة والعملاء
حوار إسماعيل جبريل تيسو:
في حوار له مع صحيفة الكرامة وضع الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العميد الركن نبيل عبدالله النقاط على بعض الحروف المتعلقة بمسار العمليات، وبطء الجيش في القضاء على ميليشيا الدعم السريع، وخسارة بعض المواقع، والدروس والعظات المستفادة من هذه الحرب، وأسباب عدم ظهوره في الأجهزة الإعلامية، فإلى مضابط الحوار..
مرحباً بك سعادة العميد ركن نبيل عبد الله الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة على صفحات الكرامة، بداية لابد من تهنئة خاصة للقوات المسلحة وهي تحتفي بالذكرى السبعين لتاسيسها.
# تحتفي القوات المسلحة سنوياً بهذه الذكرى العزيزة على قلوبنا لأنها كانت أولى الخطوات الفعلية لاستقلال البلاد وذلك عندما قرر المستعمر تحت ضغوط الحركة الوطنية سودنة الوظائف توطئة لتسليم زمام الأمور في البلاد لبنيها، وأهم نقطة لافتة في هذا الأمر أن الجيش السوداني هو أول مؤسسة جرى سودنتها كمؤسسة كاملة، وذلك بتعيين المغفور له الفريق أحمد محمد الجعلي قائداً عاماً للجيش السوداني خلفاً للجنرال الإنجليزي اسكونز في 14 أغسطس 1954م وهذه الخطوة هي أقوى إرهاصات استقلال البلاد، لذلك عندما نحتفي بهذه المناسبة الجليلة نستصحب معنا هذه الحقيقة، إضافة إلى أن القوات المسلحة مهرت بدماء منسوبيها ثمن هذا الاستقلال عندما دخل الجيش السوداني الحرب العالمية الثانية إلى جانب الحلفاء مشترطاً استقلال البلاد بعد أن تضع الحرب أوزارها، لذلك نحن في الواقع نعتبر أن يوم 14 أغسطس هو يوم الاستقلال الفعلي للبلاد عندما تولى أبناء الوطن مسؤولية الدفاع عن البلاد.
للعام الثاني توالياً يأتي عيد الجيش والقوات ترابط في المواقع الأمامية ذوداً ودفاعاً عن حياض الوطن ضد الميليشيا المتمردة، كيف تقرأ الأوضاع الميدانية بعد عام ونصف من القتال؟
# في تحليل وقراءة الحروب (وليس المعارك) نستصحب عنصرا جوهريا لنقرأ من خلاله مجريات الحرب ووضع القوات، ويتضمن ذلك الإجابة على سؤالين:
ما هو الهدف الاستراتيجي للعدو؟
وهل حقق العدو هذا الهدف ضمن المدى الزمني الذي وضعه له؟
الهدف الاستراتيجي لميليشيا الدعم السريع ومن خلفها جناحها السياسي وممولوها الدوليون والاقليميون هو الاستيلاء على السلطة بالقوة الغاشمة وتحطيم القوات المسلحة في مدى زمني قصير (في استهانة واضحة بالمؤسسة العسكرية والأمنية بالبلاد، وإرادة الشعب السوداني، طبعا)
لم ينجحوا إطلاقا في تحقيق هدفهم ولو جزئياً، فما زالت القوات المسلحة تقف على أقدامها وتأخذ بأسباب القوة، وتعالج كل نقاط الضعف التي ظهرت، بل وحولتها إلى نقاط قوة، نحن مازلنا قادرين على حشد الموارد وإدارة الحرب، وقد كسبنا إجماعاً شعبياً غير مسبوق، وحافظنا على مواقعنا وقواتنا الرئيسية، صحيح فقدنا بعض المواقع والمدن لكننا لم نخسر هذه الحرب ولن نخسرها بإذن الله تعالى، لقد استعادت مؤسسات الدولة توازنها في وقت وجيز ودار دولاب العمل، نحن نقرأ مجريات هذه الحرب من هذا المفهوم في المستوى الاستراتيجي
هنالك من ينزعج من استراتيجية الجيش القائمة على ( الحفر بالإبرة ) للقضاء على المتمردين، كيف ترد عليهم؟
نحن نعمل طبقاً لمراحل تأخد في الاعتبار الموارد المتيسرة والمنتظر تيسرها، مع المحافظة على مبدئين مهمين من مبادئ الحرب وهما التوازن والاقتصاد في القوى، وعلى ضوء هذه المنهجية تُدير القوات المسلحة الحرب، وتتعامل مع متغيراتها، وكما ذكرت لك لابد أن نتذكر جميعاً أن خسارة معركة أو موقع لا تعني مطلقاً خسارة الحرب، والعبرة بعون الله في الخواتيم.
ماهي الدروس التي قدمتها القوات المسلحة في هذه الحرب؟ وكيف يمكن الاستفادة منها مستقبلاً لتأمين واستقرار البلاد؟
# هنالك العديد من الدروس والعبر المستفادة من هذه المحنة الوطنية،
أولها على المستوى الأمني والعسكري المحافظة على تماسك ووحدة المؤسسة العسكرية وعدم قبول أي قوة رديفة مهما كانت الأسباب ( طبعاً ميليشيا الدعم السريع فرض وجودها النظام السابق وهي إرث ثقيل وصنيعة له وتعتبر من أخطائه الاستراتيجية الكبرى) ولعل من سخريات القدر أن ميليشيا الدعم السريع نفسها تدعي أنها تحارب الكيزان وفلول النظام السابق رغم أنهم أكبر مظهر من مظاهر تمكين النظام السابق في البلاد،،
وأما على المستوى الوطني فأعظم الدروس هو أهمية التماسك الوطني والتفاف الأمة حول مؤسساتها الوطنية خاصة مؤسسات القطاع الأمني، وفي هذا المجال كان شعبنا في الموعد، فبالرغم من استثنائية مجريات هذه الحرب وتأثيرها اليومي المباشر على المواطن السوداني إلا أن الشعب السوداني توحد خلف قواته بل لبى الكثير منهم النداء سريعاً وها هم يشاركوننا اليوم في أعباء القتال لأنهم استشعروا المسؤولية الوطنية ومدى خطورة هذه المليشيا على كيان الدولة السودانية، بعد أن جاءوا بمعتادي الإجرام من كل مكان وحشدوهم في شكل مرتزقة استهدفوا بهم المواطن بشكل مباشر في ممتلكاته ونفسه وعرضه ومقدراته الوطنية وإرثه الحضاري وهويته، وهذا الأمر اتضح بجلاء من خلال تصريحات ولايفات وسلوك منسوبي الميليشيا المتمردة الذين اثبتوا بما لا يدع أي مجال للشك أن لا علاقة لهم إطلاقا بهذا الشعب وموروثاته وقيمه، فقد كان هدفهم هو استئصال الدولة ككيان حضاري واجتماعي، إن هذه الحرب هي حرب وجود بكل ما تحمل هذه الكلمة من معاني.
الفاشر، بابنوسة، الأبيض هذه بعض النماذج التي تحكي عن صمود القوات المسلحة والقوة المشتركة، كيف يمكن استثمار هذه المواقف لصالح بقية مدن السودان؟
# في مجريات الحرب تربح الجيوش معارك، وتخسر أخرى ولكل حالة ملابساتها، لكن القوات المسلحة دائماً تراجع وتُحقق في الملابسات لكل حالة، وتستخلص الدروس والعبر، وفي المقابل هنالك نماذج كثيرة للصمود وفي كل مرحلة من مراحل هذه الحرب نستفيد من التجارب ويجري تطويرها مما ينعكس ذلك على الأرض، ولعلها سانحة انتهزها لأحيي الموقف الوطني المشرف لمكونات اتفاق جوبا وانخراطهم في المعارك بإخلاص وتناغم وانسجام مع القوات المسلحة وقوات جهاز المخابرات العامة والشرطة بجانب المقاومة الشعبية، بالتأكيد ستكون لهذه الملاحم نتائجها الإيجابية على مسرح العمليات.
كلمة في حق الشعب السوداني الصامد وأخرى في حق المستنفرين؟
# القوات المسلحة تحيي شعبها وهي فخورة به، وستعمل بكل ما في وسعها لتعيد الفرح إلى وجه هذا الشعب الصابر، ويعم الأمن والاستقرار جميع ربوع بلادنا الحبيبة بعد أن تتخلص بلادنا بعون الله من الجنجويد ومن يعاونهم من الخونة والعملاء.
رسالة من الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة، فى بريد من ستضعها؟
# رسالتي أضعها في بريد من يتساءلون عن غياب الناطق الرسمي وعدم إطلالته بشكل يومي في الأجهزة الإعلامية، أقول لهم إن الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة ليس بصحفي أو إعلامي في صحيفة أو قناة فضائية وإنما هو ضابط ركن مهمته محددة وهو يعبر عن وجهة نظر القوات المسلحة طبقاً لما تراه وتقرره بالأسلوب المناسب، ومن هذا المنطلق نجتهد في ان نؤدي رسالتنا كما ينبغي لها وهذه نقطة ربما يغفل عنها بعضهم.