“جيش واحد شعب واحد”

الكرامة: هبة محمود

مع حلول الذكرى ال (70) للقوات المسلحة السودانية، والتي تصادف اليوم ال 14 من أغسطس ، يقف شعار “جيش واحد شعب واحد” ، كإحدى شعارات التلاحم الكبير بين السودانيين وجيشهم، في معركة “الكرامة” ضد مليشيا الجنجويد.
و يعتبر مراقبون أن القتال الدائر الآن، وطبيعة الانتهاكات التي تقوم المليشيا، جعلت الشعار يتنزل على الأرض بوجهه الأمثل، لاعتبار أن الجيش والشعب واحد، وأن كلاهما يقاتل من أجل الوطن.
ويأتي شعار الجيش في ذكرى أعياده هذا العام حاملاً عبارة ( شعب وجيش فداك يا وطن) ما يعضد على طبيعة التلاحم ووحدة الهدف، رغم محاولات التقليل.

ملاذ آمن

ويذهب متابعون إلى أن محاولات التقليل من شعار جيش واحد شعب واحد، بدأت، عندما سعت كثير من القوى الداخلية والخارجية لزعزعة الثقة في القوات المسلحة السودانية، ونزع شرعيتها، عقب ثورة ديسمبر، وذلك من خلال تعالي الهتافات، ورفع اللافتات، و ترديد الشعارات المسيئة للجيش، والتي يتسيد مقدمتها شعار ” معليش معليش ما عندنا جيش” قبل أن تأتي معركة  “الكرامة ” لتبين أن الجيش و الشعب  واحد لا  “ينفكان”.
وفي مقارنة تقاربية، بين رفع شعار جيش واحد شعب واحد، على أبواب القيادة العامة في الخرطوم في العام 2019، ورفعه الان أعقاب الحرب مع الجنجويد، تقف الكثير من الأحداث التي تؤكد أن الجيش هو الملاذ الآمن للشعب السوداني.
كما تؤكد الأحداث نفسها أن تغيير الشعار، يتوقف حسب المصالح، وذلك وقف ما بينته التجربة بشكل عام.

أفضل ما قدم الدعم

وفي ظل مساعي التقليل من جهود الجيش، من خلال المعركة الإعلامية التي تقودها غرف المليشيا، و مساعي الإثبات والتأكيد على تخلي القوات المسلحة السودانية عن المواطنين وتركهم في مواجهة الدعم، يري الخبير السياسي الطيب محمد ان أفضل ما قدمه الجنجويد للجيش هو حب الشعب والتأكيد على مضمون الشعار .
وينوه في حديثه ل “الكرامة” إلى أن التقليل من وحدة الجيش والشعب معلوم المصدر، لكن ما حدث في خلال الحرب أكد للعالم أجمع، أن الشعب ليس له سوى الجيش.
وتابع: حتى الذين يرفعون شعارات الحياد، ويقفون على الارصفة يشاهدون إلانتهاكات و ينادون بوقف الحرب والتفاوض، يعلمون أن عودتهم إلى السودان وأن أمانهم لن يكون الا عبر الجيش، عقب تحقيق النصر و دحر التمرد.

تعرية المليشيا

وفي تصريحات حديثة، لوفد من الصحفيين، أمس، قال عضو مجلس السيادة الفريق إبراهيم جابر، إن حرب مليشيا الدعم السريع إستهدفت السودان وليس الجيش، ما جعل الشعب ينحاز لوطنه وشعبه.
واشار جابر إلى أن المليشيا عقب فشل مخططها في الاستيلاء على البلاد، بدأت في شن حربا إعلامية نفسية للمحافظة على الروح المعنوية لقواتها.
ويرى خبراء في الشأن السياسي، إن تصريحات جابر تؤكد على ماهية شعار وحدة الجيش والشعب، ومعناه الكبير، كما توضح تعرية المليشيا لنفسها أمام الشعب السوداني والمجتمع الدولي جراء ما ارتكبت من جرائم حرب موثقة دوليا.
وبحسب المحلل السياسي عبد الله الخليفة ل “الكرامة” فان شعار جيش واحد شعب واحد ” تجسد بشكل كبير في معركة الكرامة، مؤكدا أن الجنجويد لم يدخلو مدينة أو قرية الا وفر المواطنون منها.
ويرى الخليفة أن هذا الشعار هو حقيقة أكثر من كونه شعار، لكن حاولت قوى التغيير ان تشكك في مضانينه وفي قيمته وفي عظمته، دون أن تعلم أن واحدة من أهداف القوات المسلحة هي حماية الشعب.

مهام دستورية

و يعتمد الجيش السوداني في مهامه على عقيدته القتالية التي تقوم على أساس الدفاع عن الوطن والحفاظ على سيادته ووحدته الوطنية وحماية الدستور.
كما يقوم بمهام مدنية تتمثل في تقديم المساعدات أثناء الكوارث الطبيعية وحفظ الأمن في حالة الأوضاع الأمنية المضطربة.
ويحتل الجيش السوداني المرتبة الـ77 عالميا في قائمة أقوى جيوش العالم، من بين 145 دولة حسب المراجعة السنوية لقوة النيران العالمية لعام 2021. وجاءت “القوات المسلحة السودانية” في المرتبة الـ8 على مستوى القارة الأفريقية.