العيد السبعون للتاريخ..والأول للجغرافيا..

بقلم: علم الدين عمر
..لسبعين عاماً ظل الجيش السوداني يقاتل وينافح عن دولته وشعبه ..ولسبعين عاماً كانت النصال تتكسر علي مجد وصلابة الجيش السوداني العظيم ..ولكن بعد سبعين عاماً وبشروق شمس اليوم الأربعاء الرابع عشر من أغسطس للعام أربعة وعشرين وألفين تكون القوات المسلحة السودانية قد أستمرت في تقديم درسها الكبير المثير الخطر لعام وأربعة أشهر كاملة ..وعلي حائطها الصلد ترتد أصداء التآمر والخيانة بين يدي واحدة من أشرس وأصعب الحروب في تاريخ البشرية ..الحرب التي لا أخلاق لها ولا حدود ولا ضوابط ..الحرب التي حشدت لها قوي الشر المتردية والنطيحة والمنبتة بمحاور مفتوحة و إمداد مستمر ومن المسافة صفر ..من داخل القيادة العامة للجيش ومن عمق مؤسسات الدولة وغرف نوم القادة وتحت صرير أقلام الخونة والمرتزقة وبين ردهات السفارات الخبيثة أنطلقت هذه الحرب ..أحكموا مؤامرتهم علي سويعات قليلة بيد أن جيش السودان العظيم ولأنه راسخ الجزور في عمق الجغرافيا والتاريخ كسر القيد في ذات لحظة إغلاقه ونهض مثل طائر الفينيق الأسطوري من بين رماد المعركة ..وأفواه القادة حول العالم مفتوحة مشدوهة وقد تبخرت أحلامهم وذهبت أمانيهم أدراج الرياح..
بعد سبعين عاماً من القتال قدم الجيش درسه الأبرز والأكثر إرباكاً لأعدائه علي تخوم الشرف الرفيع الذي أريقت علي جوانبه الدماء وتكسرت النصال فوق النصال ..
القوات المسلحة السودانية في عيدها السبعين تقود فتحاً جديداً في العلوم العسكرية سيغير كل النظريات التي وضعها نابليون بونابورت يوماً عن الحروب وتكتيكها وإستراتيجياتها ..
إنه العيد السبعين للقوات المسلحة السودانية والتأسيس الأول لنظريات الدفاع المتقدم عن كرامة وعزة دولة تكالبت عليها جيوش الشتات وأموال السحت وخيانة العملاء من كل صنف ولون من المسافة صفر..إحتلال كامل للبيوت والأعيان المدنية والمؤسسات العامة والخاصة وخيانة الأمانة والعهد بتحويلها كلها لأهداف عسكرية ضمن حرب مدن وشوارع مفتوحة لا ترعي للأبرياء العزل إلاً ولا ذمة ..
قدمت القوات الباسلة درسها منذ اللحظات الأولي حينما أبر شهداء الحرس الرئاسي الأبطال بقسم الولاء ودافعوا عن قائدهم وشرف جنديتهم حتي الموت والإرتقاء لمقام الشهادة فأفشلوا المخطط في مهده ..وبعد سبعين عاماً حق للقادة المؤسسين ومن بعدهم أن يرتاحوا في مراقدهم وخلفهم من أبناء القوات المسلحة السودانية يقدمون هذا الدرس ..
إنه العيد السبعين للقوات المسلحة السودانية..عيد الأمة بعد أن تحققت مقولة جيش واحد شعب واحد التاريخية (بياناً بالعمل) ..فهنيئاً لشعب السودان بهذه المؤسسة القومية العريقة القوية ذات العقيدة الواحدة التي أقترب موعد نصرها من مسار التاريخ.