المليشيا إستهدفت المدنيين والمنشآت الصحية وكرري والفاشر بالتزامن مع (مشاورات جدة)

الكرامة: هبة محمود

في الوقت الذي ظلت فيه مليشيا الدعم السريع، تبذل قصارى جهدها لتفنيد التقارير الاممية والمحلية بشأن الانتهاكات التي تقوم بها، في حق المدنيين من جهة، والمنشآت العامة والخاصة بالبلاد من جهة أخرى، كانت أفعالها تفضح أقوالها.
فعلى مدار يومين متتاليين ارتكبت المليشيا انتهاكات في حق المدنيين في كل من مدينتي أمدرمان و الفاشر، تضاف إلى سابقاتها، وذلك بالتزامن مع (مشاورات جدة) ومع اقتراب مفاوضات جنيف التي دعت لها الولايات المتحدة الأمريكية، ورحبت بها  قيادات المليشيا!!
ففي أمدرمان وبعد نحو 24 ساعة من إفتتاح مستشفى “الدايات” قامت المليشيا امس الاول بقصفها فيما إستهدفت المدنيين امس السبت  في كرري و الفاشر.

فرية الرصاصة الأولى
ومنذ إندلاع القتال في السودان منتصف أبريل من العام الماضي، ظلت مليشيا الجنجويد، دائما ما تؤكد على أقوال تبين أفعالها عكس ما يتفوه به قادتها منذ ساعات الحرب الأولى.
ولعل أولى الاكاذيب كانت حول من أطلق الرصاصة الأولى في الحرب؟!، السؤال الذي كان قيادات المليشيا بزعامة حميدتي يؤكدون على أن الجيش هو من ابتدر القتال بالاعتداء على قواتهم، قبل أن يدحض التسجيل الذي بثه التلفزيون القومي لمستشار المليشيا المقال يوسف عزت وهو يستعد لاذاعة البيان بالاذاعة والتلفزيون فى ام درمان.
الفرية ضد الجيش.
ومن ابرز ما تدعيه المليشيا هو الاقتصاص للشعب السوداني والاتيان بالديمقراطية والحكم المدني ومحاربة الفلول، في وقت تقوم فيه بارتكاب أسوأ الفظائع ضد الشعب السوداني، من انتهاك للحرمات واستباحة للمتلكات، وغيرها ضمن سلسلة طويلة من الجرائم الأخرى الموثقة بالدم والدموع.
كذب مفضوح
ويرى مراقبون ان الشعب السوداني على دراية تامة بمدى عمق كذب المليشيا، لاعتبار أنه أكثر المتأذيين من فعال الجنجويد.
وبحسب المحلل السياسي محمد الطيب فإن الجنجويد لا دين لهم مؤكدا أن عقيدتها القتالية تقوم على العنف وممارسة الكذب المفضوح بحد تعبيره.
واعتبر الطيب في إفادة ل “الكرامة” ان ما قامت به المليشيا من قصف لمستشفى الدايات عقب عودته للعمل، يفضح بسهولة كذبها للراى العام الخارجي، وليس الداخلي لان الشعب السوداني يعلم أفعالها .
ورأى في الاثناء ان حادثة مستشفى الدايات تحديدا يمكن ان تكون دليلا دامغا تدفع به الدبلوماسية السودانية، في فضح جرائم المليشيا للعالم، وتاكيد كذبها لأنها ظلت تكيل الاتهامات للجيش دائما بالتخريب وانه هو الذي “بدأ”.
وتابع: الدايات تم افتتاححها أمام الملأ، بواسطة الحكومة السودانية، وأمام الملأ تم تخريبها، ما يضحض ادعاء الجنجويد، بالاهتمام بالمواطنين.
إستهداف وخسائر
والجمعة شنت مليشيا الدعم السريع هجوماً مكثفاً على مستشفى الولادة بأم درمان (الدايات)، ما تسبب في خسائر بالمباني.
وقالت لجنة الطوارئ الصحية بالخرطوم: أنه وفي ظل استهداف الشعب السوداني ومكتسباته ومؤسساته الخدمية، قامت مليشيا الدعم السريع باستهداف وقصف مستشفى الولادة بعدد كبير من الدانات مما أدى إلى خسائر في مبانيه”.
ويشار إلى أنّ المستشفى تمّت إعادة افتتاحه يوم الخميس الماضي بعد سيطرة القوات المسلحة على أم درمان حيث قامت بطرد المليشيا التي أحدثت فيه خرابا واسعا.
وأضافت لجنة الطوارئ: “تم نقل الأطباء والممرضات والكوادر العاملة وبعض المرضي إلى أم درمان الثورة المستشفى السعودي للولادة ولا توجد إصابات، وتؤكد كوادر وزارة الصحة ولاية الخرطوم ان هذا الاستهداف للمرافق الصحية لن يثنيها عن العمل وستظل في خدمة المرضى دون توقف”.
وقال رئيس اللجنة الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة بولاية الخرطوم دكتور محمد إبراهيم  أن المليشيا كانت قد قامت بنهب واسع لأجهزة ومعدات المستشفى وحولته لثكنة عسكرية.
وفيما يعد الدايات أكبر مستشفى تخصصي بالبلاد، أكد رئيس اللجنة أن لجنته اجتهدت  لاعادة افتتاحه يوم أمس واستقبل عدد من الحوامل لأغراض المراجعة.
وأكد إبراهيم ان الاستهداف لن يثني كوادر الصحة من مواصلة عملهم الذي ظل مستمرا طوال فترة الحرب  دون توقف مطالبا المنظمات الدولية القيام بدورها المنصوص عليه في القانون الدولي الإنساني بحماية المنشآت المدنية أثناء الحروب.

جريمة حرب

ويصف متابعون ماحدث للدايات يعتبر جريمة حرب، ويناقض ما تدعو له المليشيا من ديمقراطية وحق حياة للشعب السوداني، في وقت تتعمد فيه قصف المواطنين واستهدافهم واستهداف المرافق الصحية التي تقدم الخدمة للمدنيين.
وفي الفاشر أفاد مسؤولين ” الكرامة” باستهداف المليشيا مناطق المواطنين، والمرافق الصحية والمعسكرات، مؤكدين على إستهداف المواطنين وليس ثكنات الجيش.
وعقب تواصل إنتهاكات المليشيا في ظل تواجد الوفد الحكومي للتشاور مع حكومة الولايات المتحدة الأمريكية بجدة، بغية الاستعداد لمفاوضات جنيف، رأت مجموعات إستمرار الحل العسكري وغلق باب التفاوض بسبب ما يتعرض له الشعب السوداني.
في المقابل ادانت قوى سياسية ما قامت به المليشيا وأعتبرته سلوكا مشينا يبرهن على همجية التمرد.

انتهاك للقانون الدولي

وأصدرت الكتلة الديمقراطية، بيانا نددت فيه بجرائم الجنجويد، معتبرة فيه القصف المتعمد على مستشفى الدايات جريمة جديدة تضاف لقائمة طويلة من جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية التي دأبت المليشيا على ارتكابها.
وقالت في بيانها ان قصف المستشفيات يمثل قرار اعدام للمرضى وانتهاك خطير لأحكام القانون الدولي والإنساني، ولأبسط قيم الإنسانية.
وتابعت: ان الصمت المخزي للمجتمع الدولي تجاه الجرائم البشعة التي تمارسها المليشيا ضد المدنيين والأهداف المدنية يشجع الدعم السريع على تكرار هذه الافعال.

إستهداف المواطنين
و في تواصل لجرائم المليشيا على المواطنين استهدفت  صباح أمس السبت الاحياء السكنية في محلية كرري، ما يدلل على كذبها المفضوح.
واستقبلت جراء الاستهداف المتعمد  على الأحياء السكنية بمحلية كرري طواريء مستشفي النو حتى لحظة كتابة التقرير  11 جريحا وحالة وفاة لطفل في الرابعة من عمره باصابة في الرأس.
وأفاد سكان بمناطق الإسكان بأمدرمان ” الكرامة ” قصف المليشيا لمناطق كرري دون التدوين نحو مقار الجيش ما يؤكد على إستهداف المواطنين.
وقال السكان ان مناطق الإسكان المتاخمة لمعسكرات الجيش شهدت اكتظاظ سكاني رهيب بعد، مخاوف المواطنين من التدوين الذي تستهدف به المليشيا مناطقهم السكنية.
ترويع المواطنين
وفي مدينة بحري كشفت تقارير محلية عن مواصلة المليشيا انتهاكاتها ضد المواطنين العزل وترويعهم واجبارهم على مغادرة منازلهم، وذلك بعد اجتياح قرى بشمال بحري، وارغام مواطنيها على قطع النيل غرباً تجاه الريف الشمالي لكرري في أم درمان، فيما ظلت تلاحقهم بالقصف المدفعي في المناطق التي لجأوا إليها.
جزاري المدنيين
اما في الفاشر فقد نفذت المليشيا صباح أمس السبت هجوما استهدف المدنيين.
واعلن المتحدث باسم القوات المسلحة العميد نبيل عبدالله أن قوات الجيش والمشتركة سحقت هجوما كبيرا من قبل مليشيا الدعم السريع على مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور.
وفي السياق أعلنت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر بولاية شمال دارفور، عن وقوع إصابات في أوساط المدنيين، إثر الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع، في المدينة صباح امس مشيرة إلى توقف نسبي للاشتباكات، مع استمرار القصف المدفعي للدعم السريع على السوق والمستشفيات ومنازل المواطنين.
وقال حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي رئيس حركة تحرير السودان، معلقا على الهجوم أنه ينبغي التفرقة بين الحرب والانتهاكات.
وقال في تغرية له أمس عبر موقع إكس ” الفاشر تقهر جزاري المدنيين، وتتلاحق الهزائم على مليشات الدعم السريع قاتلي الأطفال والنساء في الفاشر..
وتابع: الرحمة والبركة لشهدائنا العظام.
دافع المؤامرة
في غضون ذلك دعا مراقبون المجتمع الدولي لرصد هذه الانتهاكات، وادانتها بدلا عن دعوات للتفاوض، والمساواة بين الجيش و مليشيا الدعم السريع، واجلاسهم في طاولة واحدة يتكافأ فيها الطرفان.
وبحسب المحلل السياسي محجوب محمد ل الكرامة فأن فعال الجنجويد معلومة للجميع وكذبهم واضح يعلمه الكل، دون أي فصال، مؤكدا أن المؤامرة كبيرة تدفع فيها قوى دولية وأخرى داخلية، بثقلها للمساواة بين الجيش والدعم السريع. أو إيجاد مكان مناسب للدعم بعد أفعاله في المشهد السياسي السوداني مرة أخرى.
وقال في إفادة ل ” الكرامة ” ان كل ذلك يجب أن يعطي الوفد الحكومي الذي يتشاور مع الحكومة الأمريكية في جدة الآن دافع قوى للحفاظ على سيادة السودان وكرامة مواطنيه مع التشديد على تنفيذ مخرجات منبر جدة فقط.
وتابع: غير ذلك يكون الأمر هزيمة كبيرة أكثر من أي شئ اخر.