قصف مستشفى الولادة بأمدرمان عقب عودتها للخدمة جزئيا.. جريمة جديدة للمليشيا

تقرير :رحمة عبدالمنعم
فى جريمة انسانية جديدة قصفت المليشيا المتمردة امس مستشفى الدايات بامدرمان والمناطق المجاورة له بعدد كبيرمن الدانات وخلف القصف دمارا واسعا في المباني.
واصدرت لجنة الطوارئ الصحية ولاية الخرطوم بيانا أدانت فيه القصف الذي يؤكد إستهداف المليشيا للمرافق الصحية وتعطيل جهود تقديم الخدمات العلاجية للمواطنين .
وقال رئيس اللجنة الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة بولاية الخرطوم دكتور محمد إبراهيم فى تصريح صحفي امس أن المليشيا كانت قد قامت بنهب واسع لأجهزة ومعدات المستشفى والذي يعد اكبر مستشفى تخصصي بالبلاد وحولته لثكنة عسكرية.
واضاف أن لجنته اجتهدت لاعادة افتتاحه يوم أمس واستقبلت عددا من الحوامل لأغراض المراجعة مؤكدا ان الاستهداف لن يثني كوادر الصحة من مواصلة عملهم الذي ظل مستمرا طوال فترة الحرب دون توقف مطالبا المنظمات الدولية القيام بدورها المنصوص عليه في القانون الدولي الإنساني بحماية المنشآت المدنية أثناء الحروب.
وكانت مستشفى الدايات بمدينة امدرمان عاودت العمل مجددا امس الاول الخميس عقب إكتمال عمليات الصيانة والتأهيل جراء التدمير الممنهج الذي طال المستشفى ،حيث تعتبر مستشفى الدايات بأمدرمان من أوائل المستشفيات التي إحتلتها مليشيا الدعم السريع الإرهابية وحولتها لثكنة عسكرية ومكثت فيها ردحا من الزمن فنهبت كل مقتنياتها ودمرت البنية التحتية بها حتى تم تطهيرها مؤخرا على أيدى القوات المسلحة، التي تكفلت بإعادة تأهيلها بالتنسيق مع الجهات ذات الصلة
عودة المستشفى
وبعد توقف استمر 15شهراً تحت وطأة احتلال المليشيا التي حولتها الي ثكنة عسكرية ومعتقلا لتعذيب المواطنين ثم نهبت أحدث الأجهزة والمعدات، عادت يوم الخميس مستشفى الدايات بامدرمان جزئياً للخدمة، وسط زغاريد القابلات الرائدات اللائي قدمن عصارة خبرتهن خدمة للمستشفى لسنوات طويلة ، وجاء الافتتاح وسط حضور مميز يتقدمهم والي الخرطوم الأستاذ أحمد عثمان حمزة ومدير عام وزارة الصحة دكتور محمود القائم والمدير التنفيذى لمحلية أمدرمان الهادي عبد السيد ورئيس وأعضاء اللجنة العليا للإستنفار وتنظيم المقاومة ولجنة الإسناد المدني ورئيس وأعضاء لجنة الطوارئ الصحية ،ولفيف من العاملين في قطاع الصحة.
وكان والي الخرطوم حيا فى خطابه بمناسبة الافتتاح جميع العاملين بوزارة الصحة الذين كانوا حضورا في أول يوم للحرب، وظلوا يعملون تحت ظروف غاية في التعقيد، كما حيا إصرار كوادر مستشفى الدايات على تشغيله جزئيا، بتوظيف ما تبقي من الأجهزة، وقدم شكر خاص للقابلات اللائي سجلنا حضورا مبكرا واكدن جاهزيتهم للانخراط في عمليات الولادة
ووجه الوالي رسالة لكل الذين أعلنوا إستعدادهم للمساهمة بالأجهزة والمعدات الوفاء بالتزاماتهم حتي يدخل المستشفى مرحلة التشغيل الكامل، كما ناشد الوالي وزير الصحة الاتحادي بالاسهام في تشغيل الدايات حتى يواصل العمل في تخصصاته الدقيقة التي لا تتوفر في مستشفيات أخري.
وفي منتصف شهر يوليو الماضي انطلقت حملة إعادة تأهيل مستشفى امدرمان التعليمي ثاني أقدم وأكبر مستشفى في السودان بعد مستشفى الخرطوم والتي تعرضت لنهب وتدمير الأجهزة والمعدات ،وشارك في النفرة جميع مكونات اللجنة العليا للطوارئ وإدارة الازمة ومنظمات المجتمع المدني وتجار سوق امدرمان وانخرطت المكونات فورا في أعمال النظافة التعقيم و التطهير.
وتقدمت الكوادر الطبية بوزارة الصحة برسالة شكر إلى القائد العام للقوات المسلحة عقب الفراغ من إعادة تأهيل وصيانة مستشفى الدايات الذي تم بمتابعة وإشراف القوات المسلحة السودانية .

خدمة المجتمع
ويرى العميد شرطة (م) عمر محمد عثمان، إن مستشفى الدايات في أمدرمان ليس مجرد مبنى طبي، بل كان رمزاً عريقاً لحياة الأمهات والنساء في السودان، هذا المستشفى الذي تأسس قبل سبعة وستين عاماً، لعب دوراً محورياً في صحة المرأة والولادة، حيث شهد آلاف الولادات، وكان ملاذاً آمناً للأمهات في لحظات حياتهن الأكثر حساسية. ومع ذلك، جاءت الحرب الأخيرة في السودان لتضع حداً لهذا العطاء المستمر، حيث توقفت خدماته بفعل المليشيا التي حولت المستشفيات والمرافق المدنية إلى ثكنات عسكرية، بما في ذلك مستشفى الدايات.

اقرأ أيضا