من (جدة) الى (جنيف).. اتقوا الله فى السودان وشعبه
تعلم قيادة البلاد ان الشعب السوداني لن يرضى بديلا لاستئصال شافة الجنجويد ومرتزقة عرب الشتات من السودان الى الابد.
الانباء التى تتردد عن امكانية ذهاب جيشنا وحكومته للتفاوض فى جنيف تؤرق مضاجع اهل السودان الذين يرون فى (اتفاق جدة) حلا يشفي صدورهم ويعيد اليهم بعض عزتهم المسلوبة مع الاموال والاعراض والبيوت والمدن والقرى التى يقيم فيها الجنجويد الان امنين مطمئنين.. الى حين اشعار اخر..
هم يخشون من ان تكون مفاوضات جنيف -وانا اشاطرهم الراي- محاولة لتقنين وجود المليشيا فى البيوت المنهوبة والمواقع السليبة التى سطوا عليها بالغدر ولم ياخذوها (حمرة عين) بعد ان نكثوا العهد وخانوا الجيش والشعب السوداني ، واصبحوا مطية فى يد الامارات ومن خلفها، كما انهم- اي السودانيين- يخافون من اعادة انتاج الاتفاق الاطاري، وتخليص المليشيا المتمردة من ورطة اتفاق جدة التى الزمتهم بمغادرة بيوت المواطنين والمواقع الخدمية والاعيان المدنية.
مخاوف السودانيين مشروعة ومبررة ، ولو كانت امريكا التى تخدعنا فى كل مرة حريصة على السلام لما كلفها الامر اقتراح منبر جديد في جنيف، وكان عليها الزام المليشيا بما تم الاتفاق عليه فى جدة.
مفاوضات جنيف سادتي ستقترح وقفا لاطلاق النار بالطبع يمنح المليشيا فرصة لالتقاط الانفاس ويهبها مهلة للخروج من وحل الخريف الذى يؤزم موقفها الميداني ويحكم على عملياتها بالفشل الذريع ويجعلها ( مجغومة ) لامحالة فى اية مواجهات مع الجيش، كما انه يوفر لها فرصة لاعادة (التشوين) تحت ذرائع ادخال الاغاثة وحيل اخرى.
تعلم الحكومة وجيشها كذلك ان الولايات المتحدة الامريكية اقترحت ادخال الامارات الراعي الرسمي للمليشيا والكفيل الاقليمي لال دقلو فى منبر التفاوض، الموافقة على هذا الطلب سيسقط كل دعاوى السودان ضد دولة الشر هذه ويذهب بكل جهود الدولة لاثبات دعمها للتمرد ادراج الرياح، وسيعينها على الخروج من المازق الاخلاقي الذى حشرها فيه السودان، وسيوفر لها فرصة للنجاة لن تتاتى لها وان دفعت كل ثروتها التى تستخدمها فى تدمير البلدان والشعوب .
والشعب السوداني يخشي كذلك ان نستجيب لامريكا فى مسعاها الواضح لقطع الطريق امام علاقاتنا المبشرة مع روسيا، وحينها لن نحصل على (بلح) السلام عبر الولايات المتحدة و(لاعنب) روسيا التى ظلت تساندنا بقوة ايمانا منها بعدالة قضية السودان وشعبه فى مواجهة تمرد المرتزقة الغاشم المدعوم من دول عديدة فى مقدمتها الامارات العربية المتحدة.
نعم استجابت امريكا لشواغل الحكومة ولا اقول شروطها وارسلت مبعوثيها للتشاور مع وفدنا الذى وصل الى جدة امس بقيادة وزير المعادن محمد بشير ابو نمو، اجتماعات السعودية ستنتهي يوم بعد غد الاثنين بينما الموعد المضروب لمفاوضات جنيف يوم الاربعاء، فهل ستكون فترة اليومين كافية لتقييم النتائج واتخاذ القرار التاريخي حول مشاركة الجيش او الحكومة فى المفاوضات ام ان الامر معد سلفا وما (جدة) الا محاولة اخراج سخيفة للالتحاق بجنيف، وتدريج للصدمة على السودانيبن الذين يرون فى المفاوضات نهاية للسودان وامالهم وتطلعاتهم بحسم المليشيا وانهاء وجودها للابد.
على كل نتمنى ان تتريث الحكومة فى الذهاب الى جنيف، وان تخضع اجتماعات جدة للتقييم الكافي، قبل توريط البلاد فى ما لايحمد عقباه، وعليها التمسك ب(منبر جدة) وعدم الدخول فى اي تفاوض جديد الا بعد خروج اخر مليشي وفقا للالتزامات السابقة، وعليها ان لاتوافق مطلقا على وجود الامارات كمراقب فى اي مفاوضات قادمة ان كانت حريصة على سلام يحفظ عزة البلد واهلها والا فان على السودان السلام…