(الخرطوم وأبوظبي).. مواجهة مكشوفة

تقرير_ محمد جمال قندول

يبدو بأنّ الوصول لنقاط تلاق بين “الخرطوم وأبوظبي” بات صعبا،  وعلى الرغم من المكالمة التي جمعت بين البرهان وبن زايد قبيل أكثر من ثلاثة أسابيع، إلّا أنّ دائرة الخلافات مازالت اخذة فى الاتساع.

فبعد أيامٍ قليلة من هجوم عضو مجلس السيادة الفريق أول ياسر العطا على الإمارات عادت الخارجية السودانية أمس في بيان رسمي منتقدةً بيان لنظيرتها الإماراتية اتهمت فيه الأخيرة القوات المسلحة بفرض قيود تعيق إيصال المساعدات الإنسانية، لترد الخرطوم بأنّ بيان أبوظبي ما هو إلّا محاولةً للتنصل من مسؤوليتها عن الحرب.

العهود والمواثيق

وفي بيان للخارجية السودانية ذكرت فيه أنّ وزارة الخارجية الإماراتية أصدرت بيانًا عن الأوضاع الإنسانية في السودان، تضمن الدعوة لانتهاك سيادة السودان باسم إدخال المساعدات الإنسانية، وتحدث عن قيود تفرضها القوات المسلحة على وصول المساعدات الإنسانية، واعتبرت بأنّ ذلك البيان لا يعدو أن يكون محاولةً بائسة للتنصل من مسؤولية أبوظبي عن الحرب التي تشنها الميليشيا الإرهابية صنيعة الإمارات على الشعب السوداني، بتخطيط وتسليح وتمويل كامل منها.

ولذا، أطلقت كبريات الصحف والإصدارات العالمية المُحكمة على ما يجري حاليًا “حرب الإمارات في السودان”.

ويرى الخبير والمحلل السياسي د. محمد حسين أنّ بيان الخارجية السودانية كان ردًا قويًا على التُرهات التي وردت في بيان أبوظبي والتي لا تستند على أي أساس من الصحة، مشيرًا إلى أنّ الجميع يعلم بأنّ الميليشيا وأعوانها هم من يهددون انسياب الإغاثات الإنسانية لأنهم مجرد مرتزقة قادمين للنهب والسلب ليس إلّا.

وأضاف محدثي بأنّ القوات المسلحة ظلت حريصةً على حياة المواطنين وتحترم المواثيق والعهود، غير أنّها تقابل عدو بلا أخلاق مدعوم من الإمارات.

رد سريع

الخارجية السودانية دعت في بيانها الإمارات إلى التوقف عن تزويد الميليشيا بالأسلحة التي يقتل بها الشعب السوداني، ويُحرم من إنتاج غذائه ووصول المساعدات إليه، وعندها سيتحقق السلام وتنتفي المعاناة الإنسانية إذا كانت حريصةً على دماء السودانيين.

ويرى مراقبون سياسيون أنّ رد الحكومة السودانية جاء في التوقيت المناسب واتسم بالسرعة الشديدة والعبارات القوية التي تتناسب لتفنيد الأكاذيب بحق الجيش.

واعتبر المراقبون أنّ بيان الخارجية الإماراتية يندرج ضمن مساعي تجميل صورتها التي تشوهت أمام العالم لدعمها ميليشيا الدعم السريع.

وتساءلت الخارجية السودانية عن مغزى ترحيب الإمارات بدور مجلس الأمن الموافقة على بحث شكوى السودان الموثقة ضدها لدورها في الحرب وجرائم التطهير العرقي والتجويع في السودان؟ ومثلما أعلنت الإمارات عن المبلغ الذي قدمته لوكالات الأمم المتحدة كمساعدات إنسانية للسودان، هل ستكشف عن مليارات الدولارات من أموال الشعب الإماراتي الشقيق التي أنفقتها في الحرب على الشعب السوداني؟

ورغم المحادثة الشهيرة بين رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة مع نظيره الإماراتي محمد بن زايد قبل أكثر من أُسبوعين، واتساع رقعة تحليل تلك المكالمة الهاتفية وصولًا لتنبؤات وساطات إقليمية ودولية لطي الخلاف بين البلدين، إلّا أنّ مؤشر الأحداث يقود إلى أنّ الوقت غير ملائم لمحاولات الإصلاح بين الخرطوم وأبوظبي، وليس ببعيد تصريحات العطا قبل أيامٍ قليلة في حواره مع التلفزيون القومي حينما هاجم الدولة الخليجية.

اقرأ أيضا