مابين حديثي العطا ومناوي: “تقدم” في مرمي النيران
تقرير :أشرف إبراهيم
يبدو تحالف “تقدم” او “قحت” في وضع لايحسد عليه، فقد انهالت عليه مدفعية ثقيلة، جراء مواقفه من الحرب وتحالفه المعلن مع مليشيا الدعم السريع المتمردة حيث وقع معها اتفاقية أديس أبابا في وقت سابق ليغلق أبواب الخروج والتبرير للعلاقة الآثمة التي جمعت الطرفين.
“قحت” والمليشيا، مابين حديث الفريق اول ياسر العطا والنارشال منى اركو مناوي وقادة الأحزاب السياسية تواجه معضلة كبيرة في الدفاع عن مرماها المكشوف في مواجهة الخصوم.
الخيانة والسذاجة
عضو مجلسِ السيادةِ الانتقاليِّ مُساعد القائدُ العامُّ للقواتِ المسلحةِ الفريق أوّل ركُن ياسر العطا، قال في حوار بثه التلفزيون القومي أمس الأول ان قحت متهمة بالخيانة والتعامل مع الخارج، وحول الفترة التي أدارت فيها الدولة عقب تغيير نظام البشير وصفها بالضعف وقال ان كوادرهم ليست لديها خبرة لإدارة دولاب الدولة وأضاف الآن يديرون شعارات لا للحرب بنفس السذاجة.
التحالف مع المليشيا
وفي ذات السياق هاجم حاكم إقليم دارفور رئيس حركة جيش تحرير السودان القائد مني أركو مناوي تحالف الحرية والتغيير وقال لدى مخاطبته تخريج دفعة من قوات حركته المشاركة في حرب الكرامة الي جانب القوات المسلحة قال الذين يقتلوننا في الجنينة والفاشر والجزيرة والخرطوم لايدرون مايفعلون لأنهم عملاء للخارج، وأضاف ان الحرية والتغيير سرقت الثورة وأحلام الشباب ومارست أكبر دكتاتورية مدنية، ثم تحالفت مع مليشيا الدعم السريع وقال مناوي من أشعلوا حرب 15 أبريل لا هدف سياسي لهم، هم مجرد لصوص وصلوا لكرسي السلطة بالصدفة.
المساواة بين الجيش والمليشيا
وبدوره أشار الأمين السياسي للحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل معتز الفحل إلى أن حلفاء الدعم السريع من القوى السياسية يروجون للسلام ووقف الحرب، وفي ذات الوقت يرفضون إدانة انتهاكات الدعم السريع ويساوون بين جيش الدولة والمليشيا المتمردة، وقال لن تخدعنا سيناريوهات الدعاية السياسية فقد ظلت مليشيا الدعم السريع طيلة شهور الحرب تقول بعكس ما تعمل به.
وذكر الفحل أن تحقيق السلام يتطلب أولا تهيئة المناخ وجنوح المليشيا للسلام، متسائلاً بالقول هل يمكن الحديث عن سلام والجميع يعيش في ظل إنتهاكات بشعة ونهب وسلب وقتل؟!.
شعارات كاذبة
ويقول القيادي بحركة العدل والمساواة أبوبكر حامد نور أن الشعارات التي ترفعها تقدم بلا للحرب شعارات كاذبة تستخدمها كمساحيق سياسية لتجميل صورتها بينما هي في الواقع حليف سياسي للمليشيا ووقعت معها إتفاقا سياسيا شاهده كل الناس، واضاف في تعليقه ل(الكرامة)، لو كانت جادة في شعار لا للحرب لطلبت من حلفائها إيقاف الحرب والإنتهاكات بحق المواطنين، لأن الأمر ببساطة يتوقف على المليشيا وحليفها هم من أشعل الحرب ومن يهاجم والجيش والاخرين يدافعون عن المدن وعن المواطنين وعن الحاميات العسكرية، بينما انطلقت المليشيا تقتل وتنهب وترتكب أفظع الجرائم في كل المناطق التي تمكنت من الوصول إليها أو التي كانت تتواجد فيها قبل الحرب.
وأضاف نور هم في الأصل أشعلوا الحرب ليحكموا عبر بندقية المليشيا وحينما فشل المخطط تحولوا لرفع شعار لا للحرب.
فاتورة الحرب
ويشير الدكتور شمس الدين الحسن المحلل السياسي والأكاديمي في تعليقه ل(الكرامة)، بأن حديث العطا والآخرين بحق تحالف قحت صحيح وليس مجرد إتهامات سياسية، وقال الحسن الجميع يعلم علاقة قحت مع المليشيا ومع أطراف خارجية عديدة وأشار إلى أن الإطاري الذي كان سبباً في إشعال الحرب واحد من مشاريع الخارج لهندسة المشهد الداخلي لصالح قحت، ويمضي الحسن بالقول ان تحالف قحت عليه تحمل تكلفة الخطوات المتهورة التي مضى فيها ودفع فاتورة الحرب سياسياً وأخلاقياً مع مليشيا الدعم السريع على قدم المساواة، وزاد لن تنجح محاولات التنصل من المسؤلية عبر الشعارات الزائفة الجميع يدرك الحقيقة وأكد الحسن أن مأزق قحت الحقيقي مع الشعب السوداني في الحاضر والمستقبل وليس مع قادة الجيش أو الأحزاب.