المبعوث الأميركي يريد ان يقطع الطريق على مصالحنا.. !

# جاء في أنباء الامس ان المبعوث الأمريكي الخاص للسودان (توم بيرييلو) قال في تصريحات جديدة إن الدعم السريع تاريخه مرتبط بالإبادة الجماعية والتطهير العرقي في دارفور ولا مستقبل له في السودان.. مشيرا إلى أن الجيش السوداني مؤسسة لها تاريخ عريق ومعترف بها، وقال إن الحكومة الأميركية لديها اهتمام خاصة بما يجري في السودان، وتعمل على تعزيز دورها.. وأكد خلال حوار مع سعد الكابِلي أن الجيش والدعم السريع، انهيا التحول الديمقراطي في السودان، وأن المستقبل يجب أن يشهد بناء مؤسسة عسكرية واحدة تضم كافة السودانيين.. لافتا إلى أن الدعم السريع لم يلتزم بالخروج من المؤسسات المدنية وفقاً لاتّفاق منبر جدة، كما أن الجيش لم يسمح بوصول المساعدات الإنسانية للمتضررين في كافة مناطق السودان وهذا خرق للقانون الدولي الإنساني.)
# انتهى ما جاء على لسان المبعوث الأمريكي الخاص للسودان ولم ينته صداه حيث ذهب أكثرنا تفاؤلا إلى ان الموقف الأمريكي قد تحرك قليلا الى الأمام لصالح الشعب السوداني وحكومة السودان، مع أن جل ما قاله هذا الأمريكي معروف بالضرورة عن الجيش السودان وحتمية وجود مؤسسة عسكرية واحدة، ولكن الامر، في ظني المتواضع على غير ما ذهب إليه بعض المتفائلين، لأن ما صرح به المبعوث الأمريكي ليس جديدا وما كان له أن يغيب عن فطنة وحصافة الجانب الأمريكي وقدرته الكبيرة على الإحاطة بالمعلومات وتحليلها منذ اليوم الأول للحرب، ولكنها امريكا التي نعرفها من خلال تعاملاتها مع السودان طوال 35 عاما من عمر الصلف والتكبر والاستخفاف.
# وحتى لا نقرأ تصريحات المبعوث الأمريكي بطريقة (لا تقربوا الصلاة) يجب أن نمعن النظر في أنه بقدر ما أدان الدعم السريع وأعطاه ما يستحق من نعوت تؤهله إلى إعلانه (جماعة إرهابية).. لم ينس الرجل المزايدة على الجيش السوداني بفرية أنه لم يسمح بوصول المساعدات الإنسانية وقال إن ذلك خرق للقانون الدولي الانساني، ولعمري أن ما قاله المبعوث الأمريكي كذب بواح أراد به أن يوازن ما بين الاتهامات وله في ذلك عدة اسباب، أولها اغراء الطرفين بالموافقة على الذهاب الى مفاوضات جنيف وكلاهما لديه ما يخشاه، أما السبب الثاني وهو بعيد نسبيا عن السبب الأول وهو يخص الحكومة السودانية والقوات المسلحة حيث اراد المبعوث الخاص ان يقطع الطريق وان يحول دون أي تحالفات دولية تصب لصالح السودان وجيشه الباسل، وفي الأفق الاتجاه شرقا نحو روسيا، لذلك أراد مبعوث العناية مغازلة الموقف السوداني بما قاله عن المليشيا لانه لا يدري بأن الشعب السوداني يؤمن بالمثل الشعبي الذي يقول إن (الحدية لا تلد كتاكيت) وامريكا هي (حدية العالم) التي لن يصدقها أحد لأنه ليس لديها خير عند احد، وهي ذاتها امريكا التي حاصرت نظام البشير وهي تعلم بأن الأثر الابلغ سيكون على الشعب لا على النظام الذي صمد طويلا ولم يخسر عافيته الا عندما انهار أمام مثل هذه المغازلات على شاكلة (امض في طريق السلام مع الجنوب والحركة الشعبية واعطه تقرير المصير لنرفع عنك العقوبات).. بعدها فعل النظام كل ما طلب منه، وفي النهاية لم يقبض غير الريح، ولم يتوقف الكذب الأمريكي عند هذا الحد بل مارس نفس الطريقة مع الدكتور حمدوك الذي دفع الكثير من الأموال من عرق الشعب السوداني كتعويض غير مستحق في سبيل رفع العقوبات الأمريكية، ولكن لم يحدث ذلك أيضا، كما تم اغراء رأس الدولة بالتقارب مع اسرائيل وايضا لم نر جديدا يرفع المعاناة عن كاهل الشعب السوداني إلى أن قامت الحرب بتدبير خارجي تآمري تحت نظر وبصر امريكا ولم تحرك ساكنا، علما بأن منبر جدة الذي لم تلتزم به المليشيا المتمردة كانت امريكا أحد أطرافه تدبيرا وتسهيلا وتيسيرا، وهي تبحث حاليا عن طوق نجاة لربيبتها التي رعت هذه الحرب دعما وتسليحا للجنجويد وتريد كذلك أن تجمّل وجهها الكالح قبل انتخاباتها الرئاسية، اما غير ذلك فليس لأمريكا شيئا في ضمير العالم غير الحريق والجحيم والتدخل الصفيق.