صحفيو السودان .. استهداف ممنهج وأوضاع كارثية

تقرير :رحمة عبدالمنعم

يتعرّض الصحفيون السودانيون  لانتِهاكات ومُلاحقات مُتواصِلة، ولم تفلح الإدانات المتكرّرة التي أطلقتها منظمات وطنية ودولية بوضع حدٍّ للإيذاء المَعنَوي والمادّي الذي يُطارد الصحفيين السودانيين، إذ تتزايد مِحنة الصحافة والإعلاميين الناتجة عن الحرب الدائرة في البلاد  وتداعياتها على مِهنة الصحافة، ومناخ الحريات وصل حد القتل والإحتجاز التعسّفي والإخفاء القسري وإغلاق الصحف وبعض القنوات وتشريد الصحفيين  ووقف مرتباتهم .

مرصد مشاد

وكشفت إحصائية جديدة أن 374 حالة انتهاك ارتكبت ضد الحريات الإعلامية، أودت بحياة 71 صحفياً، منذ بدء الحرب المستمرة منذ أكثر من عام.

وقالت منظمة مشاد الحقوقية ، في تقرير حديث، إن الصحفيين في السودان تعرضوا لما يقارب 374 انتهاك ، وذلك منذ بدء الحرب في منتصف أبريل 2023م وحتى شهر اغسطس العام الجاري 2024.

وأضاف التقرير أن هذه الانتهاكات تسببت بمقتل 71 صحافياً، فيما تعرض آخرون للاعتداء، وحملات التهديد والتحريض ضدهم، والاعتقال،حيث بلغ عدد الذين تعرضوا لإنتهاكات مختلفة (374) صحفياً وصحفية، بينهم نحو (71) قتيل،  و(157) جريح، و(146) معتقل.

واشار التقرير إلى أن تأثير التعدي على الصحفيين يشكل خطورةبالغة على الحريات التي كفلتها مواثيق حقوق الإنسان، وفي ذلك يشدد مركز مشاد على ضرورة إحترام القانون الإنساني الدولي.

وطالب مرصد مشاد لحقوق الإنسان، بحماية الصحفيين من التعدي واطلاق سراح المعتقلين منهم فوراً إمتثالاً لمبادئ حقوق الإنسان، وكما يحذر من مغبة التمادي في التعرض الممنهج ضد الصحفيين وانتهاك الحريات الصحفية.

أوضاع الصحفيين

وصف الأستاذ عبد الوهاب الزغيلات رئيس لجنة الحريات بالإتحاد العام للصحفيين العرب ، وضع الصحفيين السودانين بالكارثي،  وقال أثناء مخاطبته إجتماع لجنة الحريات العربية التابعة لاتحاد الصحفيين العرب والذى انعقد الثلاثاء الماضي بدار  نقابة الصحفيين المصريين ان احوال الصحفيين فى السودان لاتقل سوءا عن اوضاع الصحفيين بغزة  فى ظل انتهاكات المليشيا المتمردة.

وكان الاستاذ محمد عبدالقادر امين الحريات الصحفية عضو لجنة الحريات باتحاد الصحفيين العرب امين الحريات بالاتحاد العام للصحفيين السودانيين، قدم للاجتماع تقريرا ماساويا عن اوضاع الحريات الاعلامية الصحفيين السودانيين  فى ظل الحرب وجد اهتمام الحاضرين، وقال انهم تعرضوا للقتل والاختطاف و التعذيب والاعتقال والتنكيل،واضاف ان 90% من المؤسسات الاعلامية فى السودان تم تدميرها بواسطة المليشيا المتمردة التى احتلت دور الصحف فى وسط الخرطوم ومقر الهيئة القومية للاذاعة والتلفزيون لاكثر من عام قبل ان يحررها الجيش السوداني، و اضاف ان اكثر من 50% من الصحفيين السودانيين فقدوا وظائفهم تماما جراء انتهاكات مليشيا الدعم السريع مؤكدا ان التقارير توثق لمقتل 12 صحافيا وتسجل انتهاكات بحق اكثر من 500 صحفي، واضاف ان  الصحفيين يتم اختطافهم حتى تاريخ اليوم ، واكد عبدالقادر ان الصحفي يستهدف على اساس هويته الصحفية وان الاف الصحفيين السودانيين يعايشون اوضاعا ماساوية بين النزوح واللجوء مشيرا الى ان مصر وحدها استقبلت اكثر من 130 صحافيا سودانيا..

ندوب غائرة

ويقول الكاتب الصحفي محمد يوسف في حديثه للكرامة،أن  أوضاع الصحافة وما تتعرض له حرية التعبير في السودان من تدهور مستمر ومعاناة قاسية جدا يكتوي بلهيبها الصحفيون في ظل انقطاع الرواتب عن الصحفيين بعد توقف المؤسسات الاعلإمية ونهبها, وانعدام فرص العمل بسبب اغلاق عدد من وسائل الإعلام المطبوعة والمرئية والمسموعة

ولفت يوسف النظر إلى الآثار السلبية التي أفرزتها الحرب في الوسط الصحافي والإعلامي بعد تعرض حرية الصحافة لأكثر من 393حالة انتهاك واعتداء منذ بدء الحرب، و توقف جميع الصحف الورقية واستشهاد 71 صحافيا

وأضاف:يعمل الصحفيون في السودان في بيئة عدائية جراء تعامل أطراف الحرب معهم باعتبارهم أعداء خاصة في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيات الدعم السريع ،ولعل الصورة الأكثر إيلامًا تلك الملاحقات والمضايقات والتهديدات التي يتلقاها الصحفيون يوميًا وأرغمت المئات منهم مغادرة المدن إلى الأرياف أو إلى مدن أخرى، وأجبرت آخرين على مغادرة البلد، وتركت هذه الهجرات حالة شتات مرهقة وندوبًا غائرة في أرواح ووجدان الصحفيين ناهيك عن المئات الذين يقطنون مقهورين تحت سلطة الدعم السريع بلا عمل وفي ظل قيود قمعية لا تطاق

وطالب يوسف بالإفراج الفوري عن جميع المختطفين، وتحمّل مليشيا الدعم السريع  مسئولية التعنت و عدم الاستجابة للمطالب الحقوقية والنقابية المحلية والعربية والدولية بالإفراج عن الصحفيين والكف عن التعامل مع الصحفيين بالقسوة والعدوانية،وانني أدعو  كافة المنظمات المعنية بحرية التعبير وفي مقدمتها اتحاد الصحفيين العرب والاتحاد الدولي للصحفيين إلى مواصلة جهودهم في الضغط من أجل الإفراج عن جميع زملائنا الصحفيين وإنهاء كل الأساليب القمعية والإجراءات السالبة لحرية التعبير والصحافة