آخرهم عاصم البنا..حملات (تخوين) الفنانين.. (قصة ونهايتها لسه)!

آخرهم عاصم البنا…

حملات (تخوين) الفنانين…(قصة ونهايتها لسه).!

ردد اغنيات للجيش بينها اوبريت من (داخل القيادة) وابان اتتصارات (الفشقه).

كتب: احمد دندش
في الانتخابات الرئاسية السودانية التي جرت في العام 2010 سيطر جدل كثيف بسبب انتشار معلومة تؤكد انضمام ودعم الفنان الشاب الراحل محمود عبد العزيز للحركة الشعبية، وزاد اشتعال الجدل بعد ظهور محمود في صورة مع مرشح الحركة الشعبية لولاية الخرطوم ادورد لينو، بعد سنوات، تم اكتشاف ان محمود لم ينضم للحركة الشعبية وانما تم استخدام ظهوره ذلك بذكاء من اعلام الحركة الشعبية،استغلالاً لشعبيته وجماهيريته الكبيرة واستخدامه ككرت رابح في تلك الانتخابات.
(١)
بالمقابل، يجد معظم الفنانين انفسهم في مواقف صعبة للغاية بسبب (السياسة)، بالرغم من ان عدد كبير منهم لاعلاقة له بالسياسة من قريب او بعيد، لكن مهنته تحتم عليه التعامل مع السياسيين بمختلف انتماءاتهم، بل ويمكن ان يغني لحزب معين ايضاً تماماً كما غنى عشرات الفنانين لحزب المؤتمر الوطني الذي حكم السودان لاكثر من ثلاثون عاماً.
(٢)
الحرب الدائرة مؤخراً في السودان لم تسبب الضرر للفنانين في ممتلكاتهم وحسب، بل تعدت ذلك لتصل الى (تخوين) بعضهم بشكل مباشر واتهامه بوجود علاقات مع مليشيا الدعم السريع، تماماً كما حدث مع عدد من الفنانين والذين حاول البعض مراراً وتكراراً تثبيت علاقتهم بالمليشيا، وحتى هذه اللحظة لم يوفر اولئك اي ادلة اتهام واضحة ضدهم، مما جعل جماهيرهم تصنف ذلك الامر كنوع من (الحرب الخفية) عليهم.
(٣)
وكذلك الحال خلال اليومين الماضيين مع الفنان عاصم البنا والذي وجد نفسه فجأة متورطاً في اتهامات مباشرة تشير الى علاقته بقائد المليشيا (كيكل)، وذلك بعد اكتشاف رسائل تواصل مابينهما قبل اكثر من عام وبضع اشهر- بحسب حديث عاصم امس الاول- ، وهو الامر الذي ازعج عاصم جدا وجعله يخرج في لايف مباشر مع الجمهور يؤكد خلاله عن صلة القرابة التي تجمعه ب(كيكل)،مشيرا الى ان الرسائل التي كانت مابينهما تعدت العام والثلاث اشهر، مضيفا ان التواصل مابينهما انقطع بسبب عدم اتفاق رؤية البنا معه، حيث يعتبر البنا من الفنانين الداعمين للجيش بشكل مباشر دون مواربة او تخفي، ويكفي ترديده لاغنيات الجيش في اوقات سابقة اخرها اوبريت (جيشنا) الذي ظهر خلاله عاصم مرتدياً (الكاكي) داخل القيادة العامة، ذلك الاوبريت الذي تم اصداره ابان انتصارات الجيش السوداني في (الفشقه).
(٤)
تخوين عاصم البنا- الداعم للقوات المسلحة- ربما فتح الباب واسعاً لفرض تساؤل مهم وهو: من هو الذي يوزع تلك الاتهامات على الفنانين..؟… ومن له مصلحة في عكس صورة مسيئة لهم امام جمهورهم واحباطهم..؟..وهو سؤال اجاب عليه عدد من المتداخلين في بوستات الدفاع عن عاصم البنا التي سيطرت على فيس بوك امس، حيث يرى اولئك انه من الممكن جداً ان يكون هناك (طرف مستفيد) من ذلك الامر بشكل كبير، فلا يعقل ان يتم اتهام فنان داعم للجيش بانه (متخابر).!…بينما اكد آخرون ان حساسية موقف الفنان تلعب دوراً كبيراً في انتشار اخباره اياً كانت، وهو مايجعل كل الفنانين حذرين للغاية في تعاملاتهم وارائهم كذلك.
(٥)
بالمقابل، يدرك كل الفنانين السودانيين بلا استثناء ان الحرب الحالية الدائرة في السودان هي حرب (الخيار الواحد) الذي لايقبل القسمة او (الحياد) وهو دعم القوات المسلحة السودانية ضد مليشيا الغدر، واي خيار غير ذلك هو بلا شك سيكون آخر مسمار سيُدق في نعش جماهيرية ونجومية ذلك الفنان، وذلك لانه لايعقل ان يدعم فنان- بكامل وعيه- مليشيا تغتصب وتنهب وتسرق.! في الوقت الذي تنتظر فيه كل جماهير الفنانين مواقفاً واضحة منهم وذلك حتى يفخروا بهم ويواصلوا في دعمهم في مشوارهم الفني.