المتحدث الرسمي باسم حركة جيش تحرير السودان فى حوار مع (الكرامة)

حـاوره: إسماعيل جبريل تيسو..

ولايزال قلب الشارع السوداني يخفق جراء الاجتهادات الأمريكية المستمرة والضغوط التي ظلت تمارسها واشنطن على الحكومة السودانية من أجل إرغامها على الجلوس إلى طاولة المفاوضات في مدينة جنيف السويسرية ، الموقف الأمريكي وبحسب مراقبين يمثل محاولة للالتفاف على مخرجات منبر جدة التي تم الاتفاق عليها في مايو 2023م، والتي كانت تقضي بخروج ميليشيا الدعم السريع من منازل المواطنين والأعيان المدنية والمؤسسات والمرافق الخدمية.
الكرامة وسعياً منها لاستجلاء أراء القوى والكيانات والكتل السياسية السودانية، حملت أسئلتها وطرحتها على منضدة حركة جيش تحرير السودان جناح مني أركو مناوي باعتبارها واحدة من الفاعلين في القوة المشتركة التي ظلت ومنذ نوفمبر 2023م، تقاتل جنباً إلى جنب مع القوات المسلحة السودانية في كل الجبهات، بعد أن خلعت ثوب الحياد الذي ظلت تتدثر به منذ تمرد مليشيا الدعم السريع في الخامس عشر من أبريل 2023م.
(الكرامة) استضافت الأستاذ الصادق علي النور المتحدث الرسمي باسم حركة جيش تحرير السودان جناح مني أركو مناوي.

أستاذ الصادق دعنا في مستهل حوارنا معك نتعرف على موقف الحركة من دعوة واشنطن للتفاوض في جنيڤ؟

#موقف حركة جيش تحرير السودان كان ومازال يبحث عن السلام الحقيقي ومع أي دعوة تخاطب توجه الدولة السودانية، لذلك نرى أن هذه الدعوة تحمل في طياتها بوادر الفشل ونعتقد أنها مفاوضات معلومة النتيجة مسبقاً، لذلك فإن نتائجها ومخرجاتها لا تعني حركة جيش تحرير السودان في شئ.

هل هناك تنسيق جهود ومواقف مع بقية حركات الكفاح المسلح في دارفور بشأن الدعوة الأمريكية للتفاوض في سويسرا؟

# ابتداءً الدعوة الأمريكية لم تُوجه باسم الحكومة السودانية، بل تم اختزال مؤسسات الدولة السودانية في القوات المسلحة، وهذا يمثل انتهاكاً صارخاً للسيادة الوطنية، ويؤكد عدم احترام واعتراف بالحكومة السودانية، وموقفنا الرافض لهذه الدعوة الامريكية بالطبع لا يشمل كل الأطراف الرئيسية المشاركة في جبهات القتال، نحن كقوة مشتركة أعلنا موقفنا الواضح بأننا نشارك في هذه الحرب للدفاع عن وحدة السودان، والدفاع عن الشعب السوداني بالتنسيق مع القوات المسلحة السودانية، وقد قمنا بشجب وإدانة انتهاكات قوات الدعم السريع والممارسات المعادية للوطن والمواطن والجرائم ضد الإنسانية بما فيها حق الحياة، ومشاركتنا وتنسيقنا مع القوات المسلحة في هذه الحرب، لا يعني دمج قوات حركات الكفاح المسلح في القوات المسلحة السودانية.
كيف يؤدي حصر الدعوة الأمريكية بين الجيش والدعم السريع إلى تجزئة القضية وإطالة أمد الحرب؟ ألا تشاركون في هذه الحرب تحت إمرة الجيش السوداني؟

# الحوار الثنائي بين الجيش والدعم السريع يؤدي إلى تجزئة الحلول لأن أي حوار لابد أن يشمل كل الأطراف القوات المشتركة وبقية الحركات التي لم تشارك في الحرب حتى لا نعود مرة أخرى إلى فتح منابر أخرى من حوار للحركات التي لم تشارك في الحرب الجارية.

لماذا برأيك تحاول واشنطن فتح منبر جديد في جنيڤ وهي التي ترعى منبر جدة الذي مازال هو الآخر مفتوحاً؟

# الولايات المتحدة الأمريكية تريد أن تجعل العمل الإنساني مدخلاً لفتح ملف الترتيبات الأمنية ثم الملف السياسي وبهذا تكون واشنطن قد أعادت الدعم السريع إلى ما قبل 15 أبريل، وبالتالي تكون قد أعادت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية ” تقدم” إلى المشهد السياسي، وهي قطعاً تعتبر خطوة ذات مكسب كبير لقوات الدعم السريع، بأن يتم تجاوز ما تم الاتفاق عليه من مخرجات منبر جدة التي تلزم ميليشيات الدعم السريع الخروج من بيوت ومنازل المواطنين والأعيان المدنية وتجميعها في خمس معسكرات، وطبعاً الشعب السوداني لن يرضى بتجاوز مخرجات منبر جدة، ونحن كذلك كقوة مشتركة وكحركات كفاح مسلحة لن نرضى بذلك.

هل من ضمانات لتنفيذ مخرجات منبر جنيڤ في حال انعقاده في ظل عدم تنفيذ مخرجات منبر جدة؟

# صراحة لا توجد أي ضمانات لتنفيذ مخرجات منبر جنيڤ في حال انعقاده، وسيكون مثله مثل سابقه منبر جدة، قرارات دون التزام ودون تنفيذ، حبر على ورق.

ماهي الرسالة التي نقرأها في بريد حركة جيش تحرير السودان بعد مشاركتها في قتال متمردي الدعم السريع بعد تخلصها عن مشروع الحياد الذي التزمته في بواكير الحرب؟

# أولاً نحن لم نتنصل وإنما هو موقف وطني دفعنا لنقاتل إلى جانب القوات المسلحة ضد المشروع الخارجي الذي تنفذه ميليشيات الدعم السريع لصالح قوى خارجية، نحن قررنا القتال مع القوات المسلحة لنحافظ على وحدة السودان، ونقطع الطريق على أجندة أجنبية تسعى لتفكيك السودان، فلن نسمح بذلك كما أننا لن نسمح بأن تكون دارفور بوابة لتفكيك السودان، ونجدد تحذيرنا للقوى التي تحاول تمزيق وتفتيت السودان مستعينة بدوائر إقليمية ودولية تسعى للنيل من ثروات ومقدرات السودان عبر إضعافه وتفتيته إلى دويلات مستقلة تقوم على أنقاض الدولة السودانية الموحدة.