بنادق وبيارق تملأ الديار بمناسبة عيد الجيش ال(70).. السياج المتين والدرع الحصين
تقرير :رحمة عبدالمنعم
تمر علينا بعد أسبوعين ذكرى تأسيس الجيش السوداني الباسل في عيده ض“السبعون”، بعد أن سطر هذا الجيش العظيم منذ تأسيسه في الرابع عشر من اغسطس عام1954 والى عام2024م ، أروع الملاحم البطولية التي نالت أعجاب وتقدير العدو والصديق، لقد كتب هذا الجيش سفراً خالداً مليئاً بالتضحية والفداء دفاعاً عن السودان ،ولقد سطر الجيش السوداني الباسل في تاريخه الطويل سجلاً مفعماً بالبطولات والتضحيات والانتصارات، وكتب ملاحم تاريخية عظيمة من خلال مشاركته في حماية الوطن من المؤامرات الخارجية، كما أثبت بكل جدارة بأنه سوراً للوطن، وأنه السياج المتين، والدرع الحصين للذود عن السودان أرضه وسمائه ومياهه وشعبه ضد المليشيا الإرهابية
القوات المسلحة أنشئت في عام 1925م وتأسست نواة الجيش السوداني الحديث قبل عام 1955م ،وعرف آنذاك بقوة دفاع السودان وكانت تتكون من عدد من الجنود السودانيين تحت إمرة الجيش البريطاني المحتل، وبعد العام 1956 عندما نال السودان استقلاله من التاج البريطاني، تم تكوين جيش وطني جديد بكافة فرقه ابتدا بفرقة المشاة ثم البحرية والجوية، وعرف باسم الجيش السوداني والذي تم تعديله إلى قوات الشعب المسلحة وأخيرا القوات المسلحة السودانية
وشاركت وحدات منه في الحرب العالمية الثانية، وله عقيدة قتالية تقوم على أساس الدفاع عن الوطن والحفاظ على سيادته ووحدته الوطنية وحماية الدستور
ويتميز بنظام انضباط عسكري صارم ويقوم بمهام مدنية تتمثل في تقديم المساعدات أثناء الكوارث الطبيعية والمشاركة في عمليات الأمن الداخلي عند الضرورة وفق القانون والدستور ،ويلتزم بالقانون الدولي بعدم تجنيد الاطفال اذ ان العمر للتجنيد للخدمة العسكرية 18 عام
قوة الشكيمة
يعتبر الجيش السوداني احد الجيوش القليلة التي لم تنهار رغما عن خوضه معارك لمده تزيد عن 60 عاما ضد المتمردين بجنوب السودان من أغسطس عام 1955 وحتى 2005 م والتي انتهت بتوقيع إتفاقية نيفاشا للسلام. وحربه ضد الارهاب في دارفور حتى 2018م،وحرب الكرامة التي يخوضها منذ أبريل 2023م ضد مليشيات الدعم السريع.
وعرف الجيش السوداني بخبرته القتالية الطويلة فقد ظل في وضعية قتالية منذ (الحرب العالمية الثانية) وفترة ما بعد الاستقلال بسبب التمرد والحروب الأهلية المتقطعة، والتي أكسبته الكثير من ربط الجأش والانضباط تحت كل الظروف
واشتهر الجيش السوداني بشراسة مقاتلية الذين يتميزون بقوة التحمل والصبر على الحروب الطويله والخبرة في حرب الصحراء ،الجبال والغابات والتي توجها بمناهج تدرس في المعاهد العسكرية العالمية
البنيةالتحتية
وتتكون البنية التحتية للقوات المسلحة السودانية من قوة عسكرية كبيرة تتمثل هيئة التصنيع الدفاعي التي تضم مصانع للمدرعات والآليات الثقيلة كالمركبات المصفحة والراجمات والطائرات بدون طيار ومصانع لكافة أسلحة المشاة وانواع مختلفة من الذخائر ،وكذلك موارد بشرية تشمل أفراد مدربون في عدة مجالات ذات صلة بالنشاط العسكري والحربي ويشهد بذلك انتشار ضباط الجيش السوداني في مختلف الجيوش العربية في وظائف استشارية وتدريبية. وجامعة لتدريس العلوم الهندسية والطبية تمنح درجات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه
وللجيش السوداني نظام ولوائح صارمة، ودقيقه تتميز بالشفافيه مبنية على المهنية والاحترافيه تحكم : الإحالة للتقاعد الترقيات التنقلات التعيين، وتظهر في كشوفات سنوية راتبة لا تتاخر أو تلغى لأي ظرف . وتمنع الغبن أو الإحساس بالظلم مما يخلق رضا وظيفي.
عمليات خارجية
وتستقبل القوات المسلحة السودانية سنويا عشرات الضباط للتدريب من كافة دول العالم مثل مصر ،المملكة السعودية ،الإمارات والاردن وغيرها في كلياته العسكرية ممثلة في الكلية الحربية السودانية وكلية القيادة والأركان المشتركة والأكاديمية العسكرية العليا ومعهد المشاة .
كما عرف عن الجنود السودانيين شراسة القتال وقوة الصبر وهي إحدى السمات التي شهدت بها حروب شارك فيها مثل حرب جنوب السودان والحرب العالمية الثانية ،وشاركت فرق منهم في معارك بالمكسيك عندما كان السودان محتلا من قبل بريطانيا، كما شارك في عده عمليات خارجية وداخلية انتهى بعضها بدحر العدو كما حدث للايطالين، الذين كانوا يحتلون اريتريا، عندما حاولوا احتلال مدينة كسلا في شرق البلاد،ذلك الانتصار الذي الهم رئيس الوزراء البريطاني تشرشل، وجعله يعدل عن الاستسلام للألمان كما صرح بذلك لاحقا
و شاركت وحدات سودانية ضمن الجيش المصري في حروب محمد علي باشا خديوي مصر في سنتي 1854 م، و1856م.
و في القرم إلى جانب تركيا،ثم في المكسيك سنة 1862م،عندما طلبت كل من فرنسا وإنجلترا وإسبانيا إرسال فرقة من السودانيين لحماية رعاياها ضد العصابات المكسيكية
وفي الحرب العالمية الأولى أرسلت بريطانيا فرقتين من الجنود السودانيين إلى جيبوتي بناء على طلب من فرنسا لتحل محل الجنود السنغاليين هناك،كما شارك في حملة الصحراء الغربية لدعم الفرنسيين حيث رابطت في واحتي الكفرة وجالو في الصحراء الليبية بقيادة القائد البريطاني أرشيبالد ويفل، وفي العلمين لوقف تقدم الجنرال الألماني رومل الملقب بثعلب الصحراء، كما 8. شارك في حرب فلسطين عام 1948 م ،وفي حرب أكتوبر 1973 م، ارسلت الحكومة السودانية قوة قوامها لواء مشاة إلى شبه جزيرة سيناء.
وشاركت القوات المسلحة السودانية أيضا في عمليات دولية تصب في مساعي حفظ السلام والاستقرار كما في الكونغو البلجيكي عام1960 وفي تشاد عام 1979 وفي ناميبيا في 1989 م.
وفي لبنان ضمن قوات الردع العربية لحفظ السلام تحت لواء جامعة الدول العربية ،وكذلك في عملية إعادة الحكومة المدنية الشرعية في جمهورية جزر القمر حيث ساهمت قوات المظليين السودانية في استعادة جزيرة انجوان وتسليمها لحكومة جزر القمر عام 2008 وايضا ً ضد التحالف الدولي في عاصفة الحزم لإعادة الشرعية إلى اليمن
عيد الجيش
ويحتفل الجيش السوداني بالذكرى السبعون لتأسيسه تحت شعار “شعب وجيش فداك ياوطن ”
ونقلت الصفحة الرسمية للقوات المسلحة على “الفيسبوك “:عيد الجيش ..ذلك اليوم الخالد الذي تحتشد فيه معاني الوطنية وقيم التضحية والفداء في لحظة كونية وذكرى أبدية تضافر فيها تأريخ البطولات و الملاحم وبأس وقدرة الإنسان السوداني الذي تسكنه روح النخوة والشموخ والإعتزاز بالذات
واضافت:, ذلك الميلاد الذي إرتبط بأول قوة عسكرية برزت إلي حيز الوجود في عشرينيات القرن الماضي وبانت قسماتها الواضحة كجيش وطني حديث في الرابع عشر من أغسطس للعام أربعة وخمسون وتسعمائة وألف (14 أغسطس 1954م) .. بإستلام أول قائد سوداني لقوة دفاع السودان الفريق أحمد محمد .. لتبدأ مسيرة من العطاء كان مهرها الدماء والمهج والأرواح ..
وتابعت : إن ذلكم التأريخ ظل ملهما لهذا الجيش الأبي عبر الحقب وشادت عبره القوات المسلحة السودانية لهذا الوطن حصنا منيعا صبت عليه من قطر عزم الرجال صبرا وبسالة ،يحتضنها شعبها الجسور الصابر المحتسب الذي ما تأخر عنها في موقف نصرة ولا تخلف عنها في مواكب الفداء ظل يرفدها بفلذات الأكباد في مسيرة متصلة رغم الحرب والملمات جيلا يخلف جيل رجالا يكتبون الملاحم بالعزمات يرفعون التمام من الميدان إلي الميدان ما لانوا ولا أنكسروا ولا أنشقت نفوسهم قط ..!!
وزدات : بنادق وبيارق تملاء مساحات الديار .. واليوم في معركة الكرامة يتجدد ذات العهد فينبثق الشعار مشعا يملاء الآفاق شعب وجيش فداك ياوطن ،ومن بين ثنايا الشعار المرسوم تبرز دلالات الالوان التي تشكل ملامح علم الوطن الذي يلتف حوله شعب السودان وقواته المسلحة ليخفق عاليا بتماسكهم في سوح الفداء ويبرق لون الكاكي الأخضر متوسطا سبعون عاما من المجد والفداء
معركة الكرامة
وشكلت ذكرى تأسيس الجيش السوداني مناسبة وطنية غالية على قلوب السودانيين، وفي مقدمتهم رجالات هذا الجيش الذين خاضوا معارك الشرف والبطولة في صفوفه خلال المعارك التي خاضها جيشنا الباسل منذ تأسيسه دفاعاً عن الوطن وعزته، فكان سياجا يصون حقوق الأمة ومصالحها.
عن هذه المناسبة وأثرها العظيم في نفوس أبطال الجيش السوداني، لفت عضو رابطة المحاربين القدماء العميد المتقاعد عثمان حسن إلى أن “عيد الجيش السوداني “كان وسيبقى شعلة تضيء درب النصر في كل ملحمة سطرها أبطال هذا الجيش دفاعاً عن الوطن ولصون عزته وكرامته”، مؤكداً أن أعضاء الرابطة يقفون إلى جانب رفاقهم في حمل السلاح في معركة الكرامة والذود عن الوطن كي يبقى عزيزا منتصراً”.
بدوره أعرب العقيد المتقاعد محمد أحمد عن افتخاره بذكرى تأسيس الجيش السوداني الذي “ناضل وقدم تضحيات في سبيل أن يبقى السودان قوياً بجيشه وشعبه الصامد والحامل لراية الانتصار في شتى ميادين الحياة ،رغماً عن الحرب الدائرة الان ولكننا موقنين اننا سوف ننتصر ”.
واعتبر العقيد الركن المتقاعد يحيى ادم أن العقيدة التي اتبعها الجيش السوداني أكدت على الدوام أنه “جيش الشعب.. ومهمته الدفاع عن الوطن وحماية الشعب، فحمل عقيدة رسخها القائد البرهان ،الذي أكد أن الشهادة قيمة القيم فكان الجندي المقاتل مثالا للقدوة والاندفاع والتضحية في سبيل تحقيق النصر”.
ورأى العميد المتقاعد أحمد عبدالله أن لعيد الجيش السوداني “قيمة حقيقية كبيرة ومعنوية تشمخ بالنفوس إلى السماء.. فرفع راية الوطن عالياً وجعله عصياً على أعدائه بفضل البطولات التي حققها منذ تأسيسه، ومازال يواصل طريق الانتصار حتى تحرير آخر شبر من السودان من براثن المجاميع الإرهابية التي أطلقها مشغلوها في الخارج لتعيث فيه قتلاً وتخريباً لطمس حضارته وهويته ”.