(مفاوضات جنيف).. مؤشرات الانهيار
تقرير_ محمد جمال قندول
رغم محاولات المبعوث الأمريكي توم بيرييلو إرسال تطمينات لرئيس مجلس السيادة، إلا أنّ واقع المؤشرات يمضي صوب عدم مشاركة الحكومة والجيش السوداني في مباحثات جنيف المقررة في منتصف أغسطس الجاري ما لم تحدث مفاجأة، حيث شدد رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة عقب محاولة اغتياله بضرورة الاجتماع مع الإدارة الأمريكية قبل الذهاب لجنيف وتحديد الالتزامات.
مصير جدة
في المقابل، يذهب الخبير الاستراتيجي والمحلل السياسي د. عصام بطران معلقًا على مباحثات جنيف قائلًا: إنّ الحكومة السودانية بعثت ردًا مشروطًا على دعوة الجيش السوداني للمشاركة في مفاوضات جنيف مصحوبًا بعددٍ من الاستفسارات أهمها مصير اتفاق جدة الذي حدد أن تغادر الميليشيا المتمردة الأعيان المدنية ومساكن المواطنين، هذا بجانب كيفية الدعوة لرئيس مجلس السيادة بمسمى منصب القائد العام فقط في إشارة إلى أنّ المفاوضات حصريةً على الجيش بمعزلٍ عن الحكومة السودانية. وبالتالي، ومن واقع المؤشرات فإنّ مباحثات جنيف انهارت تمامًا.
ويضيف بطران بأنّ عدم صدور أجندةٍ متفق عليها مسبقًا بين الحكومة السودانية والوسيط الداعي لمفاوضات جنيف، بجانب الاستفسارات التي طرحتها الحكومة السودانية، كفيلةً بأن تجعل مفاوضات جنيف في مهب الريح وتنذر بانهيارها في حال عدم حصول الحكومة على إجاباتٍ مقنعة من الطرف الأمريكي الذي يبدو أنّه اكتفى بالإشارات.
محاولة إنقاذ
وكان رئيس حزب التحرير والعدالة د. التجاني سيسي، قد حذر الحكومة من مغبة المشاركة في جنيف. وقال السيسي في منبر نظمته صحيفة اليوم التالي مساء أمس الأول الخميس، إنّ واشنطن تنوي التنصل عن منبر جدة منذ وقت طويل، مستشهدًا بلقاء جمعهم بالمبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بيرييلو أعلن لهم البحث عن منبر بديل حال لم تتمكن جدة من جمع قيادة الجيش والميليشيا، مضيفًا أن اللقاء المذكور تم قبل نحو أربعة أشهر من اليوم وفي حضور السفير نور الدين ساتي وآخرين.
وتابع د. التجاني في معرض حديثه قائلًا إنّ الإدارة الأمريكية عمدت إلى تجاوز منبر جدة وذلك للتحكم في مجريات التفاوض.
وفي ذات المنبر، أبدى مستشار حركة العدل والمساواة عبد العزيز عشر استغرابه من تجاوز منبر جدة خاصةً وأنّ الأطراف لم تشكوا منه.
عُشر أشار إلى أنّ “جنيف” هي محاولة لإنقاذ الميليشيا وتبييض صورة “أبوظبي” المشوهة أمام المجتمع الدولي، مشيرًا إلى أنّ إيراد الإمارات كمراقب في منبر جنيف تندرج تحت مساعدتها في إخفاء جرائمها ودورها في الحرب، وإضعاف القوات المسلحة وعزلها من محيطها ومساواتها بالميليشيا.