البرهان.. فراسة حاضرة وشجاعة نادرة
# اظهر الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن.. رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة السودانية شجاعة نادرة وفراسة كبيرة، وذلك عندما تعرض لمحاولة الاغتيال الرابعة من مليشيا آل دقلو الإرهابية.. أثناء مراسم تخريج دفعات جديدة من الكليات العسكرية بمنطقة جبيت بولاية البحر الاحمر.
# هذه ليست المرة الأولى.. والجنرال البرهان يدرك أكثر من غيره بأنها لن تكون الاخيرة طالما فيه نفس وروح وعطاء، فقد كانت المحاولة الأولى في صبيحة الانقلاب الغاشم في 14 ابريل، ساعة انطلاقة الشرارة الأولى للحرب المدمرة، ويومها اُفتدي القائد بعدد كبير من ابطال القوات المسلحة الذين كتبوا سوانح بطولتهم الأخيرة تلك، بالارواح والدماء الغالية، أما الثانية والثالثة فقد كانتا في القيادة العامة حيث كان القائد يجلس تحت احدى الأشجار وحال تحركه للداخل تم التدوين الذي قضى باستشهاد عدد من ابطال القوات المسلحة، بينما كانت الثالثة أثناء وقوفه في شرفة من شرفات أحد ابراج القيادة العامة، وفي كسر من الثانية قرر القائد المغادرة فاخطأته تصويبة القناص وكتب له عمر جديد.
# بالامس بدأ الفارس البرهان ثابتا.. وازداد قوة على قوته بعد هذه الحادثة الغادرة ويتبدى ذلك في تواصل البرنامج حسب الترتيب المعد لمراسم التخريج الذي ظهر فيه القائد برداء الحرب.. ليبعث برسالة لجنوده في جميع المواقع، واولهم الابطال الجدد الذين أدوا قسم الولاء أمام قائدهم الذي خاطبهم بلغة رصينة وواضحة لا تعرف اللجلجة في ساحة معهد المشاة بجبيت.. مؤكدا بأن عزيمة الجندي السوداني لن تنكسر وليست هناك مفاوضات الا من موقف عزة واباء للسودان، ولعلها المرة الأولى كذلك التي يبعث فيها البرهان برسالة واضحة للخارج الذي حسبنا طوال عام ونيف أنه يخشاه لذلك كانت مطالباتنا السابقة بأن يكسر البرهان (حنك) الخارج، طالما أنه لا يدعمه ولا يقف مع الشعب السوداني، سمى البرهان الاشياء بحقيقتها وبعث برسالة مفتوحة إلى بريد الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية وذكرهم بأن حادثة محاولة الاغتيال تؤكد بأن مليشيا آل دقلو الإرهابية لا تريد السلام.. لا لأنها تستهدفه بل لأنها لم تغادر منازل المواطنين ومازالت تواصل الانتهاكات ضد المدنيين في أي مكان دخلته.. ولكن القوات المسلحة ستقاتلهم لان هذا هو قسمها في الحسم بالبندقية أو الشهادة.
# واصل البرهان برنامجه في منطقة جبيت ولم يفعل ما يفعله القادة ورؤساء الدول في مثل هذه الحالات حيث يبحثون عن مخارج الامان وتتولى حراساتهم الشخصية عملية خروجهم إلى مكان آمن، ولكن البرهان الذي كان يرتدي رداء الحرب لم يفعل ذلك.. وخالف كل القواعد المرعية في مثل هذه الحالات حيث التقى المواطنين في السوق بمسافة امان صفر وتفاعل معه المواطنون تفاعل الحب والفرح بنجاته عندما ظهر كقائد شجاع لا ترهبه المسيرات والتاتشرات ثم مضى في طريقه الى المستشفى للاطمئنان على جرحى الحادثة ثم اختتم برنامجه بالتواجد في المقابر لمواراة جثامين الشهداء الذين هم افضل منا جميعا.
# امض في طريقك ايها القائد الشجاع.. فقد أبهرت العالم وأثبت للكل انك لا ترتعب مع انك هدف استراتيجي، ولعل مواقفك الأخيرة من المجتمع الدولة ورسالتك الواضحة للسيد لعمامرة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة قد أكدت بأنك ثابت على قضية دونها المهج والأرواح.