(الكرامة) تستطلع القادة السياسيين حول مفاوضات جنيف

شددت الحكومة السودانية في بيان لها ردا علي حكومة الولايات المتحدة بشأن الدعوة لعقد مفاوضات في جنيف للتوصل لوقف اطلاق النار _ شددت علي تنفيذ مخرجات جدة الذي ينص علي الانسحاب الشامل ووقف التوسع وطالبت باجبار المتمردين والمرتزقة علي وقف عدوانهم المستمر علي المدن والقري وفك الحصار في المدن وفتح الطرق وذلك بفرض العقوبات التي تردعهم وداعميهم واوضحت في بيانها ان اطراف المبادرة هم نفس اطرف منبر جد بجانب تطابق الموضوعات ، من جانبها اتهمت مليشيا الدعم السريع القوات المسلحة بوضع عراقيل لعدم المشاركة في مفاوضات جنيف .
و عبرت بعض القوي السياسية عن رفضها للدعوة مشددة علي ان اي اساس لحوار قادم سيكون منبر جدة وغير ذلك سيكون مرفوضا جملة وتفصيلا ووقوفا علي اراء بعض القوي السياسية التي استطلعتها ( الكرامة ) حول الموقف مع استصحاب الرفض المغلف للحكومة :

استطلاع _ لينا هاشم

الامين العام لتنسيقية القوي الوطنية الاستاذ محمد سيد الجكومي قال ان محاولة الولايات المتحدة الامريكية لخلق منبر جديد سيؤدي الي تعدد المنابر الموجودة ومنها منبر جدة الذي ظل يتحدث عن قضيتين اساسيتين قضية وقف الحرب والعمليات الانسانية والخروج من منازل المواطنين وعدم التوسع في رقعة الحرب وقال ان المليشيا تستغل الهدن لترتيب امورها مبينا ان الولايات المتحدة الامريكية هي واحدة من صناع منبر جدة بجانب السعودية وتساءل لماذا تسعي امريكا لفتح منبر جديد وهناك منبر فيه بعض البنود التي لم تنفذ معتبرا ان الهدف من الخطوة هو القفز علي منبر جدة ودعم مليشيا الدعم السريع والمساواة بين الجيش الذي يمثل الشرعية وهذه المليشيا المتمردة، وقال بكل اسف السعودية توافق علي هذا الامر بدلا من ان تتمسك بهذا المنبر وتقاتل من اجل تنفيذ مخرجات جدة موضحا انها تنصاع لامريكا وتذهب معها الي منبر جنيف الذي يشترط دخول الاتحاد الافريقي والامارات التي يتهمها السودان ويشكوها لمجلس الامن، وذكر بانه تم تعطيل الشكوي في مجلس الامن لايجاد مخرج للامارات وهذه مسالة غير مقبولة وغير حميدة لان الامارات هي الدولة الداعمة للتمرد لذلك وجودها في هذا المفاوضات يقدح في صدقية المنبر وذكر ان الامارات جاءت مع وفد الدعم السريع في طائرة واحدة لحضور اجتماع الايغاد الامر الذي دفع السودان لتجميد عضويته في الايغاد .
عزل الحكومة :
ووصف الجكومي منبر جنيف بانه خطوة لعزل الحكومة وتجريدها من شرعيتها وقال ان مجرد ذهاب الحكومة لهذا المنبر يعني كتبت نهايتها بيدها وقال ان توقيت المفاوضات الحالي يعمل علي ايقاف انتصارات القوات المسلحة موضحا ان بعض المناطق التي يدخلها التمرد لا يوجد بها جيش، وقال اذا ارادت المليشيا ان تحقق نصرا معترفا به عليها ان تسيطر علي القيادة العامة او المدرعات او منطقة كرري العسكرية وذكر ان المليشيا الان تقاتل في المواطن وليس الجيش مشيرا الي بعض المناطق التي ليس فيها وجود للجيش منذ الاستغلال وتتواجد فيها الشرطة بأعداد لا تتجاوز المائة فرد موضحا بان ما يقوم به التمرد الان يؤكد بان حربه هي ضد المواطن السوداني وليست ضد الجيش وقال ان ما حدث هو انقلاب كامل الدسم بدعم من الثلاثية _ اليونتامس ، والاتحاد الافريقي ، والايغاد ، مشيرا الي اعلانهم مبكرا برفضهم لليونتامس والثلاثية وقال _ قاتلنا في ذلك قتالا كبير ومشهود وصارعنا فولكر في الاجتماعات التي ضمتنا معه ولكن بكل اسف الحكومة كانت تثق في هذه العصابة الثلاثية والرباعية وهي السبب الرئيسي فيما حدث للبلاد مسميا السعودية ، وامريكا ، والامارات ، وبريطانيا ، بأنهم اعداء للشعب السوداني .

امر الشعب :

وبحسب الجاكومي فأن هذه الحرب هي حرب وجودية نكون او لا نكون مبينا ان الجيش لا يمثل نفسه ويمثل الشعب السوداني وعليه ان ياتمر بامر الشعب السوداني وان يرفض الذهاب الي جنيف وقال ان الرباعية هي التي انتجت التمرد والانقلاب الفاشل وانتجت قحت وقال ان هناك ارادة شعبية الان موجودة ولا يوجد من يستطيع ان يتجاوزها ، وذكر ان الاتحاد الافريقي الان صحي من غفوته وعمل علي تصحيح اخطائه وسجل اول زيارة لوفد الالية الرفيعة المستوي الي بورتسودان والتقي علي مدار اربعة ايام بالقوي السياسية والمدنية والاهلية ومنظمات المجتمع المدني ولجان المقاومة وقدم الدعوة لكل هذه الفئات التي وجدها علي الارض وقال ان القوي السياسية التي تقيم الان بالخارج نقول لها انتم الان لا تمثلون حتي انفسكم واذا اردتم ان تتحدثوا عن الشعب السوداني تعالوا الي السودان لنري كيف سيستقبلكم الشعب السوداني

خصما علي الشعب :

اقال الجاكومي ان منبر جنيف جاء لوأد انتصارات الجيش ودعم للمليشيا المتمردة و انه كان سيكون خصما علي الشعب السوداني ، وقال ان المليشيا لا تلتزم بوقف اطلاق النار في الهدن السابقة وكانت تستغلها للتمدد والحشد واحتلال مناطق جديدة والخروج الآمن بمنهوبات الشعب السوداني وقال ان المليشيا هي عصابة جاءت لتقتل وتسرق وترتكب المجازر والحماقات .

دعم المليشيا :

وشدد الجكومي علي ضرورة استمرار المفاوضات عبر منبر جدة وبذات الحيثيات وتنفيذ مخرجاتها وقال ان الجهات الراعية لمفاوضات جنيف هي جهات داعمة لمليشيا الدعم السريع وقال ان امريكا تعلم ان السلاح يأتي من الامارات ليسلم للمليشيا وتراقب الطيارات التي تخرج من الامارات لام جرس وعنتبي واحيانا تدخل السودان لتسليم السلاح للتمرد واكد ان هؤلاء جميعهم ضد السودان مبينا ان السودان يقاتل وحده وبعزيمة واصرار ومساندة شعبه الذي جسد كل ملامح البطولة في هذه المعركة ولذلك سيتحقق النصر قريبا مؤكدا ان امريكا والسعودية والامارات وبريطانيا والاتحاد الافريقي والايغاد والامم المتحدة لا يمثلون الحياد ويدعمون مليشيا الدعم السريع وقال ان الشعب السوداني هو الذي سيحسم هذه المعركة واذا ذهب الجيش للتفاوض سيفقد دعم الشعب الشعب السوداني .

منبر جدة :

الخبير العسكري محمد بشير سليمان يري ان مفاوضات جنيف ، لا جديد فيها عن الذي كان في منبر جدة ، بحسبان أن منبر جدة أو جنيف تخطط لهما وتدير شإنهما امريكا في إطار المؤامرة الكبرى على السودان ، وفي اطار ازدواجية المعايير ، ومن ثم فهي مكيدة جمعت ودعت لها امريكا معظم المتآمرين على السودان وتحت غطاء القضايا الانسانية المتاثرة بالحرب الدائرة الان ، وتحت مسعى ان تؤسس لاعتراف بالدعم السريع مساواة له مع القوات المسلحة كمؤسسة من ممؤسسات الدولة ، ليتم من بعد ذلك احكام مؤآمرة تفكيك القوات المسلحة ، وتمكين “تقدم كحاضنة للدعم السريع من حكم السودان في اطار خدعة المدنية والدولة الديمقراطية كذبا دون شك ، وفي هذا جاءت الدعوة الامريكية لمفاوضات جنيف للقوات المسلحة ، دون الاعتراف بوجود حكومة سياسية أو مدنية بمعنى آخر ، وذلك ما على القيادة العسكرية الافتطان له حذرا ، حتى لا تقع في فخ المكيدة ، فيلتف حول رقبتها حبل المؤآمرة الكبرى ضد الدولة السودانية ، وفي هذا على القيادة السودانية وهي ذات قيادة الجيش ، ان تؤكد مبدءا عدم اعترافها بمليشيا الدعم السريع، ومن ثم لا جلوس معها اصلا في مفاوضات تؤدي لكارثة سياسية وطنية تعقد المشهد السياسي السوداني ولا يوجد فيها ما يؤسس لسلام البتة بل اقول انها سوف تطيل من أمد الحرب ، وسيكون امر وقف اطلاق النار مع مراقبته عبر آلية قوية ، فرضا واقعا يؤسس لاكمال المؤآمرة الأمريكية الصهيونية ، الأمريكية الدولية ضد السودان ، تجفيفا بشريا ، وتفكيكا لدويلات تختفي على اثرها دولة السودان القائمة الآن .

توقيت المفاوضات :

واكد الفريق بشير ان توقيت المفاوضات في الرابع عشر من أغسطس 2024 يهدف لتحقيق عدة أهداف تتمثل في تحقيق هدف معنوي كسرا لعزة القوات المسلحة السودانية وتثبيطا لمعنوياتها باعتبار ان يوم 14 أغسطس يمثل عيد القوات المسلحة ، حيث التاريخ الوطني العظيم بدءا من مساهمتها في تحقيق الاستقلال بجانب _ استهدافا نفسيا ، ومعنويا ، ووطنيا ، بحسبانها القوات التي ظلت محافظة على وحدة السودان ، هامة لكل المؤآمرات الداخلية والخارجية التي استهدفت السودان ووحدته ، واستمرارية وجودها تعني تحطم صخرة التآمر على السودان تحتها ويراد به كذلك طمس عظيم لتاريخها الذي بنته من خلال مشاركتها كقوة مقاتلة وداعمة للسلام والأمن الاقليمي والدولي ويراد من ذلك أيضا قتل ارادة القتال وزخم الاندفاع الماثل الآن لإعطاء الفترة الزمنية الكافية لمليشيا الدعم السريع لالتقاط انفاسها ، واعادة تنظيمها استعدادا لمرحلة قتالية اخرى ، وتحت ظروف افضل تحقق من خلالها الاهداف التي تريدها امريكا وربيباتها وقال ان وقف اطلاق النار هو الهدف الخبيث الذي تريده أمريكا وربيباتها سوف يتم التحكم فيه عبر امريكا ومجموعتها من خلال المكيدة الكبرى ، تحقيقا للمؤآمرة ضد السودان ، لذا المطلوب من قيادة الجيش والقيادة السياسية، التحسب الشديد ، والاهم في كل ذلك عدم الاعتراف بمليشيا الدعم السريع مهما كلف ، وان تؤسس في هذا لبناء جيش رادع ، ومقاومة شعبية حقيقية بعيدا عن مناورات السياسة ، وعدم الوضوح الذي يحيط بالقيادة الآن بشأنها ، وبما يقوي الثقة فيها ، فالوطن مستهدف في وجوده الكلي ، واكد ان الجهات الراعية للتفاوض تدعم وتقف مع مليشيا الدعم السريع ، وكل ما يجري الآن لا يعدو أن يكون عبارة عن مؤآمرة دولية تستهدف السودان وجيشه .

تمكين واستعداد :

من جانبه اعتبر بحر ادريس ابو قردة مفاوضات جنيف خطوة لتجاوز التزامات منبر جدة ولاتاحة الفرصة للدعم السريع لتمكينه لاستعداد أكبر لمواصلة انجازات عسكرية علي الارض وقال ان اتفاق او وقف لاطلاق النار لن يصمد طويلا وقال ان الجهات الراعية ⁠اقرب لمساندة الدعم السريع .

في ذات السياق يري المحلل السياسي عبد الملك البرير بضرورة دراسة اى مبادرة صادرة من اية جهة او كيانات ذات وزن ولا ضرر من دراستها وتامين مقبوليتها بالتاكد من شكلها واجراءاتها والاجندة الموضوعية التى ستطرح والمشاركين والمسهلين والضامنين للتنفيذات واوضح ان المحاذير الوطنية يجب ان تستوفى حقها من الدراسات من قبل المتخصصين والمشاركين من القوات المسلحة التى لا يسمح بتجاوزها والتى تؤمن سلاما لا يجتزىء ذرة من سيادة الوطن ولا ذرة من ترابه وقال من المهم أيضآ مراجعة ما تم من اتفاقات وتفاهمات سابقه وعلى الأخص ماتم فى جده مبينا ان هذا السياق المفاهيمى سيفضى الى التدابير الموضوعية والتنفيذات المطلوبة بالضمانات المستوفية وشدد علي ضرورة وقبل انعقاد جنيف علي التجهيز الشكلى والإجراءي والموضوعى الذى يتم والإتفاق عليه مسبقا قبل الانعقاد وتفريغ المداولات من الشحنات الملتهبة التى تخنق اى تقدم نحو الوصول الى مبتغيات الانعقاد وتقديم اتفاقات تضمن خروجا من الازمة الماثلة بجانب الإبتعاد
قطعيا عن قبول اى هدن تشتعل من بعدها حروبا
اكثر ضراوة وتعقيدات .

اتفاقية متكاملة :

من جانبه يقول المحلل السياسي د. علي محمود ان الغرض من مفاوضات جنيف هو تجاوز منبر جدة وقال ان اتفاقية جدا تمت فيها اتفاقية متكاملة ضمت امريكا والسعودية وتساءل ما هو الجديد الذي دفع لترتيب مفاوضات الان بجنيف بمراقبة الامارات والسعودية معتبرا ان الهدف من الخطوة هو التخلص من اتفاقية جدة التي لم يتم تنفيذها وقال ليس من المجدي ان يوقع اتفاق جديد مع جهة لم تلتزم بتنفيذ الاتفاق المسبق ودعا الحكومة بالتمسك بمنبر جدة وقال ان منبر جنيف لا معني له وقال ان الدعم السريع بعد توقيع اتفاق جدة ارتكب عددا من الجرائم والانتهاكات والاحتلالات لمدن الفاشر والجنينة وزالنجي والضعين والفولة ومدني وسنجة بجانب قتل المواطنين ودفن بعضهم احياء كل هذه التجاوزات تمت عقب تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار والخروج من منازل المواطنين واشار الي ان امريكا وهي الجهة الراعية لاتفاق جدة لم تلزم الدعم السريع بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه لذلك من الصعب ان تتوفر فيها الثقة والمصداقية لرعاية اي مفاوضات قادمة وقال ان خطوة جنيف فيها اكثر من فخ يجب ان ينتبه له وانتقد تعامل امريكا مع الحكومة السودانية ووصف نهجها بالسلوك الاستفزازي مشيرا الي ان كل المعطيات تستبعد التوصل الي حل وقال بانه ليس متفائلا بمفاوضات جنيف.