(مناوي ومبارك).. مواجهة ساخنة..!
تقرير_ محمد جمال قندول
شهدت الساحة السياسية أمس، تراشقًا ساخنًا بين حاكم إقليم دافور مني أركو مناوي رئيس حركة جيش تحرير السودان، ورئيس حزب الأمة مبارك الفاضل المهدي، وذلك على خلفية تصريحات الأخير التي ذكر فيها بأنّ قوات “الحركات المسلحة” التي تقاتل مع الجيش، قد تم دمجها بالقوات المسلحة بالفعل وتم تقييم أصولها وسددت الدولة لهم تلك الأصول، الامر الذى تسبب في غضب مناوي وذهابه لاتهام الفاضل بالكذب.
حرب إقليمية
وكان رئيس حزب الأمة مبارك المهدي قال في حوار مع سعد الكابلي على منصات التواصل الاجتماعي بوجود مخططٌ لغزو من الشرق يلتقي بغزو الغرب وتحويل الحرب في السودان إلى حربٍ إقليمية، ولذلك ارتفع الاهتمام الدولي والإقليمي بقضية الحرب وضرورة وقفها.
وأضاف الفاضل بأنّه من المهم جدًا مشاركة الجيش السوداني في “مفاوضات جنيف” لأنه يمتلك اتفاق جدة الذي ألزم الميليشيا بالخروج من المنازل والأعيان المدنية وأفشل مخطط الميليشيا بالاستيلاء على السلطة وتدمير الجيش، مشيرًا إلى أنّ مؤتمر القاهرة كان نقطة تحول مهمة لأنه وضع أساسًا لفصل القضية السياسية من القضية العسكرية وتجاوز الإقصاء في الحياة السياسية السودانية.
جزئيةً مهمة أشار إليها الفاضل في الحوار أثارت جدلًا واسعًا وجعلته في مرمى نيران حركات الكفاح المسلح حينما قال: (سألت القيادة العسكرية عن وضع الحركات المسلحة وأكدت لي أنها دمجتهم وتم تقييم أصولهم في العربات والمعدات وتم سدادها من خزينة الدولة، لذلك موقفهم المطالب بأن يكونوا جزءًا من التفاوض بشكل منفصل غير صحيح).
هجوم مناوي
تصريحات رئيس حزب الأمة مبارك الفاضل قوبلت بانتقاداتٍ حادة من حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي الذي قال إنّ (القوات المشتركة لن تكون سلالم يتسلقها مبارك الفاضل للوصول إلى الدعم السريع وحاضنتها السياسية).
وتابع مناوي في تصريحات متداولة على نطاقٍ واسع مؤكدًا أنّ الوقت الآن للدفاع عن السودان وعلى مبارك الفاضل أن يبحث عن المناصب والثروة بعيدًا عن “القوات المشتركة”، وأضاف حاكم إقليم دارفور قائلًا: (كما تحدث مبارك عن وفاة حميدتي بغير بيّنة، يتحدث مبارك الفاضل عن دمج الحركات في الجيش وبيع مركباتها بغير بيّنة، وهذا لا يليق بسياسي وزعيم حزب)، مضيفًا بأن الرجل يُدمن الكذب لتحقيق مكاسب شخصية، وأنّ حديثه عن دمج قوات الحركات في الجيش وبيع مركبات القوات عارٍ من الصحة.
وقال مناوي إنّ قتال القوات المشتركة مع الجيش والشعب (مسؤولية وطنية)، جازمًا بأنهم لن يبيعوا المواقف للدعم السريع وحاضنتها السياسية. واختتم مناوي حديثه لافتًا إلى أنه لم يتم تنفيذ الترتيبات الأمنية المنصوص عليها في اتفاقية “سلام جوبا”، كما لم يتم دمج قوات الحركات في الجيش السوداني.
خلق البلبلة
ودعا مساعد رئيس حركة جيش تحرير السودان نور الدائم طه القوات المسلحة للخروج في توضيح لدحض ما وصفها ب(افتراءات) مبارك الفاضل.
وأضاف في تصريحات لـ”الكرامة”، بأنّ تصريحات مبارك غير صحيحة، مطالبًا الرجل بوقف هذه الأكاذيب وتابع: (مبارك يريد التقرب من الدعم السريع وخلق البلبلة في وسط الجبهة المقاتلة مع القوات المسلحة)، مشيرًا إلى أنهم يركزون حاليًا على الوقوف مع الوطن.
وأشار نور الدائم إلى أنّ مبارك ظل متأرجحًا في مواقفه ويُرسل رسائل تقارب مع مجموعة “قحت” منذ التوقيع على الاتفاق الإطاري، وطلب أن يكون جزءًا من ذلك الاتفاق، وأضاف: (يريد الفاضل عبر مهاجمة الحركات التقرب من تقدم لكن ناس تقدم زاتم ما عايزنو).
وبالمقابل، قال مدير مكتب رئيس حزب الأمة محمد عادل إنّ تصريحات مبارك صحيحة. وأبدى استغرابه الشديد من الهجوم على الرجل حينما قال: (لا أظن أنّ السيد مبارك الفاضل يتبلى على قيادة الجيش ويظهر لسان الجيش في هذه الجزئية)، وزاد: (هو سأل حينما زار بورتسودان في يونيو الماضي قيادة الجيش عن موقف الحركات وكان هذا ردهم).
واعتبر عادل أنّ تصريحات مبارك منطقية فيما يخص جنيف، وقال إنّ الجيش يجب أن يذهب للمشاركة لإيقاف الحرب.