تهكير هاتف “كيكل”.. فضائح العملاء
تقرير : أشرف إبراهيم
كشفت عملية التهكير التي قام بها شباب لهاتف المدعو أبو عاقلة كيكل قائد التمرد بولاية الجزيرة، عن فضائح طالت كثيرين من الرجال والنساء المتعاونين مع مليشيا الدعم السريع المتمردة وعرتهم أمام الرأي العام، وقد حملت التسريبات من المراسلات التي تمت بينهم وكيكل عن تفاصيل تبين مدى دناءة من يمد يده للمليشيا، بعضهم يطالبه بإرسال أموال وآخرين يناشدونه بإخراج سياراتهم وبعضهم يعرض عليه المشاركة في إعداد الخلايا النائمة الداعمة للتمرد في المدن الآمنة، واخرين يقدمون له الخدمات والمساعدة في استخراج الأوراق الثبوتية لأسرته، وقد شرعت السلطات في ملاحقة كل من ظهر اسمه ورقم هاتفه في تسرييات هاتف كيكل.
القبض على الخونة
في الولاية الشمالية تمكنت قوة مشتركة تضم الخلية الأمنية بمحلية البرقيق وقوات الاحتياط بالمحلية من القاء القبض على المتهمين المتعاونين مع المليشيا التمردة وعلى رأسهم سعيد سليمان عمراب البالغ من العمر (49) عاماً والذي ينتمي لاحدى قرى وحدة كرمة حيث تم القبض عليه بجزيرة بدين، وذلك بعد رحلة بحث امتدت لعدة أيام هذا وتعود أسباب الإتهام بعد رصد مراسلات واتصالات تمت مابين المتهم والمتمرد بالدعم السريع أبو عاقلة كيكل حيث كشف التواصل ان المتمرد طالب المتهم بضرورة التنسيق لعمل المليشيا بالشمالية وذلك من خلال تنشيط المكتب السياسي حسب ما ورد في المراسلات المرفقة متخذين من العمل الإنساني والتطوعي والإجتماعي ذريعة لتمرير مخططاتهم، وأكدت المراسلات العمل في سرية تامة كما وردت من المتهم بعض الإقتراحات التي تشير إلى ضرورة عمل خلايا نائمة لانجاز المخطط.
إقرار بالإتهامات
وقد أخضعت السلطات المتهم سعيد سليمان للتحقيقات و سجل المتهم اعترافات واضحة أمام الجهات المختصة وأقر بكل ما ورد في المراسلات مؤكداً أن تواصله مع المترد كيكل جاء من واقع معرفته وتواصله الشخصي معه.
توقيف متهمين آخرين
وكانت الخلية الأمنية بالشمالية وبالتنسيق مع قوات الاحتياط تمكنت خلال الأيام الماضية من القبض علي عدد من المتعاونين مع المليشيا المتمردة منهم المتهم “محمد طاهر”قدم من الخرطوم وهو العقد الثالث وهو ينتمي الى إحدى قري وحدة كرمة كان يعمل في مجال صيانة أجهزة “الاستارلينك” وبيع الاجهزة الكهربائية وتغيير شفرات الاتصالات كما كان يساعد في توفير الإحتياجات اليومية للمتمردين الى جانب تجارة المخدرات والمسروقات والأجهزة الالكترونية وتسهيل خروج العربات من الخرطوم ووسيط للسلع الإستراتيجية، وقد أقر المتهم بما ذكر وهو قيد المحاكمة .
والقت الخلية القبض على المتهم أيمن محمد سعد الدين قدم من الخرطوم يقطن في إحدى قرى كرمة وهو من المتعاونين مع المليشيا المتمردة وقد ساعد المتمردين في اقتحام المناول وإغتصاب النساء وتوفير الاحتياجات اليومية مستخدماً وسيلة حركة “ركشة” تسهيلا لمهمته وهو قيد المحاكمة.
سقوط ووصمة
ويقول الخبير العسكري اللواء معاش عبد الحليم محجوب في تعليقه ل(الكرامة)، إن الخلايا النائمة من المواطنين المتعاونين مع المليشيا تسببت في خلخلة النسيج الأمني والإجتماعي في المدن التي دنستها المليشيا، وأكد محجوب إن ضرر هؤلاء أكبر من واقع ارشادهم على منازل المواطنين والضباط وشاغلي الوظائف العامة إضافة لكشفهم عن تواجد القوات العسكرية ولفت إلى أنهم تسببوا في الإضرار بالجيش والمواطن وسير المعركة وقال إن البعض القت السلطات القبض عليهم وآخرين لايزالون طلقاء أو في حماية المليشيا في المناطق التي تتواجد بها لافتاً إلى انهم سيلاحقون بسيف العدالة طال الزمن أم قصر فضلاً عن وصمة العار والخيانة التي ستلازمهم وأسرهم لما أغترفوا من جرم في حق الجميع، وأكد انهم كانوا السبب في سقوط بعض المدن بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، ونبه محجوب المواطنين في كل المدن والقرى لضرورة استشعار خطر وجود هؤلاء ورفع الحس الأمني والكشف عن أي تحركات أو شخصيات مشبوهة بالإبلاغ عنهم فوراً للسلطات الأمنية لتتم محاكمتهم وتفادي خطر وجودهم وسط المجتمع.
قوائم الخيانة
وكانت وسائل التواصل الإجتماعي تداولت على نحو واسع منذ اندلاع حرب المليشيا في الخامس عشر من أبريل والى اليوم الكثير من قوائمت الخيانة من الخلايا المتعاونة مع مليشيا التمرد بداية من ولاية الخرطوم ومدنها والى ولايتي الجزيرة والنيل الأبيض، وأخيراً في مدن ولاية سنار التي استباحتها المليشيا سنجة والدندر والسوكي قوائم طويلة حوت مئات الأسماء رصدتهم السلطات وكثير منهم تم رصدهم من المواطنين المتضررين من أفعالهم وتعاونهم مع التمرد.
ملاحقات قانونية
وأكد الخبير القانوني الوليد صديق المحامي في تعليقه ل(الكرامة) ، إن جريمة التعاون مع التمرد لن تسقط حتى لو توقفت الحرب اليوم، مشيراً إلى أنه ستتم الملاحقات القانونية في الحق الخاص والعام تجاه كل من تعاون مع التمرد وأجرم في حق الشعب السوداني والمؤسسات العامة وسينالون العقاب الرادع والحاسم وقال إن من حق المواطنين التبليغ والشروع في إجراءات قانونية في كل من تسبب في تشريدهم وقتلهم ونهبهم بالتعاون مع المليشيا المتمردة.