القيادي بالحزب الاتحادي السماني الوسيلة في حوار مع ( الكرامة)

حوار_ محمد جمال قندول

قال رئيس المكتب السياسي المكلف للحزب الاتحادي الديمقراطي السماني الوسيلة، إنّ الإدارة الأمريكية الحالية تحاول أن تحقق نصرًا سياسيًا بالدعوة الموجهة لعقد “لقاء جنيف”.

الوسيلة جلس لـ”الكرامة” في حوار، وكان الطواف على قضايا الراهن السياسي حاضرًا، فيما كانت إفاداته موضوعيةً خول مختلف القضايا، فإلى مضابط الحوار.

ما تعليقك على ملف مفاوضات جنيف؟ وهل تتوقع أن تشارك القوات المسلحة؟

انعكاسات الأوضاع الداخلية في أمريكا ودول الجوار ألقت بظلالها على المشهد في السودان. الإدارة الأمريكية الحالية تحاول أن تحقق نصرًا سياسيًا بالدعوة الموجهة لعقد اللقاء في جنيف.

دول الجوار مثقلة بإشكالات أمنية وتخشى من نتائج “الحسابات الخاسرة” التي أدت إلى وقوفها مع قوات التمرد، وفي نفس الوقت تحاول أن يكون “الدعم” جزءًا من الحراك السياسي مستقبلًا.

الفرصة أمام الحكومة الحالية أن تتمسك بموقفها الثابت والمعلن بإنفاذ مخرجات جدة فقط، خاصةً وهو مسنود بسند شعبي كبير.

هنالك أنباء عن إحياء منبر جدة؟

يظل منبر جدة هو الأفضل بلا إضافات من أي نوع، دولًا أو بنود.

ما هي السيناريوهات المرتقبة في الفترة المقبلة؟

الفرصة أمام قيادة البلاد أن تراهن على الموقف الشعبي العارم والذي يفصل ما بين الموقف قبل وبعد الحرب، لأنّ هناك أسئلةً حائرة كثيرة: هل إقالة عزت وتعيين حسبو طبيعي؟ مع الأخذ في الاعتبار الدعوات المتكررة أخيرًا من قياداتٍ إسلامية للحوار.

الوساطة المفاجئة بين السودان والإمارات، هل هي اعتراف بالخطأ وفي نفس الوقت لقطع الطريق لتحول ما في المشهد، خاصةً إذا أخدنا في الاعتبار انسحاب بعض الوحدات من الجيش من بعض المدن؟ إلخ إلخ…

تجربة التحالفات أثبتت فشلها منذ زمن بعيد في السودان، واليوم يتكرر ذات الأمر “تحالفات وائتلافات” كثيرة ولكن المحصلة غير مرضية ألا توافقني؟

الأزمة في القوى السياسية التي أصبح همها نصيبها من قسمة السلطة والثروة قبل التفكير في وضع أُسس لتولي السلطة وإحداث الاستقرار الذي يُمكن من تحويل ثرواتنا الطبيعية المجهولة إلى ثرواتٍ طبيعية تجيب وتزيل كل المظالم. إذن، نجد التنافس الحاد في داخل الكتل وفيما بينها.

الحل في أن يدعو رئيس مجلس السيادة كل الكتل ويقترح عليها حكومة بمهام محددة لتحقيق الأمن، وإكمال ملف السلام، والمعالجة الاقتصادية في خطط قصيرة المدى، وسياسة خارجية واضحة المعالم بلا تردد تراعي المصالح العليا للبلاد، وعقد مؤتمر دستوري يشارك فيه الجميع، ووضع خطة للإعمار والتعويضات وحصر حجم الدمار من أجل السعي للتعويضات.

كيف تقيم الأوضاع على ضوء التطورات السياسية الأخيرة؟

بعد مرور أكثر من عام اتضح أنّ الجيش السوداني رغم ما تعرض له من بعض الخسارات في عدد من المعارك، إلا أنّه ثبت أنّه لا يمكن تجاوزه أو هزيمته. أضف إلى ذلك تعقيدات المشهد السياسي في العالم ككل، والفشل الواضح لحسم مناطق ملتهبة، “البحر الأحمر”.. تطور كبير في مشروع السلاح النووي الإيراني.. أوكرانيا.. غزة.. الأزمة الاقتصادية مما ألقى بظلال على تغيرات كبيرة في نتائج الانتخابات في فرنسا وإنجلترا والانتخابات الأمريكية المقبلة.. الأزمة السياسية في كينيا.. إثيوبيا.. تشاد وإفريقيا الوسطى.. دول غرب إفريقيا.. كل ذلك أدى إلى مخاوف وإعادة حساب كثير من دول الجوار القريب والبعيد.

القوى السياسية شاركت في مؤتمري “القاهرة وأديس” ولازالت الفجوة بعيدة؟

القوى السياسية إن لم ترتفع لمستوى المسؤولية الوطنية لوضع حد لهذه الخلافات، لن يكون الحل في يد الخارج، بل سيسعى الخارج لتشجيع القيادة الحالية أو على الأقل، الصمت عن أي خطوات تتخذها القيادة الحالية لتشكيل حكومة تدير الأمر.

“الأوضاع الاقتصادية” هل بالإمكان أن تجعل البرهان يتجاوز المكونات السياسية ويشكل حكومة؟

“الاقتصاد والملف الأمني” هما من أهم الأسباب التي ستشجع البرهان على تجاوز قوى لا تدرك مدى تأثير عدم توافقها لتكون مساعدًا للقوات المسلحة لعبور هذه المرحلة الأخطر في تاريخ السودان.

كيف تقيم مجريات الحرب بعد عام وثلاثة أشهر؟

الحرب، واضح أنّ القوات المسلحة سجلت معجزةً حتى الآن، وهي تواجه “تكتيك جديد”، وقوى بشرية تفوق عدة مراتٍ قدرتها البشرية وإمكانياتها الفنية والتسليح والدعم اللوجستي المستمر عبر عدة منافذ حدودية. أما بالنسبة لميليشيا “الدعم السريع” فقد تحولت الحرب ووجهت نحو الشعب وموثقة أولًا بأفراده ووسائل الإعلام الدولية، مما سيصعب مهمتهم بعد الانتشار الكبير في عدة مناطق مفتوحة، ودخول فصل الخريف سيكون عاملًا في الحد من حركتهم، إضافةً إلى المناشدات الدولية للدول التي تقدم الدعم وتسهل مروره بالكف عن ذلك.

السودانيون أصابتهم خيبة أمل كبيرة في القوى والأحزاب، هل من خطط لكم لاستعادة ثقة الشعب؟

المشهد بعد الحرب إذا لم يتغير كليةً شكلًا، ومضمونًا، ومحتوى، وكيفية ورؤى تعيد الأمل، ستغيب عن الساحة لافتاتٍ كثيرة مهما كان تاريخها أو عمرها.

“تنسيقية تقدم”، ما تعليقك على غيابها من مؤتمر أديس؟

سوء تقدير.. كان عليها الحضور وتقدم رؤاها في المؤتمر.. وقطعًا ما حدث من اعتراض عليهم في لقاء القاهرة كان سيكون أقل حدةً وتعبيرًا، وبذلك تخطو القوى مجتمعة خطوةً إيجابيةً لأنّ أي اتفاق سياسي إذا لم تلتزم فيه الأطراف بما تم الاتفاق عليه، فللطرف الآخر الحق بأن يوضح ذلك علنًا ولن تلزمه أي قوى بأن يقبل ما لم يتم التوافق عليه.