اللواء ربيع.. من متحرك تحرير الجزيرة إلى متحرك إسقاط سنار.. !
# حدثته عن ما ورد في الأثر الاسلامي وعما دُرج على روايته عن الخلفاء الراشدين وصحابة رسول الله، المصطفى عليه الصلاة والسلام ومنهجهم في الحكم وإدارة الدولة بحكمتهم ثم تأتي اقوال العلماء والتابعين وتابعي التابعين، حيث هناك ما يحض على الإسناد الصحيح وإقامة الحجة، ومن تلك السير والعبر ما يطابق بعض جوانب واقعنا الكئيب الذي لن نقف أمامه مطبقي الأيدي وأن حار حائر فينا سنكتفي بأضعف الايمان، ونحمد الله ان لنا قلوب تحس بما يحسه الشعب السوداني وتتقطع ألما وتتمزق لما يبث من مشاهد تبعث الاسى وتحرك الصخر.. ولكن ما بال اولئك الصم الذين يمارسون ركوب الرأس في مسائل حتمية ومصيرية هم أول من توصل إليها وعرف حجم كلفتها وانه اذا استمر الحال مع توالى سقوط المدن سينشأ ذلك الشرخ الذي نخشاه وستصبح مرويات (جيش واحد شعب واحد) مجرد شعارات في كتب الذكريات وحكايات الذي كان.
# منذ فترة توصلت القيادة العليا إلى وجود خلل كبير في قيادة متحرك سنار، يبدأ هذا الخلل بالمماطلة في الهجوم على المليشيا التي كان وجودها محصورا في قرى السكر وغرب سنار، وينتهي بالمطالب التعجيزية، راجعوا حديث نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار، وحجم الاستياء الذي كان يخاطب به المتحرك قبل سقوط جبل موية وسنجة والدالي وكركوج والدندر والسوكي، حيث لم يعد لسلطان الوالي توفيق محمد علي، سوى محليتي سنار وشرقها وهما تحت الحصار ومرمى النيران من شوية ملاقيط أن كنا نعرف لهم قيمة أو قدرات، لقبلنا باستفزازهم وسطوتهم فينا، مقابل انسحابات الجيش غير المبررة من فرقة إلى حامية إلى مدينة وسي ربيع متمترس في قيادة الدفاع الجوي سنار وكأن أمر السقوط لا يعنيه.
# منذ فترة أدركت القيادة العليا حجم الخطر الذي يشكله وجود قائد متحرك النيل الازرق لتحرير الجزيرة، اللواء ربيع في سنار، فقد طاب له المقام وفشل تماما في الحفاظ على الأرض والدفاع عنها، ولا نستبعد أن يكون هو النسخة المطورة من اللواء احمد الطيب الذي سلم عاصمة الجزيرة مدني في ساعتي زمان، بينما يتلذذ ربيع بسقوط سنار بطريقة الموت البطئ قطعة قطعة، منطقة ثم فرقة ثم عاصمة الولاية ومحلياتها المترامية.
# يا سعادة القائد العام، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، أن عملية ركوب الرأس في هذه المسائل لا تجدي وكفانا مجاملات على حساب أرواح المواطنين العزل الذين فقدوا كل شيء ومازالت آصراتهم مع القوات المسلحة ممتدة وموصولة ببقايا عشم أن يستعدل الحال إلى الأحسن ويبدأ الجيش الهجوم، فقد أكد شهود عيان تحركوا بالامس من محطة سنار وصولا إلى المحور الشرقي، بأن اعداد الجيش هناك وتجهيزاته تكفي لتحرير كل السودان ومسح هؤلاء الاوباش نهائيا من الخريطة، ولكن اللواء الربيع فقد كل الأسباب التي تبقيه قائدا وتغييره واجب ينبغي أن تستمده من قصص السلف ودونك قصة عزل أمير المؤمين عمر بن الخطاب لخالد بن الوليد عن قيادة الجيش وولى مكانه أبا عبيدة عامر بن الجراح وكان ذلك في وسط معركة اليرموك ومع أن خالدا قائد لم يهزم في أي معركة، وكذلك الروم كانو يخشونه أكثر من غيره ، فما هي الحكمة من هذا العزل في هذا الوقت بالذات؟ فقد بين أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه السبب الذي جعله يعزل خالد بن الوليد رضي الله عنه عن قيادة الجيش وقال ما عزلته عن خيانة، ولكن خشيت أن يقال: إنه صانع النصر. أو خشية أن يفتن الناس به. وسبب ذلك أن خالداً رضي الله عنه لم يهزم في أي معركة خاضها لا في جاهلية ولا في إسلام. ثم إن عمر رضي الله عنه ولى أبا عبيدة رضي الله عنه القيادة، وهو أمين هذه الأمة وشجاعته ومكانته معروفة، وهو أقدم إسلاماً من خالد وأقدم هجرة منه، ولم يخيب الله فراسة عمر فيه، فقد كان عمر رضي الله عنه موفقاً في اختياره له، اضافة إلى هذا أن خالداً رضي الله عنه ظل يزاول ما كان يزاوله، ولكن تحت قيادة أبي عبيدة، وقد كان أبو عبيدة يعرف له مكانه، ويستعين برأيه، ويوليه من المهام ما يرى أنه أولى به.
# يا سيدي القائد العام حدث هذا لخالد بن الوليد الذي لم يهزم في أي معركة، فما بالك باللواء ربيع عبد الله آدم عبد الله الذي خسر كل معاركه في محور سنار ولم يكسب اي خطوة إلى الأمام وهو الذي تم تعيينه لتحرير الجزيرة لا إسقاط سنار.. ارحمنا منه يرحمك الله.