الخلافات القبلية تعصف بالمليشيا

تقرير : ضياء الدين سليمان

تطورت الأحداث بشكل متسارع داخل اروقة الدعم السريع على وقع خلافات حادة تعيشها عناصر ومجموعات مكونة للمليشيا الأمر الذي قاد في بعض المناطق الي اشتباكات اودت بحياة العشرات منهم عطفاً على التراشق الإعلامي بين المجموعات المختلفة بينما اتخذت مجموعات أخرى خيار الانسحاب من جبهات القتال.
ولم تخلُ الأسباب التي قادت الي الخلافات من عنصرية بغيضة ضربت اوصال القبائل المكونة للدعم السريع على غرار ما حدث بين السلامات والبني هلبة من جانب والسلامات والهبانية من جانب اخر وصراعات الرزيقات والمسيرية التي تتصدر روليت الصراع هذه الأيام.
وتلقّت ميليشيا الدعم السريع خلال الفترة الماضية هزائم قاسية في مناطق متفرقة من البلاد في سنار والفاشر والجزيرة وام درمان فقدتْ على اثرها أكثر من 100 قائد ميداني ابرزهم العميد البيشي واللواء على دريبات الأمر الذي جعل المليشيا تقف على حافة الانهيار بسبب الخلافات بين عناصرها حول خلافة القادة الذين لقوا حتفهم او بسبب رغبة البعض منهم الانسحاب من جبهات القتال في محاولة منها لإيجاد مخرج من محرقة قوات الجيش.

جلحة وعمران

أبرز خلافات المليشيا والتي تتصدر المشهد الان هو الخلاف الذي حدث بين مستشار الدعم السريع (عمران) والقائد الميداني (جلحة) والذي تعود تفاصيله الي حديث عمران في قناة الحدث رداً على سؤال المذيعة بعد ان استدلت في حديثها عن استجلاب المليشيا لمرتزقة من دول أفريقية عديدة للقتال معها بفيديو للقائد الميداني جلحة إلا أن عمران انكر ذلك مشيراً الي أن جلحة ليس قائداً بل هو جندياً فقط وليس له أي سلطات قرار داخل الدعم السريع الأمر الذي أثار حفيظة جلحة وانصاره وبدأوا في الرد على حديث عمران الي أن تتطور الأمر الي خلافات قبلية يعتقد فيها أنصار جلحة أن ما حدث لقائدهم هو استهداف لقبيلة المسيرية احدي القبائل المكونة للدعم السريع وأنهم قدموا تضحيات عظيمة في سبيل قضية الدعم السريع بينما انبرى تياراً اخراً للدفاع عن عمران ومؤكدين على حديثه.
الرزيقات والمسيرية
تخطى الخلاف بين عمران وجلحة حاجز التراشق الإعلامي بين أنصار الاثنين الي صراعات قبلية طاحنة وصلت لحد الاشتباكات في بعض المناطق بعد ان هدد جلحة عبر مقطع فيديو بالانسحاب من الدعم السريع وتكوين مليشيا أخرى باسم التدخل السريع وهو ما بدأ تنفيذه فعلياً بانسحاب القوات التابعة لجلحة من مناطق متفرقة في سنار والجزيرة والخرطوم وحدوث اشتباكات بين الرزيقات والمسيرية في منطقة المثلث بجبل أولياء والاشتباك في الحصاحيصا عطفاً على اشتباك اخر خفيف نوعاً ما في جبل موية وشرق النيل في محطة 13الجريف

خلافة البيشي

تصاعدت حدة الخلافات والاشتباكات وسط مليشيا الدعم السريع، علي خلفية مقتل المتمرد البيشي، والخسائر اليومية التي تتكبدها في جميع محاور القتال، ففي الوقت الذي سب فيه قائد المليشيا المنتمي الي قبيلة الرفاعيين محمد الرفاعي، المتمردين القائد قجة، وقائد المليشيا في إقليم النيل الازرق الملك شوتال، بألفاظ عنصرية.
وب(حسب قروبات أبناء رفاعة) فإن المليشي الرفاعي، يري أن الثنائي قجة، وشوتال، غير مؤهلين لخلافة البيشي لجهة ضعف قدراتهم القتالية.

وقالت مصادر في إقليم النيل الازرق أن اللواء عبيد ابوشوتال، ومجموعة من أبناء الإقليم، رفضوا تعيين شقيق المقدم عبد الرحمن البيشي، الرقيب حميدة البيشي، قائداً للمليشيا بولاية النيل الأزرق وهددوا بالانشقاق ومخالفة التعليمات.
وكان أبو شوتال، قال في وقت سابق إن اقليم النيل الأزرق هو المحطة القادمة لتحركاتهم العسكرية. وجدد تحذيره لمواطني النيل الأزرق بالابتعاد من المناطق العسكرية، ودعا الحكماء ورجال الإدارة الأهلية بإدارة حوار مع العسكريين في الفرقة الرابعة تجنباً لما سماه ب “إفرازات الحرب على المواطنين” مشيراً لاكتظاظ النيل الأزرق بالنازحين

تمييز عنصري

كشفت مصادر عليمة بأن خلافات نشبت بين عناصر من الدعم السريع المتمردة وقائد ميداني بسبب توزيع ما اسموها بغنائم الحرب وأدى الخلاف الى تصفية بعض العناصر.
وقالت المصادر أن مليشيا الدعم السريع المتمردة قامت بتصفية عدد ( 26) من عناصرها بولاية الجزيرة تحت دعاوي محاربة الظواهر السالبة.
وأضافت المصادر بأن العناصر التي تمت تصفيتها تنتمي جميعها لقبيلة الفلاتة بعد اتهامها للقائد الميداني بمحاباة ابناء قبيلته ( الرزيقات) ما يرجح ان الحادثة دوافعها خلافات قبلية.
ومن جهتها قالت قيادات من أبناء الفلاتة بجنوب دارفور أن أكثر من 300 من عناصر المليشيا غادرت مواقعها في الجزيرة والضعين عائدة الي تلس بسبب ما تعرضوا له من اضطهاد وتقتيل من قبل زملائهم بالمليشيا المتمردة.
فيما وقعت خلافات حادة بين قيادات قوات التمرد بولايتي جنوب وشرق دارفور ، حول عزل المتمرد النذير مستشار قائد التمرد بولاية جنوب دارفور بحجة أنه يمارس تمييز عنصري بين القوات بصرف مبالغ مالية للمجموعة الخاصة بابناء قبيلته، مما أدى إلى إنسحاب خمس عربات قتالية إلى جهه غير معلومة، وقد غادر المستشار النذير ومجموعته إلى منطقة أم دافوق

وقال شهود العيان إن الخلافات تعود يعود للتمييز القبلي الذي تمارسه قيادات المليشيا الي ان وصل الامر الي الاشتباك الذى اودى بحياة المقدم حسن اخيدر ومعه ( 18 ) من أبناء عمومته والذين ينتمون لقبيلة الحمر.
وأشار المصدر الي أن هذه الحادثة خلفت ردود أفعال غاضبة وسط اهل وعشيرة العناصر المقتولة

إستسلام

اقدم عناصر من المليشيا على تسليم أنفسهم لقيادة القوات المسلحة في عدد من المناطق بعد الهزائم المتلاحقة للمليشيا وعلى خلفية الخلافات الداخلية الا ان هنالك مجهودات جبارة قامت بها بعض قيادات من الإدارة الأهلية وزعماء القبائل والعشائر حيث أسفرت هذه المجهودات، عن إعلان زعماء القبائل والعشائر غسل أياديهم من هذه الميليشيا المتمردة،
وكانت موجة من الخلافات ضربت ميليشيا الدعم السريع ،مما أدى إلى استسلام بعض منسوبيها واعتزام البعض الآخر ( بينهم قيادات عليا ) الانسحاب من ساحة المعركة، وبحسب مصادر كشفوا عن تبادل لإطلاق النار داخل منظومة الميليشيا المتمردة ما بين أفرادها حدث في شرق النيل مما أوقع ضحايا بين الطرفين بسبب هذه الخلافات.

اقرأ أيضا