بعد 8 سنوات من الإنقطاع.. سفير إيران فى بورتسودان

تقرير : رحمة عبدالمنعم

عادت العلاقات الدبلوماسية بين السودان وإيران بعد (8) سنوات من القطيعة حيث تسلم رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان الأحد أوراق اعتماد السفير الايراني حسن شاه الحسيني وسط توقعات بتبادل الزيارات على المستوى الرئاسي ، وأفاد مجلس السيادة في بيان، أن “رئيس المجلس البرهان تسلم اليوم أوراق اعتماد سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى السودان، حسن شاه حسيني، سفيرًا ومفوضًا فوق العادة لبلاده في السودان.
إعتماد السفير
وتسلم رئيس مجلس السيادة الإنتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاحالبرهان أوراق إعتماد سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى السودان،حسن شاه حسيني ، سفيراً ومفوضاً فوق العادة لبلاده لدى السودان ، وذلك بحضور الأمين العام لمجلس السيادة الفريق ركن محمد الغالي علي يوسف ووكيل وزارة الخارجية السفير حسين الأمين.
وقال وكيل الخارجية في تصريح صحفي أن السفير الإيراني قدم امس أوراق اعتماده لرئيس مجلس السيادة مبيناً أن رئيس المجلس السيادي الذى رحب بالسفير الجديد للجمهورية الإسلامية الإيرانية ، مؤكداً متانة العلاقات بين السودان وإيران وقال أن تقديم السفير لأوراق آعتماده تعد إيذاناً ببدء مرحلة جديدة فيمسيرة العلاقات الثنائية بين البلدين.
من جانبه قال السفير الإيراني ان تقديم أوراق إعتماده يأتي في إطار التوافق المشترك بين البلدين بشأن تبادل السفراء وترقية العلاقات الثنائية معرباً عن شكره وتقديره لرئيس مجلس السيادة على قبوله لأوراق إعتماده مؤكدا أنه سيبذل قصارى جهده من أجل تعزيز علاقات التعاون بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والسودان ، مبيناً أن بلاده تدعم السيادة الوطنية ووحدة وسلامة الأراضي السودانية

تسريع العلاقات
ويأتي تبادل السفراء بين البلدين بعد شهرين على زيارة وزير الخارجية حسين عوض إلى ايران حيث أجرى “حوارًا صريحًا وشفافًا ومفيدًا” مع القائم بأعمال وزير الخارجية الإيراني على باقري ،ناقش فيه الطرفين استعجال إكمال فتح سفارتي البلدين ،وذلك بعد استنئاف العلاقات الدبلوماسية بينهما موخراً .
وقالت وزارة الخارجية في بيان لها أن الطرفين تناولا خلال اللقاء «سبل انطلاق التعاون بين البلدين بقوة في شتى المجالات».
وأضاف البيان : «جرى الاتفاق على استعجال إكمال فتح سفارتي البلدين بقيادة سفيري كل منهما لدى الآخر للمساهمة في دفع العلاقات بين البلدين بوتيرة سريعة إلى أعلى المستويات».
وكان السودان قد أعلن في أكتوبر الماضي الاتفاق على استئناف العلاقات الدبلوماسية مع إيران بعد عدد من الاتصالات رفيعة المستوى بين البلدين، واتخاذ الإجراءات اللازمة لفتح سفارتيهما، وتبادل الوفود الرسمية لبحث تطوير التعاون بينهما.ا
ويتوقع أنّ تكون الخطوة المقبلة في تطبيع العلاقات بين البلدين هي تبادل الزيارات على مستوى رئاسي
و قطعت الخرطوم علاقاتها مع طهران في يناير 2016، أثناء فترة حكم الرئيس السابق عمر البشير،، ردا على اقتحام محتجين سفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد شرق إيران حينها، وذلك بعد تنفيذ حكم الإعدام بحق رجل الدين الشيعي السعودي نمر النمر، مع مجموعة مدانين آخرين، بتهمة الإرهاب.
لكنّ البلدين اتّفقا على استئناف العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح سفارتيهما بعد قطيعة أنهاها اتفاق مفاجئ تمّ التوصّل إليه قبل أشهر.
دعم بالأسلحة
ويري محللون سياسيون إن السودان عنصر مهم في محور السياسة الخارجية الإيراني وان إيران تطمح للتأثير في أفريقيا، لا سيما أن السودان لديه إطلاله على البحر الأحمر، وهذه الإطلالة ستعزز نفوذ إيران في المنطقة ،كما انها ستدعم ستزود الجيش السوداني بالأسلحة
وفي يناير الماضي، وذكرت وكالة “بلومبيرغ” الأميركية نقلا عن 3 مسؤولين غربيين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، أن “السودان تلقى شحنات من طائرة (مهاجر 6)، وهي طائرة بدون طيار ذات محرك واحد تم تصنيعها في إيران، بواسطة شركة القدس للصناعات الجوية، وتحمل ذخائر موجهة بدقة”.
وقال مدير مشروع القرن الإفريقي في مجموعة الأزمات الدولية، آلان بوسويل، إن توفير إيران طائرات بدون طيار وغيرها من الدعم المادي للجيش السوداني “أمر مقبول على نطاق واسع في المجتمع الدبلوماسي”.
وأضاف في تصريحات لوكالة “بلومبيرغ”، أن “استعادة حليف في السودان، خاصة على طول البحر الأحمر، سيكون بمثابة فوز كبير لإيران، لكنه سيثير قلق القوى الإقليمية والغربية الأخرى
وبحسب “بلومبيرغ”، فإن تسليح السودان عسكريا من شأنه أن يعزز النفوذ العسكري لطهران في الشرق الأوسط، حيث تدعم بالفعل جماعات مسلحة، من حماس في غزة إلى حزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن، بالإضافة إلى برنامجها المتنامي للطائرات بدون طيار”.
عودة مطلوبة
وكتب الصحفي عبد الماجد عبد الحميد على صفحته بموقع “الفيسبوك “مرحباً بسفير دولة إيران ‘عودة مطلوبة ومباركة لعلاقات الخرطوم بطهران وان خسر السودان كثيراً بالقرار الأهوج والمتسرع لقطع العلاقات السودانية الإيرانية، القرار الذي كانت طريقة اتخاذه دليلاً دامغاً علي بؤس سنوات الإنقاذ في أيامها الأخيرة حيث ذهبنا بجيشنا إلي المشاركة في عاصفة الحزم بلا ضمانات.
وأضاف : كانت النتيجة مانعايشه الآن من آثار تلك العاصفة علي أمننا القومي وعلاقاتنا التاريخية بالشعب اليمني الشقيق الذي كنا نبعث إليه الأساتذة والمعلمين والمربين لنشر العلم والتربية وكريم الأخلاق وعُدنا إلي هذا الشعب الصابر في عاصفة لنرسل السلاح والذخيرة ونشارك في حربٍ لا ناقة لنا فيها ولا جمل
وتابع :مرحباً بسفير دولة إيران التي لم تخسر شيئاً أثناء سنوات قطع العلاقات ولم تصدر عن قيادتها الرشيدة كلمة واحدة تنتقد فيها تلك الخطوة الغريبة، ومرة اخرى مرحباً بإيران التي عادت إلينا في مرحلة تخلّي عنا فيها من كنا نظن أنهم أقرب إلينا في الهم والغم لكنهم تركونا نواجه مصيرنا وحدنا.
وزاد :نحتاج لإيران لتقف معنا في وجه العاصفة فالمؤامرة واحدة.. والعدو واحد وإن اختلفت أسلحة وأماكن المعركة.

اقرأ أيضا