المليشيا و(تقدم).. مصير مظلم!

الكرامة: هبة محمود

تسارع كبير للأحداث في المشهد السياسي والعسكري، بالسودان، على حد سواء، تشهده الساحة، هذه الأيام، ولعل أبرزها وأكثرها سخونة، هو الاتصال الهاتفي الذي أجراه رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مع رئيس مجلس السيادة الإنتقالي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان.
تحول غير متوقع في المواقف، جعل الجميع يرفع حاجب الدهشة ليل أمس الأول “الخميس”، في وقت بلغت فيه العلاقة بين السودان والامارات سدرة منتهاها من الخلافات بسبب دعم مليشيا الجنجويد.

وفي ظل هذا التحول والتطور الذي عده كثير من المراقبين امر “إيجابي”، ومع إتساع حلقة الإستفهامات، و جدلية من الذي بادر بالاتصال، و غيرها من التكنهات الكثيرة وتداعيات ردود الافعال التي صاحبت الاتصال، يظل السؤال الاكثر الحاحا، وهو تأثير هذه الخطوة على المليشيا في الميدان، وجناحها السياسي، سيما عقب اشتراط البرهان للامارات وقف الدعم للمليشيا؟!

نظرية الممكن والمستحيل

في عوالم السياسة كل ما هو ممكن و مستحيل، فهو متوقع وآت” .. هكذا تعمل تلك النظرية على حلحلة اي طلاسم تجاه تغيير المواقف او السياسيات، وهو ما تشهده الساحة السياسية السودانية هذه الأيام بدأت الاسبوع الماضي من خلال زيارة لنائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي، ومن بعدها زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد.

تطور وفق متابعين غير متوقع، سيما في ظل تمسك القيادة العسكرية بمواقفها حيال مسألة الحسم العسكري للمعركة، ومواصلة الإمارات دعم المليشيا، ولعل أكثر الأشياء التي استبعدت حدوث تلك التطورات، هو الاتهام الواضح والصريح المدعم بالأدلة و البراهين للامارات في مجلس الأمن.

وفيما كانت التوقعات تمضي في اتجاه تصعيد التوترات واصرار بن زايد في حسم المعركة التي يقودها بالوكالة عسكريا؛ حدثت تلك التغيرات التي عدها مختصون في الشأن السياسي، تراجع الإمارات في مواقفها عقب تأكدها من قوة الجيش السوداني، وفشل المليشيا في تحقيق ما تسعى إليه.

فشل المخطط

وكشف مصدر عسكري ل ” الكرامة” عن توقف دولة الإمارات عن المد العسكري للمليشيا منذ فترة، مؤكدا أن ما تقوم به قوات المليشيا في مختلف المناطق هي محاولات من قبل القوة المتبقية، التي يتم تجميعها كقوات فزع.

وقال المصدر ان اي امداد تمكن الجيش من القضاء عليه، وأن الحرب حُسمت لصالح الجيش والشعب.
وعلى الصعيد السياسي يرى خبراء ان الأزمة داخل الدعم السريع في ظل غياب قيادتها، بجانب الضعف العسكري، وعدم تمكنها من احراز نصر كامل، بدأ اكثر وضوحا من خلال إقالة المستشار السياسي لحميدتي يوسف عزت، الذي قال معلقا على قرار إقالته انه لا يمكن العمل تحت قيادة عبد الرحيم دقلو، ما يشير إلى ضعف وخلافات داخل التنظيم المليشي.
ويذهب متابعون إلى أن تطورات الأحداث والاتصال الذي تم بين البرهان وبن زايد؛ يوكد على فشل الإمارات في مخططها ضد السودان وشعبه بتغيير التركيبة الديمغرافية للبلاد.

حفلة وانتهت
ويعتبر الخبير العسكري اللواء معاش عادل حسن، إن المعركة الميدانية قد حسمت لصالح الجيش، مستشهدا بذلك بزيارة نائب السفير السعودي وأبي أحمد واتصال بن زائد.
ويرى في افادات ل (الكرامة) ان الإمارات لديها مصالح استراتيجية، مؤكدا أن القوة الان في يد الجيش.
وقال: الدعم وقحت انتهوا والحرب انتهت ” دي حفلة وانتهت وبنلمم كراسيها”
وانتقد مراقبون صمت قيادات تقدم دون تعليق على الاتصال، مشيرين إلى أن دورها انتهى في المشهد السياسي وأن لا عودة لها مرة أخرى لحكم الشعب السوداني عقب تاييدها للمليشيا، وتجاوز الإمارات لها.

اختراق

ويرى المحلل السياسي والكاتب الصحفي عمار العركي ان الخطوة التي خطتها الإمارات، خطوة إيجابية، بعد أن ارهقتها هذه الحرب وفقدت الأمل في القوة العسكرية للمليشيا..
ويذهب في افادات ل الكرامة إلى أن الاتصال جاء عقب عدة مناورات سياسية لقوى تقدم، فشلت في احداث تقدم فيها وفشلها ايضا في احداث اختراق.
ويذهب عركي إلى أن كلفة الحرب باهظة على الإمارات سياسيا واخلاقيا وماديا، وبدت محاطة بكم من الخسائر ما جعل محمد بن زايد يسارع لكسر جدارالتعالي بعد أن فقد الأمل في إيجاد حلول عبر المليشيا او التقدم.