“البرهان وبن زايد” ..جبل الثلج يتزحزح: كيف ينظر المحللون للتواصل الاول من نوعه منذ اندلاع الحرب

تقرير : رحمة عبدالمنعم

وصلت قضية السودان ضد دولة الإمارات بخصوص ثبوت دعمها لمليشيات الدعم السريع في الحرب إلى ردهات مجلس الأمن ،وشهدت العلاقة بين البلدين حالة جمود دبلوماسي ، غير ان جبل الثلج بدا فى التزحرح بين بورتسودان وأبوظبي ،فقد تلقى رئيس مجلس السيادة الإنتقالي عبدالفتاح البرهان إتصالاً هاتفيا من رئيس دولة الإمارات المتحدة الشيخ محمد بن زايد ،أكد من خلاله الأخير رغبتهم في المساعدة على وقف الحرب في السودان

تفاصيل الاتصال
وتلقى رئيس مجلس السيادة الإنتقالي القائد العام للجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح، البرهان، يوم الخميس ،اتصالا هاتفيا من رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان،وبحث قادة البلدين خلال الاتصال العلاقات السودانية الإماراتية ،إضافة إلى تطورات الأوضاع على الساحة السودانية وسبل دعم السودان للخروج من الأزمة التي يمر بها
ونقل إعلام المجلس السيادي ،من خلال المكالمة الهاتفية، أوضح الشيخ محمد بن زائد رغبتهم في المساعدة علي وقف الحرب الدائرة في السودان ،حيث أبلغه رئيس مجلس السيادة أن دولة الإمارات متهمة من السودانيين وبأدلة وشواهد كثيرة تثبت دعم الإمارات للمتمردين ، ودعمها لمن يقتل السودانيين ويدمر بلدهم ويشردهم ، وعلى الإمارات التوقف عن ذلك
وحسبما نقلت وكالة أنباء الإمارات، فقد أكد الشيخ محمد بن زايد خلال الاتصال “حرص دولة الإمارات على دعم جميع الحلول والمبادرات الرامية إلى وقف التصعيد وإنهاء الأزمة في السودان الشقيق، بما يسهم في تعزيز استقراره وأمنه، ويحقق تطلعات شعبه إلى التنمية والرخاء”، مشدداً على “ضرورة تغليب صوت الحكمة والحوار السلمي وإعلاء مصالح السودان العليا والحفاظ على أمنه واستقراره” ،كما أعرب رئيس دولة الإمارات عن التزام بلاده “بمواصلة دعمها للجهود الإنسانية لرفع معاناة الشعب السوداني”.
وساطة وترحيب
وكشفت مصادر صحفية أنه تم الاتفاق على إجراء اتصال هاتفي مباشر بين البرهان ومحمد بن زايد، بترتيب إثيوبي، وتحدد الموعد باتفاق الطرفين (الساعة الثانية عشرة ظهراً بتوقيت السودان، الثانية بعد الظهر بتوقيت الإمارات يوم الخميس الموافق 18 يوليو)، وقد كان،وكتب الصحفي مزمل ابوالقاسم على صفحته الرسمية بموقع “الفيسبوك “:”تم الاتصال من الجانب الإماراتي بتنسيق كامل مع الجانب الإثيوبي، وابتدر البرهان المكالمة بمطالبة محمد بن زايد بأن يوسع صدره ويتقبل ما سيقوله على حِدَّته وقسوته، وتحدث معه عن توافر أدلة دامغة وشواهد عديدة تثبت دعم الإمارات للمتمردين في السودان، ومن أبرزها تنقل قائد التمرد (حميدتي) بين الدول بطائرة إماراتية، وتوفير ونقل الأسلحة والعتاد الحربي للمتمردين عبر تشاد ويوغندا، وعلاج جرحى التمرد في الإمارات
وتعد هذه المباحثات الأولى من نوعها بين قادة البلدين منذ اندلاع الحرب في السودان منتصف أبريل 2023.،حيث اتهمت الحكومة السودانية الإمارات بتمويل ميليشيات الدعم السريع ودعمها بالأسلحة والعتاد الحربي عبر تشاد وأفريقيا الوسطى، وتوترت العلاقات بين البلدين جراء هذه الاتهامات التي تصاعدت حدتها مع توجيه القادة العسكريين في السودان نقدًا لاذعًا للقيادة الإماراتية، كما تراشق مندوبا البلدين في الأمم المتحدة خلال جلسة لمجلس الأمن الشهر الماضي في تصعيد غير مسبوق استبقه البلدان بتبادل طرد دبلوماسيين.
من جانبه
ورحب رئيس حزب الأمة مبارك الفاضل بالاتصال الذي تم بين الفريق اول عبدالفتاح البرهان والشيخ محمد بن زايد ،وأضاف في تدوينة عبر منصة أ”كس” : لعله يكون فاتحة خير لإنهاء معاناة شعبنا،الاتصال لم يأتي من فراغ فهناك تحولات إقليمية ودولية كثيرة منها الوضع في البحر الأحمر والقرن الأفريقي فرضت ضرورة إنهاء الصراع في السودان
وتابع :الحرب وصلت نهاياتها بعد ان فشلت أهدافها وتحولت المليشيا الي مجموعات ارهابية تروع وتقتل المواطنين وتدفعهم للنزوح تماما كمسلسل داعش في الموصل

توقيع الاتفاقات
ويقول الكاتب والمحلل السياسي المسلمي الكباشي، إنَّ الاتصال الذي جرى بين رئيس، مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان ورئيس دولة الإمارات بالأمس، جاء نتيجة للهجمة الدبلوماسية التي حدثت الأسبوع الماضي بزيارة نائب وزير الخارجية السعودية، ورئيس الوزراء الإثيوبي للعاصمة السودانية المؤقتة بورتسودان.
وبحسب حديث المسلمي ،تزامناً مع ما جرى مع أبو ظبي بالأمس،تجري عملية أخرى في جوبا يقودها الإثيوبيون والجنوبيون مع وفد من الدعم السريع للوصول إلى تسوية واتفاق ،والانباء عنها أن الأطراف الوسيطة تدرك مأزق الدعم السريع، وتشجعه على المرونة والواقعية لتحقيق الممكن من المكاسب،في ظل توازن قوى يفلت أوراق الضغط من يديه.
ويضيف :والعمليتان تأتيان في سياق كلي في تقديري صنعه الواقع على الأرض، بعد فشل الدعم السريع في السيطرة على الفاشر ،وعملية فشل السيطرة على الفاشر أدت إلى عملية تعويضية هي السيطرة على ولاية سنار، وبالرغم من ظاهر إنتصار الدعم السريع هناك إلا أن العملية كانت مماثلة لفشل الفاشر، وستكتب نهاية الدعم السريع إن تحقق حراك الجيش تجاه علاقاته الخارجية وخاصة مع روسيا وإيران وتركيا، والمؤشرات تشير إلى جدية المضي في ذلك
ويتابع :اللعبة الآن هي لعبة عضِّ أصابع مداها لا يزيد عن شهرين، وشرط كسب الجيش لها هو تعجيل توقيع الاتفاقات الخارجية، خاصة مع روسيا وإدخال نتائجها الميدان، فليتصل البرهان بمن يشاء الآن ، ولكن ليركِّز الفعل في اتجاه ما أعلن عنه بالأمس بنيته بزيارة روسيا. وتوقيع اتفاقات معها ،وإن تمت خطوة تفعيل العلاقات الخارجية الجديدة فسيحيل تحركات الإمارات والسعودية واثيوبيا وج السودان في مصلحة الجيش السوداني، إذ ستكون عامل ضغط على الدعم السريع لاستدراك ما يمكن ادراكه في ظل تبدلات ميدانية متسارعة.
ويمضي الكباشي :بالرغم من نشوة القحاطة أو تقدم في الثوب الجديد بخطوة اتصال البرهان – ابن زايد، فهم أكبر الخاسرين.. ولن يضيف موقفهم عملياً للدعم السريع غير دفع كتلة ركام الميدان، والخاسر فيه الدعم السريع، دفعها لتسوية لن تضيف بواقعيتها إلى الدعم السريع غير الاستعجال في بحث نهاية الحرب ،وشرط كسب الجيش للشوط الأخير ، هو عدم الانجرار لخدعة الهُدن أو الانجرار لتسويف علاقاته الخارجية التي نضجت ثمرتها الآن وحان قطافها

حل سياسي
من جهته ،أوضح المحلل السياسي بكري المدني إن اتصال رئيس دولة الإمارات للبرهان يأتي في إطار البحث عن حل سياسي للحرب في السودان وهو -اي الاتصال -يدخل في باب التفاوض من هذه الناحية خاصة وأن الامارات هي المتهم الأكبر من حكومة البرهان بدعم مليشيا الدعم السريع !!
ولفت المدني إلى ان البرهان لم يرفض مبدأ التفاوض لإنهاء الحرب وقد أوفد مجموعة ممثلة للجيش للقاء مجموعة تمثل المليشيا في جدة وسعى هو نفسه للقاء المتمرد حميدتي في جيبوتي هذا غير رواية المنامة
وأضاف أن في شؤون الحرب والسياسة عرف البرهان بالخطوات الكبيرة وغير المتوقعة غض النظر عن نتائجها وآثارها وللذكر وليس الحصر لقاء نتنياهو ومحاربة اثيوبيا على الفشقة،والمحادثات التي اجراها البرهان مع لرئيس الإماراتي لها ما يبرره رغم إتهام حكومته للإمارات، مشيراً إلى ان التفاوض والحل السياسي للحرب ظل خيارا قائما كما سلفت الوقائع إضافة إلى أن البرهان وحده وأكثر من غيره هو الأدرى بمجريات الحرب وتفاصيلها الخاصة وهو بالتالي صاحب القرار الأخير في تغليب خيار التفاوض على خيار الحرب متى عادت المليشيا لمنبر التفاوض أو قبل المتهم من حكومة البرهان بدعمها بالتواصل من أجل إنهاء الحرب
وذكر المدني ان اتصال بن زايد خطوة كبيرة على أية حال فالمهم إنهاء الحرب بإنهاء الدعم السريع حربا أو تفاوضا أو تواصلا و اتصالا بالإمارات

زيارة روسيا
وكتب الصحفي عبد الماجد عبد الحميد على صفحته بموقع “الفيسبوك “:هنالك أكثر من تحليل وتعليل وتخمين يقفز إلي واجهة حديث مابعد المكالمة الهاتفية ،هل هي أولي ثمرات زيارة رئيس الوزراء الأثيوبي إلي السودان مؤخراً ،أم أن الإتصال وتسريبه يهدف إلي فرملة عجلات وأجنحة طائرة برهان التي ستقلع إلي روسيا خلال الأيام القادمة
ويري عبد الماجد أن البرهان تواصل مع محمد بن زايد من موقع قوة لأن الجيش السودان أفشل المخطط الإماراتي للانقلاب علي السلطة الشرعية في السودان وأن البرهان قرر مواجهة الكفيل بالأدلة الدامغة علي مساندته للتمرد المليشي علي السودان.