(البرهان وبن زايد) … الرصاصة الاخيرة..
من الواضح ان زيارة ابي احمد رئيس الوزراء الاثيوبي لبورتسودان اتت اكلها، الاتصال بين الفريق اول البرهان ومحمد بن زايد بداية ترتيبات تسوية ملف الحرب فى السودان، ابي احمد وصل اليورت مبعوثا من الامارات فالرجل وكيلها فى المنطقة ومبعوثها لتسوية العلاقات مع السودان..
الاتصال الذى ظهر فى الاخبار منقولا عن وكالة الانباء الاماراتية سبقته كثير من الرسائل المتبادلة بطريقة غير مباشرة حتى وصل الطرفان الى مرحلة تبادل الحديث عبر الهاتف لتحقيق هدف واحد وهو الحوار مع الامارات لايقاف دعمها للمليشيا…
مهاتفة البرهان المفاجئة لبن زايد مثلت مفتاحا لباب ظن الجميع انه سيظل مغلقا، وهي خطوة مهمة ومحسوبة تجاسر فيها القائد على كثير من التعقيدات حتى وصل الى هذه الخطوة التى تحظي برعاية دولية ومباركة امريكية، وليست بعيدة كذلك خطوط الاتصال الساخنة بين موسكو وابوظبي.
الخطوة تمثل انتصارا لارادة السودان التى اقنعت الامارات باهمية الجنوح الى السلم بعد ان يئست من المليشيا وطال انتظارها لنصر جنجويدي لم يتحقق ولن، ويبدو ان بن زايد اقتنع اخيرا بانه خسر الاموال والسمعة دون ان تحقق له المليشيا مايريد.، ومن الواضح ان ابوظبي تعرضت لضغوط دولية حاصرتها بوثائق دعمها المشهرة والدامغة للجنجويد..
الاتصال يرفع من اسهم الجيش السوداني بالطبع، لانه يستكمل ثباته الاسطوري باختراق سياسي ودبلوماسي سيضيق الخناق على التمرد بالطبع.
الخطوة ستضع مجموعة تقدم وداعمي المليشيا فى موقف لايحسدون عليه حال حدوث التقارب بين السودان والامارات..
القادم سيضع القيادة السودانية فى اختبار التمسك بالثوابت ، ويختبرها فى اهمية التوصل الى نهاية تحقق مايطلبه الشعب السوداني، وفي مقدمة تطلعاته ان لا تعود المليشيا وداعموها الى المشهد من جديد..
ومهما يكن من امر فما حدث خطوة متقدمة وشجاعة تضاف الى سجل الجيش السوداني وكابينة قيادته، والعبرة بالخواتيم، ولكن القراءات ستحملنا بالتاكيد للحديث عن الطلقة الاخيرة فى ساحة المعركة المجنونة.