عرمان وتقدم

يوسف عبدالمنان

ماكان متوقعا قد حدث وياسر عرمان بكل خبرته السياسية وتجربته النضالية التي نتفق أو نختلف معه هي تجربة طويلة عبر محطات صعبة ولكن ماهو متوقع ان يضيق فستان تقدم أو قحت سابقا بجسد عرمان الثقيل ويحتدم العراك الصامت في جسد التحالف الهش وذلك ماحدث الان وياسر عرمان احد أكابر المعارضين وصناع ومدبري انقلاب حميدتي في الخامس عشر من أبريل العام الماضي يصبح الان في هامش الهامش ويصعد عبدالله حمدوك برافعة دولة الإمارات العربية المتحدة إلى قيادة التحالف رغم أن عرمان أكثر تأهيلا منه وعرمان له افضال كبيرة على حمدوك الذي كان عرمان هو من يأتي به في جوقة المستشارين لرئيس وفد التفاوض من قبل الحركة الشعبية وهو ياسر عرمان نفسه ويجلس حمدوك الساعات الطوال ومعه د.عشاري وبلدو وإبراهيم الشيخ وكمال الجزولي وبركة ساكن وفضيلي جماع ويخرج عرمان من غرف التفاوض ومعه مبارك اردول وبعد أن يبادل عرمان الصحافيين قفشات هنا وابتسامات هناك يطوف حوله المستشارين لتنويرهم عن مسار المفاوضات وحده الإمام الصادق المهدي كان عرمان يذهب إليه في فندق قيون باديس أبابا ويحدثه عن مسار المفاوضات فكيف يصبح اليوم الدكتور حمدوك بشخصيته الباهتة وقدراته المحدودة وتردده وضيق أفقه السياسي قائدا لتحالف المعارضة بينما ياسر عرمان بكل تجاربه الممتدة منذ تسعينات القرن الماضي يجد نفسه بعيدا عن اتخاذ القرار في تقدم وحتى على المستوى الحزبي فعرمان له تنظيم سياسي أو حركة تدعي أنها ديمقراطية ومعه نخب من شباب الحركة الشعبية سابقا ومعه بثينه دينار ممثلة لجبال النوبه ولكن حمدوك بلا رصيد في بنك الجماهير بعد لفظه الحزب الشيوعي ايام كان الحزب يقوده محمد ابراهيم نقد ومنذ تلك الواقعة التي خدمت حمدوك أكثر من ضرره قطع الرجل المسافة بين الاشتراكية والراسمالية وقدم نفسه للغرب كشيوعي سابق مؤمنا بالديموقراطية الاجتماعية ومناهضا لكل ماهو إسلامي فوجدت الإمارات في شخصية حمدوك خير مطية يحقق لها أهدافها في دولة مثل السودان ولكن تحالف تقدم خسر في وجود حمدوك وغياب عرمان الذي لوكانت قيادة تحالف تقدم قدمه للرئاسة لكسب الكثير ولكنها بركات البرهان في رمضان.