ثقافة الجنجويد: سلطان مايرنو

راشد عبد الرحيم
سلطان مايرنو
من يهاجم دولته او اي دولة فإنه يهدف إلي السيطرة والحكم والبقاء في الارض وهذه تتطلب منه نشر الإيجابي من ثقافته ليؤمن بقاءه وإستمراره وقبول الناس له .
إنتشرت في هذه الحرب منتجات ثقافة الجنجويد وقامت علي معاني القسوة والحرب والعداوة والبغضاء من عينة ابلدة وقنقر كي وفلنقايات .
لم ياتوا بكلمات او معاني في التسامح والرحمة والإنسانية .
كثير من المواقع التي هاجموها وعاثوا فيها فسادا كانت مناطق تواد وتراحم ومودة وفيها من الشخصيات الرائدة في مجتمعاتها .
إبان دراستي الجامعية في مصر كنا في إتحاد الطلاب ننظم رحلات عمرة وكان هدفها تربويا ودعما غير مباشر للطلاب .
كانت سلطات المملكة العربية السعودية تتسامح مع المعتمرين في البلاد وتغض الطرف عن وجودهم إلي موسم الحج .
كنت اقود واحدة من هذه الرحلات وعند خروجنا من مكة بعد أداء العمرة توقفنا لشراء طعام وماء لطلاب علي متن إثنين من البصات الكبيرة .
عند تحركنا حضر بعض الرجال السودانيين واوقفوا البصات وقالوا لي ان سلطان مايرنو طلب حضور الطلاب لتناول العشاء فذهبت له وفي ذهني ان عددنا كبير علي دعوة طارئة .
عند دخولي لبيته وجدت شيخا قوي البنية يجلس علي دكة وحوله مريديه نهض مسلما علي وقال في حسم انه لن يسمح لنا بالمغادرة دون عشاء .
انزلت الطلاب ودخلنا لنجد موائد وقد بسطت خلال دقائق وفيها ما لذ وطاب .
تناولنا العشاء وشكرنا السلطان وخرجنا لنجد ان البصات قد حملت بكميات كبيرة من السندوتشات والعصائر والمياه .
عدت للسلطان شاكرا ومودعا فطلب مني ان نات إليه عند عودتنا وان نعود إليه إذا إحتجنا لمساعدة .
كان السلطان ممثلا للقيم السودانية السمحة قيم دولة56 وديمقراطيتها التي تمثلها السلطان وهو يتحفنا بكرمه وهو لا يعلم ولا يهمه من اين نحن ؟ ومن اي القبائل او المجتمعات ؟
كلما سمعت بما يفعله الجنجويد في مناطق مايرنو و ما حولهتا تذكرت السلطان وقيم سوداننا وسماحته التي يسعي جنود الجنجويد وآل دقلو لمحوها وتدميرها .