القوات المشتركة.. (سم الجنجويد )
تقرير : رحمة عبدالمنعم
أثبتت القوات المشتركة لحركات المسلح من خلال موقفها الوطني بالمشاركة إلى جانب الجيش في معركة الكرامة انها تمثل ركيزة صلبة لأمن السودان ودرع حصين للوقوف في وجه كل من تسول له نفسه العبث بأمن الدولة ،وقد خاضت أشرس المعارك ضد مليشيات الدعم السريع في الفاشر وامدرمان وبحري والجزيرة ، وقدمت الكثير من الشهداء في جبهات القتال،وظلت بعبعاً مخيفا ً للجنجويد،وقد قتلت أبرز قياداتهم واجبرتهم في مرات عديدة على الهروب من أرض المعركة
القوة المشتركة
وبعد اسبوعين من بداية حرب الخامس عشر من أبريل 2023م بين الجيش ومليشيات الدعم السريع ،شكلت حركات الكفاح المسلح الموقعة على اتفاقية جوبا للسلام قوة مشتركة لحماية المدنيين في اقليم دارفور ،لتأمين وصول المساعدات الإنسانية وتأمين المقار والمؤسسات في مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور
وفي منتصف نوفمبر 2023م أعلن كل من مناوي وجبريل ومصطفى تمبور خروجهم عن الحياد وانحيازهم إلى القتال بجانب الجيش ،مبررين تحولهم بالانتهاكات المريعة التي ارتكبتها مليشيات الدعم السريع
وشاركت القوات المشتركة لحركات الكفاح المسلح إلى جانب الجيش في جبهات القتال ضد مليشيا الدعم السريع الإرهابية،حيث شاركت قوات من حركة العدل والمساواة بقيادة جبريل ابراهيم واخرى من حركة تحرير السودان بقيادة مصطفى تمبور في معارك تحرير امدرمان القديمة وفي محاور ولاية الجزيرة ومصفاة الجيلي .
وقاد رئيس حركة تحرير السودان مني أركو مناوي في وقت سابق قوة ضخمة من ولاية نهر النيل إلى منطقة وادي سيدنا العسكرية في أمدرمان وسلم القوة إلى الجنرال ياسر العطا مساعد القائد العام للجيش
وقال مناوي إن قواته لديها مدرسة خاصة في الدفاع عن الحقوق والوطن،وإنهم عازمون على مساندة الجيش لإخراج الأجانب ولمنع السلب والنهب واحتلال المنازل
وكانت القوات المشتركة قد تصدت إلى عدة هجمات شنتها مليشيات الدعم السريع على مدينة الفاشر، وكبدت المتمردين خسائر فادحة في الأرواح والعتاد،وقتلت قادة القوة المهاجمة على يعقوب وطردت المرتزقة الى خارج المدينة في انتصار كبير .
ونفذت القوات المشتركة يوم الثلاثاء الماضي ، تدوين مدفعي على مدينة الضعين حاضرة ولاية شرق دارفور، بالمدفعية الثقيلة أدى إلى مقتل وإصابة العشرات من عناصر المليشيا
ووصلت قوة من المشتركة إلى مشارف الضعين كرد فعل على التدوين المدفعي الذي تشنه قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر
إسهام الجنود
وكانت القوة المشتركة قد أعلنت في منتصف نوفمبر2023م، خروجها عن الحياد، والقتال إلى جانب الجيش السوداني ضد «ميليشيات الدعم السريع» «أينما وُجدت»، وقالت «القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح»، وهي قوة تكوّنت من الحركات المسلحة في دارفور عقب اندلاع الصراع بين الجيش السوداني و«مليشيات الدعم السريع» ومعنية بحماية المدنيين في الإقليم في بيان: «لا حياد بعد الآن، وسنقاتل مع حلفائنا والوطنيين وقواتنا المسلحة ضد الدعم السريع وأعوانهم من المأجورين». وشدد البيان على أن «القوة المشتركة» لن تنتظر لكي تكون في الدفاع «وإنما خير وسيلة للدفاع هي الهجوم.
وأبدت «القوة المشتركة» أسفها على الصمت الطويل لما قالت إنها «استفزازات وانتهاكات الدعم السريع، لا سيما الصمت على تطاولات ألسنة الميليشيا وأعوانهم من محاولات وتصريحات أعلنوا عبرها تهديد الحركات المسلحة، ومنعها من التحرك، وقطع الطريق أمام وصول المساعدات الإنسانية». كما اتهم البيان «قوات الدعم السريع» باستهداف بعض المحطات التأمينية التابعة لـ«القوة المشتركة» وحرقها شعاراتها. وأكدت «القوة المشتركة» تحركها في فتح الطرق والمعابر؛ لضمان وصول المساعدات الإنسانية. وأضافت: «مَن أراد غير ذلك فالميدان والقتال لهما كلمتهما العليا»
وفي السياق ذاته ،أكد رئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم في تصريحات صحفية، أن “إسهام الجنود سيكون قويا في دحر الدعم السريع”.
وقال إن قرار التخلي عن الحياد “شكل تغييرا كبيرا في الميدان”، وإنه يمثل خطوة للأمام لإنهاء التمرد قريبا، وأكد أن قوات الحركة منتشرة في دارفور وفي مناطق عديدة وتتمتع بقدر عال من التدريب.
تصريحات قوية
و يمضي رئيس حركة العدل المساواة جبريل إبراهيم في تصريحاته قائلاً : “إن الاعتداء الذي يواجه السودان يجب أن تتم مجابهته بكل قوة وأن مَن يقف أمام هذا الهدف إلا أن يكون خائناً أو ديوثاً، مشيرًا إلى أن التمرد فضح نفسه بمهاجمة الولايات ” بحد قوله.
وحركة العدل والمساواة ليست وحدها التي دفعت بقواتها لتقاتل مع قوات الجيش السوداني، فهناك أيضاً قوات حركة جيش تحرير السودان بزعامة أركو مناوي ،بالإضافة إلى قوات حركة تحرير السودان بقيادة مصطفى تمبور .
من جهته ، يؤكد رئيس حركة تحرير السودان مصطفى تمبور لموقع “الجزيرة نت ” وجود قواته في دارفور ومشاركتها في المواجهات التي دارت مؤخرا بالقضارف شرق السودان، حيث اشتبك الجيش مع قوة للدعم السريع في منطقة الخياري القريبة من ولاية الجزيرة.
ويقول تمبور إن العديد من جنوده أصيبوا في هذه المعركة، وإن نحو 450 آخرين يوجدون حاليا في الحشد العسكري المتقدم لتحرير ولاية الجزيرة.
ويرى أن دخول الحركات المسلحة ساحة المعارك ضد الدعم السريع سيسهم بقوة في ترجيح كفة الجيش من واقع إدراكها التكتيك الذي تعتمد عليه “المليشيا”، وبالتالي “يسهل جدا القضاء عليها في الجزيرة وفي كل مكان”.
ويعزو تأخر المشاركة بالمعارك إلى وجود أغلبية القوة في دارفور، وعدم تجميعها بالنحو المطلوب، مضيفا “لكن الآن اكتملت التجهيزات تماما”.
كفاءة واحترافية
ويقول الخبير العكسري العميد م عثمان حسين لـــ “الكرامة”:إن خروج حركات الكفاح المسلح عن موقف الحياد وإعلان مشاركتها بجانب الجيش يعتبر من القرارات التاريخية والمصيرية ،وأن الاجيال ستذكر هذا الموقف المشرف لحركات دارفور ،وسيكتب التاريخ ان هناك ملحمة عظيمة حدثت في السودان ،وكان لوحدة الموقف السوداني الأثر البالغ في تعزيز قوة الجيش وتحقيق الانتصار على المليشيا المتمردة بإذن الله ،مشيراً إلى ان الحركات تمتلك مقاتلين اكفاء، وان الدفعات التي التحقت بها من معسكرات الاستنفار في الفاشر وكسلا والقضارف، حظيت بدعم واهتمام من قيادة الدولة والتي حرصت على توفير الإمكانات كافة للقوات،وتزويدها بأحدث الأسلحة وبآخر ماوصلت إليه التكنولجيا العسكرية المتقدمة ،وذلك دعماً لكفاءتها القتالية المتكاملة ..وفق قوله
وأضاف أن مشاركة القوات المشتركة في معارك الكرامة ستغير موازين القوة لصالح الجيش ،وأنه واحداً من أهم القرارات في مسيرة قادة الكفاح المسلح،وهو تجسيد لمقولة “في الاتحاد قوة”,داعياً إلى المضي قدماً في استكمال عملية الجيش الموحد بعد انتهاء معركة الكرامة،وذلك بأن لاقوة ولامنعة دون جيش موحد قوي ،جيد التدريب والتسليح ،عالي الكفاء والجاهزية
وأشار الى ان القوة المشتركة حققت أنتصارات باهرة وصمدت في مواجهة المرتزقة في الفاشر وطردتهم خارج المدينة،وقد برز دورها في حدثين محوريين في معركة الكرامة، هما مشاركتها في تحرير الإذاعة والتلفزيون وتطهيرها من دنس المتمردين ،والتصدي الحازم لاجتياح الميليشيات الإرهابية لمدينة الفاشر، من خلال عملية «طرد الجنجويد »،ونجحت القوات المشتركة، مع أشقائها من الجيش، في إحباط مخطط سقوط مدينة الفاشر و تحويل الإقليم بكامله إلى بؤرة لتصدير العنف والإرهاب وزعزعة المدنيين في حاضرة الولاية التي أذاقت الميليشا مُر الهزيمة وطردتها إلى خارج الفاشر وبدات عمليات زحفها نحو الضعين
ولفت حسين إلى إلى ان القوة المشتركة تقاتل بجانب القوات المسلحة في جميع المحاور ، وإن دماء الشهداء من أبناءها ستظل منارات وشواهد على البطولات التي سجلوها دفاعاً عن السودان وأرضه وعرضه في معركة الكرامة.
ردع المتمردين
ويرى الصحفي أحمد فضل السيد ،أن القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح قد قامت بأدوار كبيرة في معركة الكرامة،واكدت انها قادرة على الاضطلاع باقتدار بكل ماكلفت به من مهام بدءاً بمشاركتها في عمليات تحرير الاذاعة ،وخوضها معارك شرسة في مدينة الفاشر
ويضيف : ان القوات المشتركة سجلت موقفاً وطنيا مشرف، وهي تدافع عن ثرى الفاشر ،وتزود عن امدرمان والإذاعة،على أسوار قبة المهدي وبوابة عبدالقيوم والثورات وامبدات والاحياء العريقة،وعن كل حبة تراب من الثرى الطهور،وعن ثرى الجزيرة والجيلي،وفي جبهات عديدة من معارك الكرامة
ويتابع : خاضت المشتركة اطول معركة في الفاشر امتدت لعشر ساعات وهي تتصدى لمليشيات الجنجويد ،وقدم ابطالها دروساً في الثبات والمواجهة، وكبدوا الجنجويد خسائر بالغة في العتاد والأرواح ،واجبروهم على الهروب من أرض المعركة .
ويمضي فضل السيد : المواقف أكدت ان حركات الكفاح المسلح التي تقف بجانب الجيش لاتنقض عهداً وانها قوة لردع المعتدين ،ويتجلى ذلك بوضوح في مشاركتها الحالية في معركة الكرامة ،وتقديمها المهج والارواح في سبيل ردع المتمردين وتحقيق النصر القادم والقضاء نهائياً على الجنجويد.