اول رئيس دولة يصل السودان منذ اندلاع الحرب.. تفاصيل زيارة آبي أحمد

تقرير_ محمد جمال قندول

انهى رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد زيارةً مهمةً للبلاد امس استغرقت ساعات ، التقى خلالها رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة، وعقدا معًا مباحثاتٍ مغلقة.

زيارة الضيف الإثيوبي كانت لها دلالاتٍ كبيرة، إذ أنها جاءت لتدون كأول زيارة لرئيس دولة إلى السودان منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وميليشيات الدعم السريع، هذا بجانب أنها اعقبت التطورات السريعة بالملعب السياسي والمبادرات الدولية والإقليمية المطروحة لوضع حد لأزمة البلاد.

تطورات الأوضاع

بدا واضحًا أنّ زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي مختلفة هذه المرة، حيث اُستقبل آبي بلافتات ضخمة أمام مدخل مطار بورتسودان، فضلًا عن الحميمية التي بدت واضحة على مُحيا الرئيسين، وكانت مثار اهتمام وصل صداه حتى منصات التواصل الاجتماعي، هذا بجانب أن الزيارة تعد الأولى لرئيس دولة إلى العاصمة الإدارية المؤقتة.

وحلّ رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد على رأس وفد وزاري رفيع المستوى بالبلاد، حيث كان في استقباله ووداعه رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة، فيما أجرى الرئيسان مباحثاتٍ تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، والقضايا ذات الاهتمام المشترك وتطورات الأوضاع في السودان.

كما أجرى الجانبان “السوداني والإثيوبي” جلسة مباحثات مشتركة، أكدت أهمية دفع وتعزيز العلاقات وتطويرها في مختلف المجالات، وعمق العلاقات الثنائية بين البلدين وحرصهما على تمتينها خدمة لمصالح الشعبين الشقيقين.

لقاء ثنائي

وأكد رئيس المجلس السيادي متانة العلاقات بين البلدين وأهمية المحافظة عليها.

وقال إنّ زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي تأتي للدلالة على عمق العلاقات بين شعبي البلدين، مبينًا أنها امتداد لصدق القيادة الإثيوبية وحسن نواياها تجاه السودان.

واستعرض الفريق أول ركن البرهان ورئيس الوزراء الإثيوبي مآلات   الأوضاع في السودان على خلفية التمرد الذي قادته ميليشيا الدعم السريع الإرهابية ضد الدولة ومؤسساتها، إلى جانب الانتهاكات التي ارتكبتها ضد الشعب السوداني، فضلًا عن تدميرها للبنية التحتية للدولة واستهداف المؤسسات القومية.

وأكد رئيس مجلس السيادة، حرص السودان على تطوير مجالات التعاون مع إثيوبيا، وذلك لخدمة المصالح المشتركة لشعبي البلدين.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، إنّ الزيارة تأتي لتأكيد وقوف إثيوبيا حكومة وشعبًا مع السودان.

وشكر آبي رئيس مجلس السيادة على حسن الضيافة والاستقبال، مشيرًا إلى أنّ رحلته للسودان تأتي للتضامن مع الشعب السوداني، وأضاف قائلًا “إنّ الأصدقاء الحقيقيون يظهرون وقت الشدة، وإنّ الحرب ستنتهي وستبقى العلاقات بين البلدين راسخة ووطيدة”.

تطوير العلاقات

الكاتب الصحفي والمحلل السياسي ورئيس تحرير صحيفة الانتباهة بخاري بشير، وصف زيارة الضيف الإثيوبي بالناجحة، لجهة أن الرجل جاء بمعية وفد كبير من الوزراء وعقد مباحثاتٍ ثنائيةٍ تناولت سبل تطوير العلاقات والمشروعات الاقتصادية.

ويرى بشير بأنّ الزيارة الحالية لرئيس الوزراء الإثيوبي تختلف عن سابقتها والمؤرخة بالسادس والعشرون من يناير 2023، أي قبل الحرب بثلاثة أشهر، إذ كانت تلك لمناقشة ملفات محددة، غير أنّ رحلته الأخيرة تمت فيها مباحثاتٍ واسعة.

وتابع محدثي قائلًا: “إنّ الملفت في الزيارة كان الحميمية الكبيرة بين الرئيسين، وظهور البرهان يقود سيارة برفقة الضيف الإثيوبي، ومن بعدها رمزية غرس الأشجار”، وأكمل “كما أنها تأتي في أعقاب توتر العلاقات خلال الأشهر الأخيرة واستقبال أديس لقائد التمرد قبل شهور قليلة”.

وتوقع بخاري بشير أن تكون للزيارة ما بعدها على كافة الأصعدة.

البرهان يغرد

وأعرب رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة، عن شكره وتقديره لإثيوبيا حكومةً وشعبًا على مواقفها الداعمة لأمن واستقرار السودان.

وغرد البرهان على حسابه في منصة “إكس” بمناسبة زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد اليوم للسودان: “شكرًا دكتور آبي أحمد رئيس وزراء جمهورية إثيوبيا الفدرالية الديمقراطية الشقيقة على زيارتك وتضامنك مع حكومة وشعب السودان”.