لن يفطر السودانيون على(بصلة التفاوض)

ابلغ سعادة الفريق اول عبدالفتاح البرهان نائب وزير الخارجية السعودي امس وليد بن عبدالكريم الخريجي ضرورة تنفيذ ما تم التوصل اليه فى منبر جدة قبل استئناف التفاوض .
خذها منى سعادة الفريق اول عبدالفتاح البرهان وانت تشترط تنفيذ الاتفاق لاستئناف (منبر جدة)، ان الشعب الشعب السوداني لن يفطر على (بصلة التفاوض) بعد طول صيام وانتظار، ليس لدى شك فى انكم تدركون ما يطلبه السودانيون وهم يتوافقون لاول مرة على اهمية حسم المليشيا المتمردة عسكريا، ويطالبون ب( سودان خال من الجنجويد).
لا تثريب عليكم فى اعتماد التفاوض كوسيلة متبعة لايقاف الحرب، ولكن نذكركم ونحذركم باسم الشعب من اية محاولة لتجاوز ما تم الاتفاف عليه بجدة فى الحادى عشر من مايو المنصرم والقاضي بخروج هؤلاء القتلة المجرمين من بيوت المواطنين ومرافق الخدمات والاعيان المدنية قبل كل شئ..
نذكركم بان التمرد لم ينفذ ما تم التوقيع عليه ومازال وحتى كتابة هذه الاسطر يمارس انتهاكاته ضد المدنيين العزل وبافظع مما كان عليه الوضع منذ اندلاعه فى منتصف ابريل المنصرم.
مفاوضات جدة لن تغادر مربع الاتفاق الذى مزقه الدعم السريع قبل ان يجف مداده، سنراقب ولن يرحمكم الشعب اذا عدتم للتفاوض قبل تنفيذ الاتفاق
الذى ننبهكم الا ان المليشيا مازالت تدوس عليه باقدام الخيانة والانتهاكات غير ابهة بمعاناة شعبنا ولاهيابة للمسهلين اصحاب المبادرة ( السعودية وامريكا) ولا اليات المجتمع الدولي ومنظماته المتواطئة حتى الان.
لن يقبل الشعب السودانى الذى خسر كل شئ.. مقتنياته ومدخراته وامواله ومنازله واعراضه وحتى كرامته ان تتجاوز هذه المفاوضات مبدا ( استسلام المليشيا) وتجميع ما تبقى منها فى معسكرات خارج الخرطوم وكل المدن السودانية..
ليس لدى السعب السوداني ما يخاف عليه بعد اليوم لقد فقد كل شئ وتراكمت فى افقه (حقارة الجنجويد) وجرائمه وانتهاكاته التى تجاوزت كل فظائع الغزاة الغاصبين التى قراناها على مر التاريخ.
لست متفائلا بان تلتزم المليشيا بما ستسفر عنه اي مفاوضات، فدافعها لاستمرار المنبر وانعقاده من جديد دق اسفين بين الشعب وقياداته ، واظهار الجيش فى مقام الضعف، وابراز وجه خادع للمجتمع الدولى يؤكد انها تقف فى كفة متساوية مع جيشنا الوطني .
سعادة الجنرال البرهان تاكدوا انكم ستفاوضون عصابات من النهابين والمجرمين سفاكي الدماء وقطاع الطرق لا راس لهم او قيادة بعد اختفاء قائدهم حميدتي وفرار نائبه عبدالرحيم دقلو من ارض المعركة، لم يعد للدعم السريع قيادة ذات تاثير على من هم فى البيوت الان من عربان الشتات الذين استباحوا الخرطوم وقتلوا اهلها وسرقوهم ونهبوهم واغتصبوا حرائرها واختطفوا العشرات من بناتها الى مناطقهم التى عاد بعضهم اليها بسيارات اهلنا محملين بالذهب والاموال والغنائم…
نعم انه من نكد الدنيا على السودانيين الاحرار رؤية وفد من قواتهم المسلحة يجلس ليفاوض من قتلهم وجعلهم نازحي ولاجئين مشردين ، واستخدمهم كدروع مدنية وطردهم من منازلهم واذاقهم مر العذاب وضنك العيش ونكل بهم، هذا جزاءه الحسم العسكري لا التفاوض اذ لايجوز ان تفاوض الدولة القتلة والنهابين والمجرمين.
فليعلم الفريق البرهان ووفده المفاوض انهم سينفخون فى ( قربة مقدودة) لان الدعم السريع بلاقيادة يمكن الزامها بما تم او سيتم الاتفاق عليه، سيذهب الجميع عبثا الى جدة ليحاوروا مجموعة تدعي سيطرتها على الميدان بينما القائد الفعلي والوقود الحيوى لعمليات الجنجويد هم عربان الشتات الباحثين عن الاموال والذهب والسبايا من النساء والفتيات فى بيوت الخرطوم والجزيرة والسمالية ونهر النيل وسائر بقاع السودان الامنة المطمئنة.
سعادة الفريق البرهان لقد رفع السودانيون شعار( اما حياة تسر الصديق واما ممات يغيظ العداء) ، واحتسبوا ما فقدوه فداءا للكرامة وعزة الوطن فلا تخذلوهم بمواقف رخوة او تسويات تتسامح مع عناصر المليشيا وحلفائها ممن باعوا الوطن فى مزادات العمالة.

اقرأ أيضا