ماذا يجري في الدندر؟!

يوسف عبد المنان
هل سقطت الدندر بيد مليشيا الدعم السريع؟ ام تم استردادها من قبل القوات المسلحة؟ حاولت أمس البحث عن إجابة لهذه الأسئلة ولكن بكل أسف لم أجد خبرا يقينا صادقا الا عند الأستاذ عبدالرؤوف طه الصحافي المفجوع بما حدث ويحدث في الصعيد ونعني بالصعيد سنجه وابو حجار والدندر والسوكي حيث قال رؤوف أن الدندر نصفها يسيطر على المليشيا والنصف الآخر يسيطر عليه الجيش وهو وضع أشبه بما يحدث في المدن الكبيرة مثل الخرطوم بحري وأم درمان ولكن ان يتقاسم الجيش والمليشيات مدينة صغيرة مثل الدندر لأمر جد عجيب ومريب وخطير في ذات الوقت.
اما سنجه عبدالله عاصمة ولاية سنار فإنها لم تحرر بعد مثلها ومحطة جبل موية التي أدى سقوطها لقطع الطريق القومي سنار ربك مما جعل ولاية النيل الأبيض معزولة عن الميناء الرئيسى بورتسودان وتتنفس تحت الماء
هذا ماحدث من غير تحريف أو محاولة رفع الروح المعنوية للشعب السوداني بأخبار مزيفة على طريقة بعض القروبات التي لايردعها وازاع من الكذب الذي يضر بمسار المعركة الكلية.
الحقيقة المرة خيرا من الأخبار المصنوعة التي لايتعدي تأثيرها دقائق محدودة ثم يكتشف الناس الحقيقة وتتضاعف الآلام والأوجاع
كان حريا بالقوات المسلحة عبر ناطقها الرسمي أن تقول الحقيقة مهما كانت مرارتها احتراما لهذا الشعب الذي ظل مقاتلا في صفها وسيظل داعما لها ومساندا بالمال والدم والأرواح ويدفع فلذات كبده لتقاتل إلى صف الجيش ويكفي أن خمسة وثلاثين الف مقاتل تم تخريجهم من معسكرات المقاومة الشعبية من ام درمان وحدها هم الآن ينتظرون أن تدفع بهم القوات المسلحة لغمار المعارك في أي وقت تختاره والشعب السوداني الذي خرجت حرائره في الفاشر يحملن السلاح وقطعت نساء معسكرات النازحين من قوت أطفالهن لإطعام الجيش جدير هذا الشعب بتمليكه حقائق مايجري في ميدان المعارك حتى لايقوده بوعي او بغيره قطاع الطرق والمليشيا وكلاب صيدها المسعورة وهي تملأ الفضاء الاسفيري بالأخبار المغرضة وتشيع الإحباط في أوساط شعبنا الذي عليه أن يدرك طبيعة هذه الحرب التي لن تنتهي في عام واحد ولا عامين ولا خمسة فشعوبا مثل العراق وسوريا واليمن والصومال خاضت حروبها من أجل أن تبقى لعشرات السنين ونحن لإنزال في العام الأول فلماذا الجزع واللهفة لانتصار سيأتي مهما تأخر موعده ولكن حتى يقاتل الشعب مع الجيش وهو مطمئن وواثق يجب مصارحته بالحقيقة مهما كانت مرارتها من خلال بيانات القوات المسلحة التي تصدرها هيئة قيادة الجيش وليس الناطق الرسمي الذي هو معبر فقط عن مواقف تقرها القيادة العليا للجيش وتامر بمخاطبة الرأي العام بها.