المليشيا الإرهابية تستهدف الجسور فى حرب الارض المحروقة

تقرير :رحمة عبدالمنعم
تستهدف مليشيا الدعم السريع في حربها على المدنيين في السودان ،الجسور بشكل منهجي ، والتي تعتبر حيوية ومهمة جداً لتسيير الحياة اليومية للمدنيين، وقصفت المليشيا ودمرت جسري شمبات والحلفايا الرابطين بين مدينتي بحري وامدرمان ،في انتهاك واضح للقانون الدولي، ولم تتوقف جرائم التدمير عند الكباري بل شملت محطات الكهرباء والمصانع وحقول النفط ..الخ
كبري الحلفايا
ونشرت القوات المسلحة ا يوم أمس تعميما صحفيا ،قالت فيه إن المليشيا الإرهابية دمرت جزءا كبيرا من كبري الحلفايا من الناحية الشرقية، ويقول التعميم : إستمرارا لاستهدافها الممنهج للبنية التحتية ومقدرات البلاد، أقدمت مليشيا آل دقلو الإرهابية مساء أمس على تدمير جزء من كبري الحلفايا من الناحية الشرقية مما تسبب في حدوث أضرار بالهياكل الخرسانية.
يذكر أن المليشيا درجت على محاولات تدمير البنية التحية وتدمير المنشآت الحيوية لتغطية فشلها في تحقيق أهدافها الخبيثة واعتقادا منها أن ذلك من شأنه أن يمنع القوات المسلحة من أداء واجبها في تطهير الوطن من دنسهم.
وكانت مليشيا الدعم السريع الإرهابية المتمردة قد دمرت قبل أشهر كوبري شمبات الرابط بين مدينتي أمدرمان وبحري وهي جريمة جديدة تضاف لسجلها تجاه الوطن و المواطن،وأكدت القوات المسلحة ان استهداف المليشيا للكبري يأتي في إطار مشروعها التدميري لمقدرات السودان وبنيته التحتية ، ونتيجة للتقدم الذي بدأت تحرزه قواتنا في الميدان خاصة في محور امدرمان
وفي وقت سابق ،ذكر القائد العام للجيش الفريق اول ركن عبدالفتاح البرهان في كلمة له بمناسبة ذكرى استقلال البلاد ،إن مليشيات قائد قوات الدعم السريع مستمرة في تدمير البنية التحتية وقتل المواطنين ونهب اموالهم واحتلال منازلهم .
تدمير ممنهج
وقامت مليشيات الدعم السريع بعمليات تدمير ممهنج،فقد أحدثت دمارا هائلا في البنى التحتية في البلاد، واستهدفت بنى أساسية كالجسور وحقول البترول وشبكات نقل الكهرباء والمياه و والاتصالات والمنشآت الصحية والتعليمية والمباني العامة والقطاعات الإنتاجية والصناعية والأسواق، إضافة إلى دمار منازل وممتلكات المواطنين
والحق القصف المدفعي المكثف للمليشيا دمارا جزئيا وكليا بنحو 15% من المباني السكنية و40% من الأسواق و60% من المباني والمنشآت الحيوية بالعاصمة، من بينها القصر الرئاسي وأجزاء من القيادة العامة للجيش وعدد من المتاحف والمباني التاريخية والوزارات والهيئات الحكومية والخاصة التي احترق بعضها بالكامل.
وتعرضت أكثر من 70% من المدارس والجامعات والمعاهد والكليات العليا الحكومية والأهلية في الخرطوم لتخريب كلي أو جزئي.
ووضع الدمار الكبير الذي تعرضت له المستشفيات والمنشآت العلاجية القطاع الصحي أمام خطر الانهيار الكامل بعد خروج أكثر من 80% من المستشفيات عن الخدمة تماما، وقدر وزير الصحة حجم التمويل اللازم لإعادة تأهيل القطاع بنحو 11 مليار دولار.
وتعرضت البنية الصناعية في البلاد؛ إلى دمار وتخريب كامل، واعتبر خبراء أن القطاع الصناعي هو الأكثر تأثرا حيث تشير التقديرات إلى فقدان نحو 80% من وحداته الانتاجية بعد الاضرار الكلية والجزئية التي لحقت بأكثر من 600 مصنع، منها 400 في الخرطوم وحدها، وفق بيانات اتحاد اصحاب العمل السوداني
البنية التحتية
ويرى الصحفي محمد يوسف إن مليشيات الدعم السريع تولي اهتمامًا كبيرًا بأن توجه إرهابها نحو تدمير البنية الأساسية في مختلف المرافق سواء جسور او مياه أو كهرباء أو طرق وغيرها من القطاعات الحيوية التي تمس الحياة اليومية للمواطنين؛ إدراكًا منها لحجم المخاطر التي تنتاب السكان معيشيًّا من خلال تدمير هذه البنية.
ويقول يوسف لـــ“الكرامة”،إن الجميع شاهد صور مأساة تدمير المدارس والمصانع والطرق والجسور وأنظمة الطاقة، وترجمةً لهذا الإرهاب، فقد قام عناصر المليشيات في امدرمان بتدمير الجزء الشرقي من كبري الحلفايا يوم أمس .
وأوضح أن الهجوم الإرهابي الذي شنته مليشيا حميدتي على كبري الحلفايا، يؤكد مضي المليشيا بإيعاز وتخطيط وتسليح إلإمارات في نهج التصعيد وتدمير البنية التحتية ومقومات الاقتصاد الوطني ومقدرات الشعب السوداني، دون اكتراث للأوضاع الانسانية الصعبة.
وبين أن إصلاح الدمار الذي لحق بالبنى التحتية العديدة والمنشآت العامة يحتاج إلى أكثر من 250 مليار دولار إذا توقفت الحرب الآن، مقدرا إجمالي خسائر الحرب حتى الآن بأكثر من 500 مليار دولار بدون عمل تقديرات للدمار التي يمكن تكون قد أحدثته الهجمات التي وقعت خلال الفترة الأخيرة.
انتهاكات مستمرة
وقال تقرير ل(منظمة هيومن رايتس ووتش) : إنه منذ بدء القتال في السودان “استخدم بشكل متكرّر أسلحة متفجرة ثقيلة في مناطق مكتظة بالسكان، مما أدى إلى تدمير الممتلكات المدنيّة والبنية التحتيّة الحيويّة”
ووفق التقرير :”في 15/أبريل، تعرّضت “محطّة مياه بحري” شمال الخرطوم إلى أضرار، ممّا ترك سكان المنطقة بلا مياه. وذكرت سلطات المياه أنّ المقاتلين منعوها بشكل متكرّر من الوصول إلى المحطّة بسبب انعدام الأمن، مما أعاق الإصلاحات ،وتضرّرت أيضا العديد من المرافق الطبيّة في جميع أنحاء الخرطوم بسبب القصف، مما دفع الكثير منها إلى الإغلاق.
وأشار إلى ان قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها ارتكبت أعمال نهب وحرق واسعة في دارفور، واعتدت على البنية التحتية الحيويّة، بما في ذلك مخيّمات النازحين والمستشفيات والأسواق.
وأشار التقرير إلى أن 7 سبع بلدات أخرى على الأقلّ في ولاية غرب دارفور، “تعرضت للهجوم والحرق، بعضها بشكلِ كامل تقريبَا، في الفترة من أبريل/نيسان إلى يوليو”.
جرائم حرب
وقال الناشط الحقوقي الطيب عبدون لـــ “الكرامة” ، أنه يجب على العالم أن يتحرك “الآن” لإنهاء الهجمات المروعة والواسعة النطاق التي تقوم لها مليشيات الدعم السريع ضد مساكن المدنيين والبنية التحتية في السودان ،والتي ترقى لجرائم حرب بحسب القانون الدولي
وأضاف :إن تدمير الجسور وحقول البترول ومحطات الكهرباء والمصانع وإلحاق الضرر بشكل منهجي بمساكن المدنيين والبنية التحتية، يعد جريمة حرب”.
وأواضح أن القصف المنهجي أو واسع النطاق للمساكن والأعيان المدنية والبنية التحتية محظور تمامًا بموجب القانون الإنساني الدولي والقانون الجنائي وقانون حقوق الإنسان، مشددًا على أن “مثل هذه الأعمال ترقى إلى مستوى جرائم حرب، وعندما توجه ضد السكان المدنيين، فإنها ترقى أيضًا إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية”.
وأشار إلى ان المليشيا تتمادى في جرائمها ، ولا يزال العالم يتفرج بلا حول ولا قوة بينما يتم انتهاك قواعد القانون الإنساني الدولي الأساسية والقانون الإنساني الدولي بشكل صارخ”.
وأكد “ عبدون ” أن القانون الإنساني الدولي يقوم على التمييز بين الأهداف المدنية والعسكرية، قائلاً: “المباني والجسور ليست أهدافًا عسكرية، فالمستشفيات ليست أهدافًا عسكرية، وكذلك مخيمات اللاجئين ليست أهدافًا عسكرية، والمدارس ليست كائنات عسكرية، المساجد والكنائس ليست أشياء عسكرية، والبنية التحتية للمياه والكهرباء المخصصة للمدنيين ليست أهدافًا عسكرية”..حد قوله