معسكر أبوشوك.. حريق الجنجويد

الكرامة: هبة محمود

بدات مليشيا الدعم السريع فى انتهاج إسلوب جديد فى قتالها بالفاشر -وفق مراقبين- ، عقب عجزها على الإستيلاء والسيطرة التامة على المدينة، وذلك بإستهداف المواطنين من خلال قصف الاعيان المدنية والمرافق الصحية ومعسكرات النازحين.
أوضاع أقل ما توصف بالكارثية حيال إستمرار النهج المتعمد في التدمير، وتعطيل المرافق الصحية في وقت ظلت فيه أصابع إتهام المليشيا نفسها والموالون لها، توجه نحو الجيش والقوة المشتركة للحركات المسلحة المساندة له بقصف وإبادةالمدنيين.
وفي ظل هذا التعمد من قوات الجنجويد بالصاق الجرائم بالجيش، تفند بيانات لجان المقاومة وغرف الطواريء  تلك المزاعم، ما يعضد على حالة الفوضى التي تسعى إليها المليشيا، سيما بإستهداف معسكرات النازحين، وتحديد معسكر أبوشوك الذي ظلت تستهدفه خلال الأيام الماضية على التوالي ما يجعله تحت مرمى النيران.
نزوح جماعي
تفاصيل مؤلمة وقفت عليها “الكرامة”لحالة النزوح الكبيرة داخل معسكر أبوشوك الذي ظلت المليشيا تستهدف باستمرار.
مواطنون بالفاشر أكدوا ل “الكرامة” صعوبة الأوضاع الإنسانية في ظل التدمير الكبير والقصف المتعمد، مع مخاوف اضطرت الغالبية إلى النزوح نحو المعلوم واخر للمجهول.
وامس الأحد أعلنت المنسقية العامة للنازحين و اللاجئين عن حالة نزوح جماعية بمعسكر أبو شوك بمدينة الفاشر غربي السودان.
ونشرت المنسقية صوراً مؤثرة لفرار العشرات من النازحين من المعارك الدائرة وإستهداف المليشا للمعسكر.
وبحسب المتحدث الرسمي بإسم المنسقية آدم رجال فان معسكر أبو شوك للنازحين بمدينة الفاشر يشهد نزوحاً جماعياً إلى مناطق جبل مرة والطويلة وأماكن مجهولة، في وضع إنساني محزن وأوضاع إنسانية صعبة ومعقدة و صادمة، مؤكدا أن النازحين يعيشون جميعاً في حالة مجاعة وندرة في الغذاء ومياه الشرب ومواد الإيواء.

تدمير ممنهج
وفيما تواصل مليشيا الدعم السريع إستهدافها لمعسكر أبوشوك الذي يعتبر أكبر معكسر للنازحين في دارفور، فقد أعلنت  لجان طوارئ المعسكر بمدينة الفاشر، السبت، سقوط 3 قتلى و25 مصاباً جراء قصف قوات الدعم السريع للمعسكر.
وقالت  إن معسكر أبوشوك للنازحين ظل يتعرض لقصف مدفعي من قبل الدعم الأيام الماضية أدى إلى سقوط قتلى وجرحى وسط النازحين.
ويعتقد مراقبين أن السبب وراء إستهداف مليشيا الدعم لمعسكر أبوشوك، عقب نزوح كبير شهده الايام الماضية أعقاب حصارها على المدينة وقتل المدنيين وقصف المرافق الصحية.
وبحسب مصدر محلي _ فضل حجب اسمه _ ل “الكرامة” فان قوات المليشيا تسعى لتدمير المدينة وفقد المواطنين الثقة في الجيش وإثارة الرعب من خلال عمل ممنهج ومرسوم.
ويذهب المصدر في حديثه إلى أن المعسكر أوى المئات من النازحين عقب إحتدام المعارك، غير أن المليشيا تسعى للتأكيد على السيطرة من خلال القصف والتدمير وذلك عقب مشروع القرار الذي صاغته بريطانيا منتصف يونيو الماضي، والذي طالب بوقف حصار الدعم السريع للفاشر.
هجمات مكثفة
ويعتبر معسكر أبوشوك للنازحين أحد أكبر المعسكرات في محيط مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، يقع في الأطراف الشمالية لمدينة الفاشر، على بعد حوالي 5 كيلومترات من وسط المدينة.
تأسس المعسكر في عام 2004 لإستيعاب النازحين الفارين من منازلهم بسبب الصراع المستمر في دارفور.
وشهد المعسكر قصفًا متكررًا من قبل الدعم السريع التي تحاصر مدينة الفاشر منذ مايو للسيطرة عليها.
ويأوي معسكر أبوشوك، نحو 400 ألف شخص، ومع ذلك ظل يتعرض لهجمات مكثفة من الدعم السريع، مما أجبر ما يزيد عن 60% من سكانه على النزوح صوب مدين طويلة الواقعة غرب الفاشر ومناطق أخرى في جبل مرة.
أوضاع صادمة
وبحسب المتحدث الرسمي باسم المنسقية العامة للنازحين و اللاجئين آدم رجال، ل ” الكرامة ” فان المخيم يستهدف بإستمرار من قبل مليشيا الدعم، مؤكدا أن المعسكر يقع في منتصف منطقة المعارك بين الجيش والدعم السريع لكن الجيش لا يقوم بقصفه بحد تعبيره.
ويصف رجال الأوضاع بالكارثية مشددا على أن الدعم يطلق القذائف بصورة عشوائية و متعمدة رغم معرفته بانه معسكر يحوي نازحين.
وقال آدم ان النازحين بمعسكر أبوشوك ظلو موجودين به منذ نحو عشرون عاما، ليتغير بهم الحال بصورة دراماتيكية مؤكدا على أن الأوضاع صادمة تعجز الكلمات عن وصفها، داعيا المجتمع الدولي للتدخل وانقاذ الأرواح من الموت.

اقرأ أيضا