السودان وغياب الحلفاء.. الاسئلة المفخخة

  • متى يتجه شرقًا ل(كسر العزلة)
  • لبلاد تعاني من ضعف بائن في ملف العلاقات الخارجية
  • عدة دول تنحاز للتمرد وفي مقدمتها “الإمارات” ودول افريقية
  • السودان ظل يفتقد للدعم الإقليمي والدولي و(الأصدقاء)..
  • لا يبدو الاعتماد على الدول الأوروبية وواشنطن مجديًا
  • لم تجد الخرطوم سندًا ودعمًا إلا من دولتي مصر وإريتريا

تقرير_ محمد جمال قندول

مازال الجدل محتدمًا حول دخول البلاد في حرب ضد ميليشيا متمردة دون حلفاء حقيقيين. وقد كان الاتجاه شرقًا إحدى المفاتيح التي سعى إليها السودان لكسر حاجز العزلة فأين وصلت مساعي الدولة للبحث عن حلفاء؟ وهل ستستمر الخرطوم وحيدةً وهي تجابه الصعاب وتقدم الغالي والنفيس في معركة الكرامة؟
مجلس الأمن
برز اتجاهٌ قوي داخل الحكومة للتوجه شرقًا خلال الأشهر الأخيرة وتعزيز العلاقات مع موسكو وطهران وبكين. فالأولى شهدت تبادل زيارات بين المسؤولين، وليس ببعيد زيارة نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار إلى روسيا قبل شهر، فيما أُعيد تبادل السفراء مع طهران وعادت العلاقات الدبلوماسية التي توقفت سنواتٍ طويلة.
وليس سرًا أنّ البلاد تعاني من ضعف بائن في ملف العلاقات الخارجية، ويبدو ذلك واضحًا من خلال المشهد العام للدولة والتي لم تجد الدعم المطلوب من القوى الإقليمية والدولية، بل هنالك انحياز من عدة دول للتمرد وفي مقدمتهم دولة “الإمارات” التي ظلت ترعى وتدعم الميليشيات، إلى جانب دولٍ إفريقية مثل “كينيا، وتشاد وإثيوبيا”، وصلت بها الجرأة لاستقبال قائد التمرد حميدتي.
وترى الكاتبة الصحفية والمحللة السياسية د. علوية محمد خير بأنّ الدولة ظلت تفتقد للدعم الإقليمي والدولي أو (الأصدقاء)، حيث كانت كلفة ذلك عدم الإسناد الإعلامي لقضية السودان، وكذلك غياب طرح حرب الكرامة، وكأنّما هو اقتتال داخلي بين مجموعتين أو حرب (الجنرالين) كما تسميها وسائل إعلام غربية، ولكن في الحقيقة إنّها عبارةٌ عن غزو خارجي يشهد دفاع السودان عن سيادته، بجانب معاناة الخرطوم في الحصول على السلاح لقواتها المسلحة في حين تجد الميليشيا إمدادًا مستمرًا برخص دول أخرى بدعم وتوجيه من دولة الإمارات العربية.
وتواصل د. علوية مشيرةً إلى أنّ إخفاقات الملف الخارجي كان لها تأثيرات داخلية على مسار المعركة، حيث لم تحقق جولات رئيس مجلس السيادة ونوابه بالدول الإفريقية والعربية مكاسبًا، ولعل الخسارة الأكبر تمثلت في مجلس الأمن الدولي الذي ظل يتلكأ في إدانة أبوظبي رغم الشكوى الرسمية التي تقدم بها السودان، وهي دلالة على غياب حلفاء كان بالإمكان أن يرجحوا الكفة لصالح الخرطوم.
الجناح السياسي
ولم تجد الخرطوم سندًا ودعمًا إلا من دولتي مصر وإريتريا، فالأولى احتضنت عددًا كبيرًا من الجالية السودانية وفتحت حدودها وطرحت مبادرة دول الجوار، فضلًا عن عقدها لمؤتمر جامع يقام بالقاهرة في السادس من يوليو المقبل.
أما أسمرا، فكانت واضحةً في دعم القوات المسلحة وشعب السودان.
ولا يبدو الاعتماد على الدول الأوروبية وواشنطن مجديًا، وبرز ذلك من خلال تعاطي الولايات المتحدة الأمريكية لأزمة السودان بالشكل المطلوب، فيما تدعم منظمات غربية بشكل علني التمرد عبر إقامة أنشطتها السياسية وتمويل قوى “تقدم” التي تعد الجناح السياسي للميليشيا. وعلى ضوء ذلك، كان المتوقع أن تتجه الخرطوم شرقًا صوب موسكو وطهران وبكين لنسج تحالفات واضحة معهم، وتحديد محور محدد تستند عليه في معركة الكرامة، والذي بدا واضحًا أنّ الأطراف الدوليةم أدخلت أياديها فيها، هذا مع الأخذ في الاعتبار أن الدول تتعامل عبر مؤسساتها ووفقًا للمصالح المشتركة.
وهنا يعلق الخبير والمحلل السياسي د. أحمد عبد الله قائلا ( للكرامة) أنّ سياسة التردد أقعدت بالبلاد وكانت سببًا رئيسًا في إطالة أمد الحرب، مشيرًا إلى أنّ الحكومة ينبغي أن تتجه بشكل واضح صوب شرق العالم وفقًا لمصالحها والتخلي عن واشنطن، والتي فيما يبدو إنّها مشغولة بانتخاباتها الداخلية وتداعيات الحرب الأوكرانية الروسية وحرب غزة، والتي شهدت تطورات بدخول حزب الله. وبالتالي يبقى السودان في ذيل اهتمامات أمريكا وهو ما يستدعي التفكير خارج الصندوق والمضي قدمًا صوب الشرق.