تقرير أمريكي: ادلة جديدة لتورط الامارات في دعم المليشيا.. طائرة شحن إماراتية في شمال دارفور

  • أعده مختبر بجامعة ييل الأمريكية وقدمه للجنة العقوبات بالكونجرس
  • تقرير امركي سري… ادلة جديدة لتورط الامارات..
  • ماوراء تحليق طائرة شحن إماراتية في شمال دارفور ..
  • الامارات سخرت كل إمكانياتها سياسياً وعسكرياً او ماليا لدعم المليشيا
  • نواب بريطانيون ومشرعون امريكيون يطالبون الإمارات بوقف الحرب فى السودان..

تقرير : ضياءالدين سليمان
ينتقد مراقبون ما تقوم به دولة الإمارات العربية المتحدة من أدوار في تأجيج الصراع الدائر في السودان منذ منتصف أبريل من العام الماضي، فالدولة الواقعة في منطقة الخليج العربي سخرت كل إمكانياتها في توفير الدعم اللازم سياسياً كان أو عسكرياً او ماليا لمليشيا الدعم السريع التي تمردت على سلطة الدولة في السودان.
ورغم الإنتقادات العنيفة التي طالت الإمارات من القيادة العسكرية والسياسية والمجتمعية في السودان لحد تقديم الدولة لشكوى رسمية لدى مجلس الأمن الدولي والتي أودعتها الخارجية السودانية ممثلة في السفير الحارث إدريس مندوب السودان بالأمم المتحدة وتوجيهه لاتهامات صريحة بدعم الإمارات لمليشيا الدعم السريع المتمردة في آخر جلسات مجلس الأمن وتقديم الأدلة التي تثبت تورطها الا أن ذلك لم يوقف الإمارات من تقديم دعمها المباشر للمليشيا.
فلم تقتصر الإنتقادات على الجانب السوداني فقط بل تعدى ذلك الي توجيه عدد من النواب البريطانيين رسائل عدة تطالب بوقف الإمارات
تدخلها في الحرب في السودان فيما بعث مشروعون أمريكيون برسالة الي الإمارات لوقف دعمها لقوات الدعم السريع والحد من ارتكاب الفظائع التي تحدث منها ، الي جانب بعض المواقف الرسمية لدول الجزائر وروسيا وتركيا التي إنتقدت تدخل الإمارات الذي وصفوه بالسافر حيال الأزمة السودانية.
فمؤخراً كشف تقريراً سرياً أعده مختبر الأبحاث الإنسانية بجامعة ييل الأمريكية و قدمه للجنة العقوبات بالكونجرس الأمريكي، أظهر من خلاله حركة لطائرة شحن إماراتية تحلق فوق مناطق سيطرة مليشيا الدعم السريع في شمال دارفور ،
وإستعانت الجامعة في تقريرها بشركةYale HRL المتخصصة في مجال الصور الفضائية والتي كشفت أن الطائرة تمّ تقييمها على أنها من طراز إليوشن (IL-76) تحلق شرقاً فوق أراضي تسيطر عليها مليشيا الدعم السريع شرق مدينة الفاشر
إحداثيات
واوضح التقرير انه في صباح يوم 11 يونيو2024م، كانت الطائرة مرئية في صور الأقمار الصناعية، ثم حلقت حوالي 12 كيلومتراً إلى الشمال الشرقي من موقعها الأول، وإعتمدت جامعة ييل في هذا التحليل على أدوات تمّ تصميمها لتلبية إحتياجات الجهات الحكومية الأمريكية مثل وزارة الدفاع والوكالات الإستخباراتية وتشمل خدمات الصور الفضائية، عالية الدقة وتصل دقتها إلى 30 سم، مما يسمح بالتعرف على التفاصيل الدقيقة للأرض.
مسار الطائرة
ورصد محللون رحلات متعددة لطائرة IL-76 بأنها تُستخدم من قبل دولة الإمارات ولها نقاط إنطلاق من دولة الإمارات مع تتوقف الرحلة في منتصف الطريق في نيروبي، إثيوبيا، أوعنتبي بيوغندا، والوجهات النهائية في أنجمينا أو أم جراس في تشاد وفيما أوضحت صوراً أرضية لطائرات IL-76 الموجودة في مطار أم جرس، تمت هذه الرحلات الجوية في مناسبات متعددة طوال شهري مايو ويونيو 2024م وتشمل رحلة Skyline Airlines 6 يونيو 2024م (SLF4942) بين مومباسا وأفريقيا الوسطى وتشاد، رحلة طيران New Way Cargo Airlines IL-76 متجهة إلى الإمارات العربية في 12 يونيو 2024م،
وابرز التقرير أنّ هذه الرحلات تقوم بإيقاف تشغيل أجهزة إستقبال الإشارة، أضاف المحللون بأن أن القوات المسلحة السودانية لا تستخدم طائرات IL-76 لإعادة الإمداد في دارفور، أظهرت الصور ومقاطع الفيديو الخاصة بإعادة الإمداد الجوي للقوات المسلحة السودانية أنها تستخدم طائرات لا تتوافق مع طائرة IL-76 ولم يرصد لها إستخدام طائرة IL-76.
رحلات متعددة
وقدم تقرير فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة الصادر في يناير 2024م معلومات موثوقة تفيد بأنه يتم تفريغ شحنات الأسلحة والذخيرة عدة مرات من طائرات الشحن التي تصل إلى مطار أم جرس، ثمّ يتم تحميلها على شاحنات كجزء من إعادة الإمداد من الإمارات العربية المتحدة إلى مليشيا الدعم السريع، أضاف فريق الخبراء أنّ مختلف خبراء تتبع الرحلات الجوية لاحظوا تناوباً كثيفاً لطائرات الشحن القادمة من مطار أبو ظبي الدولي إلى مطار أم جرس في شرق تشاد، مع توقفها في دول إقليمية مثل كينيا، رواندا وأوغندا وأنّ الطائرات كانت تنقل أسلحة وذخائر ومعدات طبية لمليشيا الدعم السريع.
و دعا التقرير مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة طلب مزيد من المعلومات من دولة الإمارات العربية المتحدة حول ما إذا كانت تعيد إمداد مليشيا الدعم السريع في مسرح عمليات الفاشر.
مشرعو الكونغرس
وبعث مشروعون أمريكيون في ديسمبر من العام برسالة إلى الإمارات، لوقف دعمها لقوات “الدعم السريع” في السودان والحد من ارتكاب الفضائع التي تحدث،
وبحسب مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية فإن الرسالة، التي بعثها نحو 10 مشرعين إلى أبوظبي، يدينون فيها الدعم الإماراتي المقدم لقوات “الدعم السريع في السودان، مشيرين إلى أن ذلك قد يؤثر على علاقة الولايات المتحدة بالإمارات.

ويثير الدعم الإماراتي لقوات “الدعم السريع” حفيظة الكونجرس الأمريكي، واتخذ مجموعة مشرعين خطوة غير عادية بإرسال رسالة مباشرة لوزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد، يدينون فيها الدعم لقوات “الدعم السريع”.

وأضافت الرسالة : “سيشكل هذا الانتهاك خطرًا كبيرًا على سمعة دولة الإمارات العربية المتحدة وسيضع الشراكة الوثيقة طويلة الأمد مع الولايات المتحدة موضع شك”.
وأضاف المشرعون أنهم “ينتبهون إلى تصرفات الإمارات في السودان”.
ترأست الرسالة سارة جاكوبس، العضو البارز في اللجنة الفرعية للشؤون الخارجية بمجلس النواب المعنية بأفريقيا.

وول ستريت جورنال

كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية في تقرير لها أن دولة الإمارات العربية المتحدة تقدم دعمًا عسكريًا لقوات الدعم السريع، التي تقاتل الجيش السوداني، وسط قلق أميركي من هذا الدعم.
وقالت الصحيفة إن طائرة شحن إماراتية هبطت في مطار أوغندي بداية يونيو من العام الماضي تأكد أنها كانت تحمل أسلحة وذخيرة، في الوقت الذي كانت تُظهر فيه وثائق رسمية أن الطائرة تحمل مساعدات إنسانية إماراتية إلى اللاجئين السودانيين.
ونقلت الصحيفة الأميركية عن مسؤولين أوغنديين قولهم، إن الطائرة الإماراتية سُمح لها بعد ذلك بمواصلة رحلتها إلى مطار أم جرس شرق تشاد، وأكّدوا أنهم تلقّوا بعد ذلك أوامر من رؤسائهم بالتوقّف عن تفتيش الرحلات القادمة من الإمارات العربية المتحدة، وجرى تحذيرهم من التقاط أي صورة لتلك الطائرات.