أسفي عليك

بقلم: يوسف عبد المنان

ربما أسف الدكتور التجاني سيسي أكثر من أسفي على ابن منطقتي الدبيبات الدكتور عبدالله حمدوك وهو يسقط كل يوم تحت احذية صغار ضباط مخابرات دولة الإمارات العربية المتحدة ويمارس هذا الانحطاط والعمالة حد تبرئة الإمارات من كل مافعلته بالشعب السوداني.
ياسي دكتور التجاني سيسي لأنه اول من قدم اسم عبدالله حمدوك للرئيس السابق عمر البشير بعد توقيع اتفاقية الدوحة التي كان السيسي بطلها وفي إحدى جلساته مع الرئيس بشأن تقيم الوضع قال التجاني سيسي للرئيس أن هناك ثغرة في جدار الحكومة ممثلة في التخطيط الاقتصادي والتعاون الدولي وبين أبناء السودان في الخارج من أصحاب الخبرة والعلاقات الجيدة بالصناديق المالية دكتور عبدالله حمدوك وهو من أبناء كردفان
تقبل البشير ترشيح السيسي ولكن عرضه على أجهزة الفحص السياسي والاجتماعي وكانت النتيجة سالبة وبعد فترة سأل الدكتور السيسي البشير عن ترشيح حمدوك ضحك البشير بطريقته الخاصة وقال (زولك طلع شيوعي) وليته كان شيوعيا والشيوعيون أبناء بلد لايمارسون مثل هذه العمالة التي احترفها حمدوك في ارزل العمر بعد أن فصله نقد من الحزب الشيوعي لأسباب لسنا في حاجة لترديدها لأن معلوماتنا عنها منقولة.
تمتد علاقتي الشخصية بحمدوك منذ فترة طويلة وبعد ترشيحه من قبل تجاني سيسي كتبت عنه صفحة كاملة بصحيفة المجهر التي ساهمت مع غيرها في التوعية العامة والتنوير والمثاقفة لأنها كانت صحيفة السودان التي تكتب مالا يكتب في ذلك الزمان وتحسرت على إضاعة الحكومة فرصة الاستفادة من طاقة اقتصادية بسبب التصنيف غير العادل وعلاقتي بحمدوك اليساري المثقف وهو يتحفنا في ليالي مفاوضات السلام بين الحكومة ومتمردي الجيش الشعبي وكان عرمان يأتي بحمدوك وبكمال الجزولي وبروفيسور عشاري وبلدو وفضيلي جماع وبركة ساكن ويقدم عرمان هؤلاء باعتبارهم نخب البلاد ومثقفيها الداعمين لثورية الحلو والحالمين بسودانهم .
ولاتقف التصنيفات بيننا ونحن نسهر في ليالي أديس أبابا الجميلة مع الصحافيين محمد حامد جمعه وأحمد البلال الطيب وحينها لايعرف كثير من قادة الحرية والتغير حمدوك وكان حمدوك نفسه نقيا كجلباب صلاح أحمد ابراهيم لم يأكل من مال سحت الإمارات ولم تلوث سيرته بعمالة ظاهرة بلغت حد أن يصبح حمدوك أداة طيعة في جيب الإمارات العميق ويسقط كل هذا السقوط الذي لايشبه الكبار وحمدوك مما ادخره من أموال طوال فترة توظيفه في المنظمات الدولية والإقليمية لاحاجة له ليسقط ويتسفل مثلما يحدث اليوم.
وحمدوك في كل يوم يطعن في شرف مثقفي الأمة السودانية ويضع نفسه في مكانا لايليق به وحمدوك الان اكثر سياسي تحتقره الإمارات وكلاب صيدها من سائر العملاء
الإمارات التي تشتري الناس بالمال تعرف وضاعة من يبيعون أنفسهم في سوق العمالة لدرجة ان تستاجر بعض المحسوبين على الجالية السودانية في الإمارات لتصدر بيانا ضد وطنها خوفا وطمعا ولكن السودانيين مشفقين لرجل مهما كان فإنه رئيس وزراء سابق لهذا البلد ينبغي توقيره واحترامه قبل أن يحترم هو نفسه وعلمه وثقافته ويقبل بالدنيئة ويصبح مجرد مخبر ومتعاون مع جهاز المخابرات الإماراتي من أجل لقمة عيش غير شريفة وليت الرجل قرأ في سيرة رجال مثل محمد أبوالقاسم حاج حمد حينما تأمل في مشهد التدخل الأجنبي الكثيف في مؤتمر اسمرا عام الف وتسعمائة وخمس وتسعون ونفض يده وعاد للخرطوم مكرما حتى توارى عن الدنيا ولم يلطخ يداه بجيوب العمالة والاكل من تحت أيادي الرجال.
وليت لو كان حمدوك عميلا في خدمة أمريكا أو روسيا أو الصين لكنه اختار العمالة لرعاة النوق في صحراء العرب.

اقرأ أيضا