د. جبريل هو الانسب لشغل منصب رئيس الوزراء

تصاعدت خلال الايام الماضية اسهم الدكتور جبريل ابراهيم ، وزير المالية رئيس حركة العدل والمساواة لشغل منصب رئيس الوزراء فى الحكومة المرتقبة.
وبرز اسم دكتور جبريل كمنافس وحيد على مايبدو للدكتور كامل ادريس الذى كان قد استقر عليه الراي فى بورتسودان اخيرا، لكن تطورات السياسة والميدان خاصة فى اعقاب الاداء القوى للقوات المشتركة فى معارك دارفور قدمت الدكتور جبريل ابراهيم نظرا لمواقفه الثابتة فى تثبيت اركان الدولة وبسبب وجود اصوات عديدة تاخذ على الدكتور كامل ادريس ابتعاده عن الوطن وهموم المواطن اليومية مع الاقرار التام بكفاءته فى محور العلاقات الخارجية وما يتطلبه الراهن من علاقات دولية فى ظل ما يشهده السودان من حرب ذات ارتباطات واضحة بالمؤثرات الخارجية.
لن يشكك احد بالطبع فى امكانات الدكتور كامل ادريس بكل ثقل سيرته الذاتية وامتدادات علاقاته الخارجية، لكن وللحقيقة فان المفاضلة بينه ودكتور جبريل تمنح الاخير افضلية مستحقة وكلاهما من ابناء السودان الاخيار ونظر لكثير من المواصفات التى يتطلبها موقع رئيس الوزراء والمتوافرة فى الدكتور جبريل ابراهيم.
الدكتور جبريل ابراهيم يتمتع بمميزات اضافية غير موجوده فى د. كامل ادريس الذى يؤخد عليه الابتعاد عن السودان وقضايا مواطنه اليومية، وصعف المامه بملفات الخدمات والمعاش وابتعاده عن الوطن لسنوات طويلة ربما افقدته القدرة على الالمام الكافي بما يطلبه ويعانيه المواطنون.
الدكتور جبريل ابراهيم اكسبته تجربة المعايشة اليومية لملفات وزارة المالية الماما بتفاصيل الراهن وهو يدير معادلاته ويحدد موازناته عن كثب، كما ان وجوده فى عمق ادارة الخدمات ومعاش الناس يجعله الاقرب لوضع الحلول والمتابعة واستشراف المعالجات باعتباره مالك مفاتيح خزانة الدولة ، يعلم ادق الاسرار المطلوبة لرئيس الوزراء عن دخلها وصرفها والتزاماتها وسبل تدبير المعالجات المطلوبة لمواطنيها خاصة فى ظل الحرب ومرحلة الاعمار.
كما ان الرجل اكتسب مهارة فى توليف المعادلات المطلوبة لجبر كسور الواقع اليومي بمعالجات يعلمها ويتقن ادارتها فى ظل صعف الخدمات والموارد، بعد ان اتقن ادارة اقتصاد الندرة وعبر بالبلاد الكثير من المطبات خلال السنوات الماضية وفى ظل اندلاع الحرب التى ضاعفت من فاتورة الانفاق والالتزامات.
ما انجزه دكتور جبريل فى ملف تثبيت اركان الدولة كذلك يجعل من صلته بملفي الامن والدفاع على مايرام، خاصة والرجل يقود احدى حركات الكفاح المسلح المؤثرة على مستوى الميدان والتى جعلت كلمة الجيش هي العليا الى جانب رصيفاتها الاخريات، فقد غادر جبريل مربع الحياد باكرا ، وكان له دور مقدر فى العمليات بمحاور المصفاة ومعارك بابنوسة و في الجبال الشرقية منطقة العباسية و أبو جبيهة والجزيرة اذ وصلت قواته حتى قرية الشبارقة بولاية الجزيرة . .
يتميز دكتور جبريل بقومية تجعله مقبولا للسودانيين فى ظل توجهات قبلية لكثير من زعامات اليوم ، ورغم ميزة الثقل الذى يمنحه الانتماء للزغاوة الا ان الرجل يتجاوز الاطر الجهوية من واقع حيثيات عديدة قربته من كل ولايات السودان وهو المالك لخزائن الانفاق على الجميع من منطلق وجوده كوزير للمالية، كما ان دارفور بتحدياتها الراهنة تستحق وبما تواجهه من ابتلاءات وتحديات ان يكون احد ابنائها الملمين بالتقاطعات والتفاصيل المهمة فى ادارة تناقضات العلاقات بين مكوناتها المحلية موجودا فى رئاسة الوزراء، وهذا جامب مهم يضيف نقاطا مطلوبة فى سباق التنافس على موقع رئيس الوزراء.
على مستوى العلاقات الخارجية وهي الميزة المتوافرة عند منافسه على الموقع كامل ادريس فان الدكتور جبريل ابراهيم يتمتع بعلاقات خارجية مميزة مع دول يحتاجها السودان خلال محنته الراهنة
(روسيا، واليابان، والصين، وإيران، وقطر، وتركيا، وعدة دول إفريقية، تحديدا دول الساحل الأفريقي و الجوار مثل تشاد و إفريقيا الوسطى)، وقد اكسبه الانخراط فى مفاوضات اعفاء ديون السودان مهارة فائقة فى تمتين عرى التواصل مع العالم الخارجي، الى جانب مهاراته الفائقة فى التفاوض وبناء علاقات مع البنك الدولي و صندوق النقد الدولي ونادي باريس و الصناديق العربية المانحة وكل المؤسسات المالية العالمية .
من ميزاته كذلك انه سياسي من الطراز الاول ،وصاحب تحالفات وانتماء لحركة وكتلة مؤثرة فى المشهد (الكتلة الديمقراطية) ، وربما يكون تعيينه سانحة لجمع كثير من القوى السياسية التى بامكانها ان تشكل ( حاضنة مطلوبة) للحكومة التى سيقودها الدكتور جبريل ابراهيم ان تم اعلانه رئيسا للوزراء.
لكل ما تقدم ومع تقديري لامكانات ووطنية الدكتور كامل ادريس ارى ان الدكتور جبريل ابراهيم هو الانسب لشغل منصب رئيس الوزراء الذى ينبغي ان يتم الاختيار له بعناية تتفادى بالبلاد التجريب والمغامرة، فمن المهم تعيين شخصية تحظي بقبول سياسي وبعد اقتصادي وعلاقات خارجية مميزة واقتراب من يوميات المواطن السوداني فى امنه وخدماته ومعاشه ، مواصفات معلومة ومطلوبة فى هذا التوقيت ،ولعل دكتور جبريل ابراهيم هو الاقرب لما يطلبه المواطنون..