مواقف متناقضة لجوبا: وسطاء للسلام .. ومرتزقة مع المليشيا
وسطاء للسلام .. ومرتزقة مع المليشيا
جوبا .. مواقف متناقضة
المرتزقة الجنوبيون ظلوا يقاتلون إلى جانب الدعم السريع..
تسريبات حول تورط مدير مكتب مستشار سلفاكير في تهريب ذهب السودان
جوبا الرسمية تقف عاجزة عن ايقاف تعاون المواطنين مع المليشيا..
الكرامة: هبة محمود
في الوقت الذي تسعى فيه دولة جنوب السودان، لإيجاد صيغة مناسبة لإيقاف القتال الدائر في السودان بين الجيش والدعم السريع، وحل الأزمة، تطل في الاثناء بعض المواقف التي تتسع على إثرها التساؤلات حول صدق نية الدولة الجارة في إيجاد حل مناسب يفضي لسلام واستقرار السودانيين.
ولعل أكثر ما يثير الشكوك حول ذلك هو القبض على مرتزقة جنوبيين من وقت لآخر، يقاتلون إلى جانب الدعم السريع، وتسريبات حول تورط مستشار سلفاكير توت قلواك، في تهريب الذهب من السودان بواسطة مليشيا الدعم السريع، عبر مطار جوبا.
مواقف تدفع للتساولات حول أدوار جوبا الرسمية والشعبية حيال الأزمة السودانية.
تصرفات فردية
كغيرها من دول الجوار تسعى جوبا لإيجاد حل لازمة السودان، وإيقاف الحرب المستعرة فيه منذ منتصف أبريل من العام الماضي، حيث تؤثر دون شك على الأمن القومي لها، فضلا عن مساع حكومة سلفاكير لرد الجميل للسودان الذي ساهم في أكثر من موقف في نزع فتيل الأزمة قبل انفجارها.
ورغم تلك المساعي على المستوى الحكومي الا انه و على المستوى الشعبي نجد أن كثير من عناصر دولة جنوب السودان تشارك في القتال الى جانب المليشيا دون ان تتحرك جوبا الرسمية ، لكن كثير من المتابعين يفصلون بين موقف الدولة الرسمي والآخر الشعبي، لاعتبار ان ما يحدث لا يخرج عن كونه تصرفات فردية.
الكيل بمكياليين
لكن في مقابل ذلك يري البعض ان جوبا تكيل بمكياليين، مكيال تتعامل به مع الحكومة السودانية، والآخر مع مليشيا الدعم السريع.
ولعل من أكثر التناقضات في المواقف هو سعي مستشار سلفاكير، توت قلواك، للمتوسط بين البرهان وقائد ثان المليشيا عبد الرحيم دقلو، وذلك عندما أبلغ خلال الأسبوعين الماضيين رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، رغبة عبد الرحيم دقلو قائد ثاني الدعم إنهاء الحرب، وتبني حكومة جنوب السودان منبرا للسلام بين للطرفين.
وبحسب المصادر فإن توت قلواك التقى عبد الرحيم دقلو فى أديس أبابا وابلغه برغبته الصادقة فى إنهاء الحرب، وأشارت إلى أن رئيس مجلس السيادة أبلغ توت قلواك أن لا تفاوض مع مليشيا الدعم السريع الا بعد الخروج من المنازل والاعيان المدنية والتجميع فى معسكرات يحددها الجيش السودانى على الحدود السودانية التشادية.
ونبه البرهان توت قلواك أن لادور سياسي ولا عسكرى للمليشا فى المرحلة القادمة.
تناقض قلواك
يلي ذلك _اي موقف توت قلواك _ هو الكشف عن تهريب الدعم السريع، أطنان من الذهب السوداني المنهوب بطائرة إماراتية خاصة، حطت في مطار جوبا ونقلت الذهب إلى إمارة دبي في الإمارات.
وبحسب موقع حقيقة السودان، فأن العملية تمت بإشراف وحضور طالب بيتر، مدير مكتب توت قلواك مستشار الرئيس سلفاكير للشؤون الأمنية.
ونقلت المصادر أن عملية التهريب تمت قبل زهاء ثلاثة أسابيع من الآن، وسط تكتمٍ شديد، وأن الدعم السريع نجحت في نقل الذهب المنهوب من السودان إلى جنوب السودان براً، عبر منطقة راجا بولاية غرب بحر الغزال، التي ترتخي فيها القبضة الحكومية، وتسيطر مجموعات متمردة، تساند الدعم السريع في حربها ضد الجيش في السودان.
دليل دامغ
في زاوية أخرى تقف مسألة مشاركة عناصر دولة الجنوب في الحرب موقفها الذي يثير علامات الاستفهامات، ويدعو للتساولات حول جوبا الرسمية التي تقف عاجزة عن ايقاف هذه الممارسات، فهل ما يحدث يعتبر انعكاسات للفوضى في دولة الجنوب.
والسبت قال مصدر مطلع ل الكرامة” ان أكثر من 200 مرتزق من جنوب السودان لقو مصرعهم بالقرب من حسكنيتة الجمعة، وهم في طريقهم للمشاركة في حرب الفاشر.
وأوضح المصدر ان هؤلاء المرتزقة تحركت قوتهم امس الاول من الضعين على متن ثلاثة شاحنات (زد اس) تحرسها ستة عربات لاند كروزر وعند تجاوزها منطقة حسكنيتة تم القضاء عليها بعد نصب كمين لها.
وقالت المصادر ان بعض الأسرى الجنوبيين تم اسرهم توطئة لتسليمهم كدليل دامغ لحكومة جنوب السودان.
نفي مستمر
وورغم تلك الادلة الدامغة الا ان دولة جنوب السودان ظلت تشدد على رفضها التدخل في حرب السودان.
وفي نوفمبر الماضي نفت دولة جنوب السودان بشدة أي صلة لها بالقتال الدائر في السودان، ورفضت الادعاءات الخاصة بمشاركة عناصر من الجنوب في الحرب بعد تداول وسائل التواصل الاجتماعي صورا تظهر أفرادًا يرتدون زي قوات الدعم السريع.
وأكد وزير الخارجية والتعاون الدولي في جنوب السودان، جيمس بيتيا مورغان خلال تصريحات سابقة أن الرئيس سلفا كير لعب دوراً محورياً في التوسط في الصراع في السودان منذ اندلاعه منتصف أبريل 2023، واعتبر ان هذه التقارير هي من عمل أفراد يسعون إلى استغلال الوضع لمصالحهم، وتعريض السلام والاستقرار في المنطقة للخطر”.
وأردف ” الجهود الدؤوبة التي يبذلها الرئيس كير للتوصل إلى حل سلمي في السودان هي بمثابة شهادة على التزامنا الثابت بالاستقرار في المنطقة.”
توجهات شخصية
من جانبه يرى الكاتب الصحفي و المحلل السياسي عمار العركي، ان هناك موانع طبيعية لدولة جنوب السودان يستحيل ان تذهب هذه الموانع مع اية حكومة، وذلك لطبيعة العلاقة بين الجنوب والشمال.
ويشدد على أن ما يحدث من جنوب السودان من عمل عدائي هو عبارة عن توجهات شخصية وليس استراتيجية للحكومة او الجيش الشعبي نفسه.