ذهب السودان .. جرائم الامارات والجنجويد
- ابوظبي مازالت الوجهة الرئيسية للتهريب
- المليشا استولت على “1273” كيلو من الذهب و15طن من الفضة بحسب تقارير رسمية
- تهريب أطنان من الذهب المنهوب بطائرة إماراتية خاصة عبر مطار جوبا
- تقارير دولية: الإمارات استحوذت على معظم ذهب السودان المهرب
- تهريب اطنان من الذهب المنهوب بطائرة إماراتية حطت في مطار جوبا
- ست جوازات سفر لاماراتيين ضمن ادلة تورط ابوظبي فى دعم المليشيا
تقرير :رحمة عبدالمنعم
هربت مليشيات الدعم السريع كميات كبيرة من الذهب السوداني الذي قامت بسرقته من مصفاة السودان للذهب بعد ادراكها انها تعيش لحظاتها الأخيرة عقب خسارتها في كل الجبهات وعدم قدرتها على اتخاذ اي خيارات لوقف الهجوم الكاسح للقوات المسلحة في كافة المحاور
وقبل يومين ،اقدمت المليشيا المتمردة على تهريب عدة اطنان من الذهب السوداني المنهوب بطائرة إماراتية خاصة ،حطت في مطار جوبا ونقلت الذهب السوداني المنهوب إلى إمارة دبي ،بإشراف وحضور مدير مكتب مستشار سلفاكير،للشؤون الامنية توت قلواك ،وذلك بحسب ما اورده موقع “حقيقة السودان ”
إيقاف التصدير
وكشف مصدر حكومي رفيع لـــ “الكرامة”، عن بروز اتجاه حكومي لإيقاف تصدير الذهب السوداني إلى أسواق ابوظبي،وقال إن هنالك قرارت جديدة بخصوص صادر الذهب ستصدر في الأيام القادمة.
وأوضح المصدر أن الجهات الحكومية تبحث عن أسواق جديدة لتصدير المعدن النفيس، وان الدولة سوف تتراجع عن التزامها للشركات العاملة في قطاع التعدين بخصوص تصدير الذهب إلى دولة الإمارات .
وكان وزير المالية والإقتصاد الوطني د.جبريل إبراهيم قد ذكر في تصريحات صحفية، إن تصدير الذهب للإمارات يخضع لرغبة الشركات العاملة في مجال تنقيب الذهب ،وذلك رداً على إنتقادات استمرار تدفق المعدن إلى دولة تم تصنيفها في خانة العدو ، بسبب دعمها لمليشيات الدعم السريع بالأسلحة والذخائر ، وقد وصلت قضية السودان ضدها إلى ردهات مجلس الأمن.
و قدمت بعثة السودان لدى الأمم المتحدة أدلة وصفتها بالجديدة لتورط أبو ظبي في دعم قوات الدعم السريع، بينها ست جوازات سفر لرعايا إماراتيين قال مندوب السودان لدى الأمم المتحدة إنه تم العثور عليها في “قلب المعركة”.
وأفادت البعثة أن الجيش السوداني ضبط في معركة الإذاعة “عربة مدرعة نمر 2، ماركة فورد”، إضافة إلى 120 دانة مخصصة للطائرات المسيرة و120 دانة مدافع، صُنعت خصيصًا للقوات المسلحة الإماراتية.
تهريب الذهب
وأقدمت مليشيات الدعم السريع المتمردة على تهريب عدة أطنان من الذهب السوداني المنهوب بطائرة إماراتية خاصة، حطت في مطار جوبا ونقلت الذهب السوداني المنهوب إلى إمارة دبي في الإمارات، بإشراف وحضور طالب بيتر، مدير مكتب توت قلواك، ونقلت مصادر موثوقة لموقع “حقيقة السودان “،أن عملية التهريب تمت قبل زهاء ثلاثة أسابيع من الآن، وسط تكتمٍ شديد، وأن مليشيات الدعم السريع المتمردة نجحت في نقل الذهب المنهوب من السودان إلى جنوب السودان براً، عبر منطقة راجا بولاية غرب بحر الغزال، التي ترتخي فيها القبضة الحكومية، وتسيطر مجموعات متمردة، تساند مليشيات الدعم السريع في حربها ضد الجيش في السودان، وعلمت (حقيقة السودان) أن المليشيات نشطت في نقل الأسلحة والذخائر والمركبات الحربية في المنطقة المذكورة عبر الحدود إلى داخل السودان، وأنها تعاقدت مع شركة هندسية في جنوب السودان لردم الطرق المستخدمة في تهريب الأسلحة والذخائر والذهب، من وإلى السودان، وأن الشركة المذكورة تسابق الزمن لإنهاء أعمالها كي لا يتسبب موسم الأمطار في تعطيل الإمدادات التي يتم نقلها للمرتزقة عبر جنوب السودان إلى السودان، عقب وصولها جواً إلى نيروبي وعنتبي، كما لجأت مليشيات الدعم السريع مؤخراً إلى استخدام مطار بانغي، عاصمة إفريقيا الوسطى، لنقل السلاح إلى السودان، بطائرات صغيرة تستخدم مهبطاً ترابياً للهبوط وتفريغ حمولاتها في منطقة أم برمبيط، وأنها (أي المليشيا) وبتمويل وتوجيه من دولة الإمارات شرعت في تشييد مهبط ترابي آخر في منطقة آتية، بوحدة مستري الإدارية خارج مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور، وأن العمل يمضي بسرية تامة بغرض استخدام المهبط بدلاً من مطار مطار الجنينة المعرض للاستهداف الدائم بواسطة سلاح الطيران التابع للقوات المسلحة السودانية.
يذكر أن توت قلواك مستشار سلفاكير للشئون العسكرية والأمنية زار بورتسودان قبل أسبوعين من الآن، والتقى الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة، قائد الجيش السوداني، ناقلاً له أنه التقى قائد ثاني المتمردين عبد الرحيم دقلو في إثيوبيا، وأن الأخير طلب منه أن تتدخل دولة جنوب السودان وتتبنى وساطة لوقف الحرب في السودان، وذكر قلواك للبرهان أنه قال لعبد الرحيم دقلو (ألم أنصحكم سابقاً بعدم التورط في الحرب.. ومش قلت ليكم ما تشاكلوا الجيش)
نهب المعادن
وقال وزير المعادن محمد بشير أبو نمو، الثلاثاء،إن قوات الدعم السريع قامت بالاستيلاء على 15 طن من الفضة و1273 كيلو جرام من المعدن الأصفر.
وقال أبو نمو، في مقابلة مع موقع “المحقق”، إن الدعم السريع استولت على كميات من الذهب و15 طن من الفضة منها 5 أطنان كانت جاهزة للتصدير، وذلك من مصفاة السودان للذهب”.
وأشار إلى أن الذهب المنهوب كان تم حصره قبل اندلاع الحرب بثلاث أيام، وكان رصيد بنك السودان 156 كجم، و106 كجم لوزارة المالية و101 كجم للمصفاة و906 للشركات، علاوة على 4 كيلو جرامات لمحفظة السلع الاستراتيجية..
وفي وقت سابق ،قال عضو مجلس السيادة الانتقالي الفريق اول ركن ياسر العطا، إن قائد مليشيات الدعم السريع محمد حمدان دقلو يملك أكثر من 70 طنًا من الذهب خارج السودان وعشرات الأطنان في الداخل.
وقال العطا، في مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط، الخميس؛ إن “المعلومات المتوفرة عندي تُشير إلى إن حميدتي يملك مخزونًا من الذهب يُقدر بـ 53 طنًا في روسيًا و22 طنًا في دولة شقيقة وهناك أطنان أخرى أقل في عدة دول”.
وأشار إلى أن حميدتي يُخبئ عشرات الأطنان من الذهب داخل السودان
تقارير دولية
ووفقاً لتحليل أجرته “سويس إيد” (Swissaid)، وهي منظمة تركز على المساعدات والدعم التنموي، فقد شملت عمليات تهريب الذهب ما إجماليّه 435 طناً تتجاوز قيمتها 30 مليار دولار من أفريقيا إلى دولة الإمارات .
وذكرت سويس إيد أن الإمارات كانت الوجهة الرئيسية للذهب المهرب من أفريقيا، إذ أنها استقبلت 405 أطنان في عام 2022. وأضافت المنظمة أنه خلال العقد الماضي، تلقت الإمارات أكثر من 2500 طن من الذهب المهرب بقيمة إجمالية تزيد عن 115 مليار دولار.
وكشف تقرير لمؤسسة “غلوبال ويتنس”، للتحقيقات الاستقصائية، أن شركة “كالوتي” التي تدير مصفاة للذهب، ومقرها في دولة الإمارات، كانت تستورد ذهب السودان الذي تسيطر عليه مليشيات مسلحة.
وأضاف التقرير أن “كالوتي” استحوذت على معظم ذهب السودان منذ عام 2012، وأن الذهب الذي كان يصدّره بنك السودان المركزي قد ارتبط كثيراً بالنزاع وانتهاكات حقوق الإنسان، ولا سيما في منطقة “جبل عامر”.
وأفاد تقرير “غلوبال ويتنس” بأن شركة كالوتي تواجه القليل من الضغوط في الإمارات لاعتماد إجراءات أكثر مسؤولية فيما يسمى “العناية الواجبة بسلاسل إمداد المعادن”. وحثّ السلطات القضائية في دول مثل الإمارات وسويسرا، على إقرار تشريعات صارمة بشأن التحقق من سلسلة التوريد.
وهذه ليست المرة التي تتهم فيها الإمارات بالاستفادة من ذهب الصراعات في القارة السمراء، فقد حذر تقرير أممي، الشهر الماضي، من مغبة استمرار عمليات تهريب الذهب من جمهورية الكونغو الديمقراطية لإمارة دبي.
وكشف التقرير السنوي للجنة الخبراء التابعة لمجلس الأمن الدولي أن عمليات التهريب تلك تكلف ملايين الدولارات سنوياً، فضلاً عن استخدام حصيلة عمليات التهريب في تمويل “الصراع المفتوح ” في بعض الدول الافريقية
وأوضح التقرير أن إمارة دبي تستحوذ على نصيب الأسد من تهريب الذهب من كينشاسا، إلى جانب دول أفريقية أخرى تستفيد من عصابات التهريب كأوغندا وتنزانيا، مما يحرم بعض الدول من ملايين الدولارات كانت ستتحصل عليها في شكل عوائد ضريبية
تجاوزات خطيرة
وقال المحلل الإقتصادي د.بدرالدين حسان لـــ “الكرامة” ، “بحسب المعلومات التي جرى رصدها اختارت الميليشيات دولة جنوب السودان، وقامت بتهريب كميات كبيرة من الذهب السوداني إلى دولة الإمارات، مستفيدة من مطار الجارة الجنوبية في تجاوز خطير للعلاقات بين البلدين
ولفت إلى أن الميليشياتستستفيد من كميات الذهب المهربة إلى الامارات في تحصين مواقعها ودفاعاتها ضد الجيش، من خلال الدفع بمرتزقة أو تدريب أطفال مقابل مبالغ مالية، كما ستزيد الأموال المنهوبة من أرصدة قيادات الميليشيات التي تعيش على قوت المواطنين بعد ان قامت بعمليات تخريب ممنهج إلى الاقتصاد السوداني
وذكر أن الإمارات كانت الوجهة الرئيسية للذهب المهرب من السودان ، إذ أنها استقبلت أطنان من الذهب السوداني . وقال حسان إن الإمارات تساهم في تبييض الذهب بالنظر إلى أن كميات كبيرة من الذهب المهرب تكتسب وجودا قانونيا من خلال المرور عبر الإمارات.
وتطرق حسان إلى أن الميليشيات لاتزال تستقبل الدعم الاماراتي بالأسلحة والذخائر عبر مطارات دولة تشاد ،مطالباً الحكومة السودانية باستدعاء السفير الجنوبي واستفساره عن عملية تهريب الذهب من قبل المليشيات عبر مطار جوبا ،ومشاركة مستشار سلفياكر للشوؤن الامنية توت قلواك في هذه العملية التي تعد تجاوز خطير للعلاقات الطيبة بين البلدين الشقيقين _حد تعبيره