“مجزرة ودالنورة”.. استمرار بيانات الشجب والإدانة دوليا ومحليا
تقرير :رحمة عبدالمنعم
أدانت القوى والأحزاب والتيارات السياسية والمنظمات الوطنية والدولية وشخصيات إعلامية، الهجوم الوحشي الذي شنته مليشيات الدعم السريع على المدنيين بمنطقة “ودالنورة” بولاية الجزيرة، داعية المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل وإدانة هذه الجرائم ومحاسبة المسؤولين عنها.
وعبرت جميع البيانات أن هذه الاعتداءات الخطيرة على المدنيين أصبحت دورية في انتهاك واضح للمواثيق الدولية لحقوق الإنسان الحقوق المدنية، وأن هذه الجرائم بمثابة إرهاب للمدنيين العزل.
الجامعة العربية
وأدان أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، «بشدة»، الهجوم الذي شنته مليشيات الدعم السريع السودانية، ضد منطقة «ود النورة» بولاية الجزيرة بوسط السودان، والذي أدى إلى سقوط أكثر من مائة مدني.
وأعرب الأمين العام، وفق بيان، يوم الخميس، عن خالص التعازي لأسر ضحايا هذه المجزرة وتمنياته للجرحى والمصابين بالشفاء العاجل.
وأكد الأمين العام، دعم الجامعة العربية الكامل للجهود المبذولة لوقف الصراع الدائر في السودان واستعادة دور الدولة السودانية على جميع الأصعدة.
الجدير بالذكر أن قرية ود النورة حالات نزوح كاملة للنساء والأطفال من الأهالي نحو المناقل، هربا من أعمال السلب والنهب، ودشن نشطاء وسم “#مجزرة_ودالنورة”، وتم تداول صور ومقاطع فيديو للضحايا وأدلى العديد من سكان المنطقة بشهادات حول ما حدث، حيث أكد بعضهم أن مليشيات الدعم السريع قطعت الاتصالات عن المنطقة أثناء الهجوم.
وبحسب شهادات فإن الهجوم تم على دفعتين، باستخدام أسلحة خفيفة ومتوسطة منها مضادات الطيران والأسلحة الثقيلة، مما أدي إلى سقوط القتلى تم دفنهم في قبور جماعية
الأمم المتحدة
وأعلنت الأمم المتّحدة، الخميس، أنّ أمينها العام، أنطونيو غوتيريش، يدين بشدّة الهجوم الذي أفادت تقارير بأنّ قوات الدعم السريع شنّته على قرية في ولاية الجزيرة بوسط السودان وخلّف أكثر من 100 قتيل.
وقال ستيفان دوجاريك المتحدّث باسم غوتيريش في بيان إنّ «الأمين العام يدين بشدّة الهجوم الذي يُزعم أنّ قوات الدعم السريع شنّته ضدّ قرية ود النورة بولاية الجزيرة ويُزعم أنّه خلّف أكثر من 100 قتيل».
وأضاف أنّ الأمين العام يدعو طرفي النزاع إلى الامتناع عن شنّ أيّ هجمات ضدّ المدنيين
وفي بيانه أكّد دوجاريك أنّ الأمين العام «يشعر بقلق عميق إزاء المعاناة الهائلة للشعب السوداني بسبب استمرار الأعمال العدائية».
بدورها، قالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان كليمنتين نكويتا سلامي، في بيان: “لقد صدمت من التقارير التي أفادت بوقوع هجمات عنيفة وارتفاع عدد الضحايا في قرية ود النورة بولاية الجزيرة، الأربعاء”.
وأضافت: “في حين أن الأمم المتحدة لا تملك حتى الآن التفاصيل والحقائق الكاملة لأحداث أمس (الأربعاء)، إلا أن هناك تقارير موثوقة عن إطلاق نار كثيف واستخدام أسلحة متفجرة في المناطق المدنية المأهولة بالسكان”.
وطالبت سلامي، “بإجراء تحقيق شامل في ملابسات ما حدث في ود النورة، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم”.
وأشارت إلى أن “قوات الدعم السريع قد أكدت علناً أن عناصرها شاركوا في العمليات البرية في هذه المنطقة، الأربعاء
وفي ذات السياق، طالب وزير خارجية بريطانيا قوات الدعم السريع وقف هجماتها في ود النورة بالسودان
الشخصيات الإعلامية
المنظمات واللجان
وأستنكر مرصد مشاد لحقوق الإنسان تعدي مليشيات الدعم السريع على المدنيين الأبرياء بقرية “ودالنورة “، وندد بعلميات القتل الجزافي الذي نفذته المليشيات على المدنيين العزل في جريمة تمثل انتهاكاً سافراً على حقوق الإنسان ومخالفة للقوانين الدولية للحرب
وأبدى مرصد مشاد، قلقه البالغ حيال تمدد إتنهاكات المليشيات في القرى والأعيان المدنية، بعدما نفذت جريمة جديدة تضاف لسجلها الحافل بالفظائع البشعة، حيث قامت بتصفية اكثر من (150) مدنيا وجرحي اكثر من (100) اخرين ، علاوة على توسيع دائرة الحرب على المناطق الآمنة، ما دفع العديد من السكان خاصة النساء والأطفال بالنزوح خارج نحو المجهول، الامر الذي ضاعف من معاناتهم وتعقيد الأوضاع الإنسانية بالمنطقة.
بدورها – ادانت منظمة فكرة للدراسات والتنمية بأشد العبارات قيام مليشيات الدعم السريع بارتكاب مجزرة بشعة بحق المدنيبن في منطقة “ودالنورة” بعد قصفها بالمدفعية الثقيلة وهجومها البري واسغ النطاق على القرية من ثلاثة اتجاهات
وفي ذات السياق، قالت لجان المقاومة الشعبية، إن ما حدث بقرية ود النورة وما يحدث كل يوم من انتهاكات بحق المدنيين هو تأكيد عملي على ضرورة تقوية وتمتين المقاومة الشعبية المسلحة وانتظام المواطنين وحشد الطاقات وتوجيهها لمواجهة خطر هذه المليشيا المتمردة وإيقاف انتهاكاتها بحق المواطنين في كل السودان، وخاصة ولاية الجزيرة – حسب تعبير البيان.
الأحزاب السياسية
وقال الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي، أمين محمود، في بيان: “إن مجزرة قرية ود النورة بولاية الجزيرة تأتي في سياق إرهاب الشعب السوداني لتخور إرادته في الصمود والاستسلام المهين”. ودعا البيان لتلبية دعوات الاستنفار لمساندة الجيش والمقاومة الشعبية.
وأدانت حركة العدل والمساواة السودانية، بقيادة جبريل إبراهيم، ما اعتبرته مجزرة ارتكبتها قوات الدعم السريع. وشددت الحركة في بيان على أن ما تقوم به مليشيا الدعم السريع من جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب وإبادة جماعية وانتهاكات خطيرة للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي تستوجب الإدانة الدولية والمحاسبة الرادعة لها وتصنيفها كمنظمة إرهابية، وإحالة جرائمها إلى المحكمة الجنائية الدولية – حسب البيان
من جانبه، استنكر الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل ما اعتبره مجزرة بشعة تورطت فيها قوات الدعم السريع في ود النورة. ودعا الحزب في بيان المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية للانتباه للمجازر التي تقوم بها قوات الدعم السريع وتصنيفها كمنظمة إرهابية.
وفي الأثناء، شجب تحالف قوى التغيير الجذري، وهو تحالف يقوده الحزب الشيوعي السوداني، مجزرة بلدة “ود النورة”. ورأى بيان أصدره الائتلاف أن هذه الجريمة المروعة تكشف عن حجم العنف والبربرية التي تمارسها المليشيات الإرهابية في ربوع الجزيرة وفي مناطق أخرى في دارفور وغيرها من ولايات السودان.
بدوره ندد التجمع الاتحادي بالاعتداء الذي شنته الدعم السريع على قرية ود النورة مستخدمة مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة، وقال في بيان إن الإعتداءات والهجمات المتكررة التي ما زالت تشنها الدعم السريع على قرى غرب وجنوب ولاية الجزيرة وما يصاحبها من قتل وسحل واعتقالات وترويع ونهب وتشريد، لهو إمعان في انتهاك حدود حماية المدنيين في النزاعات، واعتبر مجزرة ود النورة إضافة لقائمة طويلة من الجرائم والانتهاكات الجسيمة التي وقعت على آلاف الضحايا الأبرياء من المدنيين منذ اندلاع حرب 15 أبريل_وفقاً للبيان
وتقول الصحفية المصرية صباح موسى، إن المجزرة التي ارتكبتها الدعم السريع في قرية ود النورة بولاية الجزيرة، ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، فهذه طريقة جماعة متفلتة وسلوك بربري في القتال، بعد أن رفعت لهم جهات داخلية وخارجية شعارات عن تحرير السودان وتحقيق التحول الديمقراطي كما يزعمون، هم فعلا يحررون السودان بطريقتهم، يحرروه من الشعب، وليس لصالح الشعب، لم يتغيروا ولن يتغيروا
وتضيف : الإدانات لن تجدي، البيان بالعمل،وهنا يأتي دور قوات (الشعب) المسلحة، والتي مهمتها الأساسية في هذه الحرب الدفاع عن الناس وتأمينهم، انقذوا الناس من هذه الوحشية،
اما المجتمع الدولي وأصحاب الأجندات فمناجاتهم ومناشدتهم لن تجدي شيئا، فضمير العالم الذي مات في غزة لن يحيا في السودان
وكتب المحلل السياسي خالد الإعيسر على منصة “إكس” :الجرائم التي ارتكبتها ميليشيا الدعم السريع في حق المدنيين السودانيين ليست خافية على أحد، وآخرها جريمة “ود النورة” أمس، وقتلها لمئات الشهداء، وأضاف:للأسف مازالت الحكومة السودانية تعوّل على ما يسمى بالمجتمع الدولي “ويقينها أن ثمة دول تسيطر على قرارته، وتساند الميليشيا؛ ولا يهمها مقتل السودانيين”.