اللاجئون السودانين بإثيوبيا.. العودة أو الجحيم
تقرير : ضياءالدين سليمان
أوضاع مأساوية وظروف معيشية قاهرة يعيشها اللاجئون السودانيون في معسكرات اللجوء بدولة إثيوبيا،
وبحسب تقارير فان ما يقارب عدد (7000) لاجئ سوداني دخلوا في إضراب عن الطعام منذ الثالث والعشرين من الشهر الجاري، بعد سلسلة من الانتهاكات التي تعرضوا لها منذ أن وطأت أقدامهم معسكر “أولالا” في شمال إثيوبيا.
ومنذ مطلع مايو فرّ أكثر ألفي لاجئ سوداني من معسكر “كومر” على الحدود الغربية لدولة إثيوبيا، عقب تعرضهم لهجمات من مسلحين، فيما تم حجزهم في إحدى الغابات في معسكر كومر وسط ظروف إنسانية معقدة.
و أعلن أكثر من ألفي لاجئ سوداني عالقين في غابات إقليم أمهرة الإثيوبي الدخول في إضراب عن الطعام ابتداءً منذ يوم الخميس الماضي، إلى حين الاستجابة لمطالبهم بتوفير الحماية لهم أو ترحيلهم إلى السودان.
ودعت “تنسيقية اللاجئين السودانيين في إقليم أمهرة”، في بيان لها، المنظمات الحقوقية والإنسانية وكل من يؤمن بالإنسانية، إلى مساعدتهم، وتوفير الأمن والغذاء لهم.
إضراب عن الطعام
ومنذ الثالث والعشرين في شهر مايو المنصرم قرر أكثر من 7000 لاجئ سوداني الدخول في إضراب عن الطعام على أن يتم تخصيص ما تبقى من طعام للأطفال والمرضى وكبار السن ونساء حوامل” نسبة لقلة الطعام
وبحسب احد الشهود قال : “الأوضاع عندنا متدهورة بشكل متسارع، وكل يوم يمر يكون أسوأ من الذي سبقه، خاصة في ظل ارتفاع معدل الأمطار. ومع ظهور الإسهالات المائية التي تجاوزت 35 حالة، في ظل انعدام الأدوية للأمراض، وحالة المصابين بالإسهال الصحية متدهورة”.
وأضاف خلال فترة إضرابنا عن الطعام لم تتدخل أي جهة في حل الأزمة التي نمر بها، حتى المنظمات الخيرية التي أرادت مساعدتنا منعتها القوات الإثيوبية من الوصول إلينا وإلى القرى المجاورة لنا. نحن في إقليم خارج سيطرة الحكومة المركزية الإثيوبية”.
مناشدات
وقالت تنسيقية اللاجئين بإقليم أمهرة: “مرت أكثر من 30 يوماً لم نشاهد أي تدخلات من جانب المنظمات الإنسانية لإنقاذ اللاجئين”. وأضافت: “لا يزال الحصول على الغذاء يمثل الحاجة ذات الأولوية للاجئين. بعد نفاد غذائهم لم يتبق سوى للأطفال والنساء المرضعات والمرضى وكبار السن. ومن المتوقع في الأيام المقبلة أن يؤدي ذلك إلى ارتفاع مستويات الجوع وسوء التغذية الحاد الشديد وزيادة مستويات الوفيات المرتبطة بالجوع في وسط اللاجئين إذا لم يتم التدخل”
وفيما طالبت التنسيقية المنظمات الحقوقية الدولية ومنظمات حقوق الإنسان بالتدخل العاجل لترحيلهم من دولة إثيوبيا إلى أي دولة أخرى، أو إرجاعهم إلى السودان. “قبل ذلك نطالب بتدخل عاجل وفوري لإنقاذ الموقف الذي نمر به، وإدراك الحالات الحرجة التي بيننا التي تحتاج إلى رعاية صحية ووجبات”
خيار العودة
لكن بعد مرور أكثر من عام على اندلاع الحرب في السودان، بدأ الكثير من السودانيين اللاجئين إلى إثيوبيا يعودون الى السودان سواء من الموجودين في معسكرات اللجوء أو الذين يعيشون في أوضاع معيشية مستقرة علماً بأن الذين اختاروا خيار العودة الي البلاد يعلمون أنهم سيعيشون في الخرطوم تحت تهديد القصف، وذلك بسبب الظروف المعيشية الصعبة التي يواجهونها بعدد من المعسكرات في ظل عدم توفر السكن والعمل والمأوى.
ويقول أحدهم ويدعى يوسف حامدين البالغ 28 عاما إن غالبية السودانيين الذين لجأوا الى اثيوبيا “كانوا يظنون أن الحياة ستكون أفضل”. لكنهم اكتشفوا الحقيقة المرة، فليس لديهم مال ولا مسكن ولا القدرة على مواجهة الظروف المعيشية ولذلك يفضلون العودة”.
ويروي آخر أن خيار العودة يعد أصعب الخيارات وانه حتماً يحاول الصمود بأي شكل كان مشيراً أن خالته وابناؤها عادوا الى الخرطوم، أحد أكثر الأماكن خطورة بعد ان رددت عبارتها التي قلتها ” ان الموت هناك أفضل من البقاء هنا”.
لكن من غير المؤكد أن يجد العائدون سقفا يؤويهم في بلدهم. فبيوتهم إما دمرت أو احتلها مسلحون بينما تعاتي مخيمات النازحين من نقص حاد على كل الأصعدة، خاصة في مناطق النزاع.